طرق مفيدة تساعد على استعمال الأطفال للهواتف الذكية بأمان وبعيداً عن الإدمان

تشهد الحياة المعاصرة تغيراً في نواح متعددة ونشأ عنها استعمال الأطفال للهواتف الذكية، وهناك إجماع بين العديد من الباحثين التكنولوجيين على أن تكنولوجيا الاتصال الحديثة وفي مقدمتها شبكة الإنترنت قد فتحت عصراً جديداً من عصور الاتصال والتفاعل بين البشر وفي وفرة المعلومات والمعارف التي تقدمها لمستخدميها ولكن على الجانب الآخر هناك مخاوف من الآثار السلبية الجسدية والنفسية والاجتماعية والثقافية التي قد تحدثها

وبما أن الشريحة الأكبر التي تستخدم هذه التقنية هي من فئة الأطفال وصولاً إلى الشباب الذين هم مستقبل وعماد التطور والتقدم والإنتاج في العالم، فكان من الضروري الانتباه إلى عملية الاستخدام هذه ومتابعة تطوراتها والحد من الوصول إلى مرحلة الإدمان عليها

استعمال الأطفال للهواتف الذكية

ينطوي استعمال الأطفال للهواتف الذكية على مزايا وعيوب، فمن الأفضل أن يتعلم الأطفال كيفية التعامل مع وسائل الإعلام بشكل عام أي الميديا، ولكن في الوقت نفسه ينبغي منعهم من الانغماس بشدة في استعمال هذه الأجهزة، بل ينبغي مرافقتهم ومراقبتهم أثناء استعمال الهواتف الذكية، لوجود بعض التطبيقات وخدمات الإنترنت التي لا تتناسب مع أعمارهم

الرقابة الوالدية استعمال الأطفال للهواتف الذكية

يمكن الاعتماد على وظيفة التحكم والتي هي تكون تحت مسمى المشاركة العائلية، التي يمكن العثور عليها في قائمة الإعدادات في هوية مستخدم أبل (Apple ID)، وتتيح هذه الوظيفة للآباء إمكانية إنشاء مجموعة عائلية خاصة بحسابات الأطفال والتحكم في هذه الحسابات، في حالة وجود هاتف ذكي يعمل بنظام “آي أو إس” (ios) لدى جميع الأطفال

وإذا كان الطفل يستعمل هاتف “آيفون ” (iphone) بشكل خاص، فيمكن إعداد وظيفة الحماية في قائمة الإعدادات تحت بند وقت الشاشة، وتأمين هذه الإعدادات بواسطة كود الأمان

وفي ما يلي نظرة عامة على هذه الوظائف العملية المتوفرة في هواتف آيفون والتي تراقب استعمال الأطفال للهواتف الذكية لدرجة كبيرة وآمنة توفر الأمان والحماية للطفل، وبالتالي راحة البال والاطمئنان من قبل الأهالي

الحدود الزمنية لاستعمال الأطفال للهواتف الذكية

يمكن للآباء من خلال إعدادات آيفون تحديد قيود معينة لكل فئة من التطبيقات، مثل تحديد وقت أقل لتطبيقات التواصل الاجتماعي والدردشة والألعاب، مع تعيين وقت أطول للتطبيقات التعليمية

وبعد انتهاء الوقت المخصص تُقفل التطبيقات لبقية اليوم، وتتيح وظيفة التعطيل إمكانية تحديد فترات كاملة لا تتوفر فيها سوى التطبيقات أو المكالمات الهاتفية المسموح بها فقط، وتظهر أهمية هذه الوظيفة أثناء أوقات اليوم

المحتويات والفئات العمرية

يصعب على المستخدم الصغير الإجابة عن الاستفسارات بشأن تثبيت التطبيقات أو مشاهدة الأفلام للأطفال بشكل عام، وهنا تظهر أهمية وظيفة القيود التي تتيح للآباء إمكانية إجراء الإعدادات بدقة

فمثلاً في أجهزة أبل وتحت بند قيود المحتوى يمكن تحديد التصنيفات العمرية الخاصة بالأفلام والبرامج التلفزيونية التي يُسمح للأطفال بمشاهدتها، أو تحديد الفئات العمرية الخاصة بالتطبيقات، كما يمكن حظر محتويات الويب الخاصة بالبالغين ووظائف الشبكات الخاصة بمركز الألعاب

الملايين على قائمة الانتظار.. تطبيق ترامب الجديد ينال تقييمات جيدة

الاستفسارات قبل الشراء

إذا رغب الطفل في شراء تطبيق ما، فيجب تفعيل وظيفة استفسار الشراء، وهنا يتم إرسال إشعار للآباء بشكل مباشر ويمكن للآباء السماح بطلب الشراء أو رفضه باعتبار أنهم مديرو المجموعة العائلية، إلا أن الالتزام بالاستفسار لا يسري على الأكواد التي استُعملت وتنزيل التطبيقات التي تم شراؤها بالفعل

وهناك وظيفة حماية أخرى ضد التكاليف غير المرغوب فيها في التطبيقات أو الألعاب؛ حيث يمكن للآباء حظر المشتريات داخل التطبيقات عن طريق وظيفة القيود

وتظهر أهمية هذه الوظيفة بصورة خاصة عند عدم استعمال المشاركة العائلية، ولكنها تقوم بالتحكم في وظائف الحماية على الهاتف الذكي نفسه

انظر ماذا يفعل طفلك بالميديا

نصح خبراء التكنولوجيا والتقنية الألمان في مبادرة أطلقوها تحت عنوان “انظر ماذا يفعل طفلك بالميديا!” بالاعتماد على الأقفال التقنية، التي تساعد في حماية الأطفال، بالإضافة إلى ضرورة التحدث مع الأطفال لاستعمال الميديا استعمالاً واعياً وفقاً للفئة العمرية

وأوصت المبادرة الألمانية باستعمال الميديا نصف ساعة فقط للأطفال حتى عمر 5 سنوات، وساعة كاملة للأطفال في عمر 6 إلى 9 سنوات، ويمكن تحديد أوقات أسبوعية لاستعمال الميديا حتى عمر 10 سنوات، حتى يتعلم الأطفال كيفية التعامل مع الموارد المتاحة لديهم

وهناك توصية عامة تنص على أنه يمكن تحديد 10 دقائق لكل عام من عمر الطفل للاستعمال اليومي للميديا، أو ساعة واحدة لكل سنة من عمر الطفل للاستعمال الأسبوعي، ولا ينطبق ذلك بالطبع على الميديا الخاصة بالتعليم أو النشاط المدرسي

أي أن الاستعمال لوسائل الإعلام الإلكترونية أو استعمال الأطفال للهاتف الذكي ليس مثله عندما يستعمل الطفل الهاتف الذكي ويدخل إلى المواقع الإلكترونية بهدف التعلم واكتساب مهارات معينة

خاصة مع انتشار التعلم الذاتي عبر المواقع الإلكترونية ومن خلال منصات خاصة بالذكاء الاصطناعي والتي تعمل على مساعدة الأطفال والكبار على تعلم لغة معينة أو مهارة محددة وبالطبع القيود يجب أن لا تشملها

خاتمة

استعمال الأطفال للهاتف الذكي ينطوي عليه الكثير من المخاطر، وأهمها بدء انعزال الطفل عن عائلته والدخول في عالم مجهول لا يعرف هو ما هي مساوئه لا سيّما أن أغلب التطبيقات الحديثة مثل تيك توك لا تخضع لأي عمليات رقابة وتنشر فيديوهات لا ينبغي للأطفال مشاهدتها حتى لا تؤثر بهم سلباً وبالتالي تؤثر على مجرى حياتهم بالكامل

Exit mobile version