تقنية وتكنولوجيا

الذكاء الاصطناعي يراقب الناس .. أمريكا تملك 14 صورة عنك أنت

الذكاء الاصطناعي يراقب الناس، ربما هذه الجملة تدخل بعض الخوف إلى قلوب الناس، إلا أن ما سيجعلهم يخافون فعلاً هو أنه يجمع صورهم أيضاً

وهنا سيتبادر إلى ذهنك العديد والعديد من الأسئلة، أهمها لماذا الذكاء الاصطناعي يراقب الناس ولماذا يجمع صورهم وما هي الصور التي يجمعها ولمن؟

جميع هذه الأسئلة التي تتبادر في ذهنك والمعلومات التي تخطر ببالك سنجيبك عنها ونوضحها لك في هذا المقال تابع معنا القراءة

الذكاء الاصطناعي يراقب الناس

تقرير مطول نشرته صحيفة واشنطن بوست (The Washington Post) الأميركية عن شركة أميركية للذكاء الاصطناعي، ستحصل خلال عام على 100 مليار صورة وجه في قاعدة بياناتها، وهو ما يكفي لضمان التعرف على كل شخص في العالم تقريباً، رغم قلق المشرّعين الأميركيين من أن ذلك يشكل تهديداً خطيراً للخصوصية

الشركة هي شركة كليرفيو للذكاء الاصطناعي (Clearview AI) كشفت في عرض مالي في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أنها قد أوشكت على جمع صور تعادل 14 صورة لكل شخص في العالم في حين أن عدد سكان العالم حوالي 7 مليارات شخص

كما أعلنت أن هذه الصور ساعدت في تشغيل نظام مراقبة تم استخدامه للاعتقالات والتحقيقات الجنائية من قبل الآلاف من وكالات إنفاذ القانون والوكالات الحكومية في جميع أنحاء العالم

ليس هذا فحسب بل إن الشركة تريد التوسع إلى ما هو أبعد من فحص الوجوه لصالح الشرطة، قائلة في العرض التقديمي إنها يمكن أن تراقب عمال اقتصاد العمل المؤقت، وتبحث عن عدد من التقنيات الجديدة التي يمكنها تحديد شخص ما من طريقة مشيه، واكتشاف موقعه من صورة أو مسح بصمات أصابعه من بعيد

غرض الذكاء الاصطناعي الأمريكي من مراقبة الناس

إن عملاء كليرفيو يمكنهم تحميل صورة للبحث عن التطابقات في قاعدة بيانات وجوه الشركة، حيث ترتبط النتائج غالباً بحسابات الشخص الأخرى عبر الويب، وأعلنت الشركة أن مؤشر الوجوه الخاص بها أكبر 11 مرة من قواعد بيانات الوجه لأي كيان حكومي أو غير حكومي اليوم

وتضيف الشركة في العرض التقديمي أنها يمكن أن تحدث ثورة في كيفية فحص العاملين في اقتصاد الوظائف المؤقتة، وأنه يمكن استخدام تقنيتها لتقييم الأشخاص على التطبيقات المستخدمة في المواعدة أو العثور على جليسات أطفال أو منظفات منازل أو مقاولي إصلاح، كما يمكن استخدام أنظمتها لحل مشكلات الأمان المادية الصعبة في أسواق العقارات التجارية والتجزئة

آلية عمل الذكاء الاصطناعي ليراقب الناس

الذكاء الاصطناعي يراقب الناس هو أبرز ما أكدت عليه الشركة التي طوّرت أنظمة أخرى تتجاوز التعرف على الوجه، بما في ذلك التعرف على لوحات الترخيص وتتبع الحركة، وأنها تقوم بتطوير أو بحث عدد من تقنيات المراقبة الأخرى، مثل: برنامج الكاميرا لاكتشاف البنادق والمخدرات،

كحذلك ستعمل الشركة على تطوير أنظمة التعرف على المشية للتعرف على الشخص من طريقة مشيه، وأنظمة صورة إلى موقع لتحديد مكان وجود الشخص من خلفية صورته، وأنظمة التعرف على بصمات الأصابع لمسح هوية الشخص من بعيد

كيف تمت الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في الحج

الفيديوهات بجانب الصور

كليرفيو قامت ببناء قاعدة بياناتها من خلال التقاط الصور من الشبكات الاجتماعية وغيرها من المصادر عبر الإنترنت، دون موافقة المواقع أو الأشخاص الذين تم تصويرهم

في حين تمت مطالبة كل من فيس بوك وغوغل وتويتر ويوتيوب الشركة بالتوقف عن التقاط الصور من مواقعها وحذف أي صور تم التقاطها مسبقا، وجادلت الشركة بأن جمع البيانات الخاص بها محمي بموجب التعديل الأول

وجادلت أيضاً في شهادة لها أمام مسؤولين حكوميين بأن تمرير الصور من الإنترنت سمح للشركة بإنشاء أداة قوية لمكافحة الجريمة، وبررت ذلك بأن كل صورة في مجموعة البيانات هي دليل محتمل يمكن أن ينقذ حياة، أو يوفر العدالة لضحية بريئة، أو يمنع تحديد هوية خاطئ، أو يبرئ شخصا بريئاً

طرق جمع الصور غير الشرعية

نهج كليرفيو قاسي ومتكبر في جمع البيانات حيث أثار قلق المدافعين عن الخصوصية ونظراءهم في صناعة التعرف على الوجه، وبعض أعضاء الكونغرس الذين حثوا الوكالات الفدرالية هذا الشهر على التوقف عن العمل مع الشركة، لأن تقنيتها يمكن أن تقضي على إخفاء الهوية العامة في الولايات المتحدة

إجراءات قانونية

تواجه كليرفيو حالياً موجة من الإجراءات القانونية في محاكم الولايات والمحاكم الفدرالية، كما تواجه أيضاً دعوى جماعية في محكمة اتحادية كندية، وتحقيقات حكومية في كندا والسويد والمملكة المتحدة، وشكاوى من مجموعات الخصوصية تزعم انتهاك حماية البيانات في فرنسا واليونان وإيطاليا والمملكة المتحدة

كما أمرت حكومتا أستراليا وفرنسا “كليرفيو” بحذف بيانات مواطنيها، قائلة إن الشركة قد استثمرت وجوه الأشخاص سرا لغرض خارج التوقعات المعقولة

شركة كليرفو التي طورت ذكاء اصطناعي يراقب الناس

كانت كليرفيو هي شركة ناشئة غير معروفة إلى أن كشف تقرير نيويورك تايمز في أوائل عام 2020 بناء على رسائل البريد الإلكتروني الداخلية والسجلات العامة التي كشفها الباحثون عن مدى بدء إدارات الشرطة المحلية في استخدامها للعثور على المشتبه بهم المحتملين

وقالت الشركة إنها وسعت منذ ذلك الحين قائمة عملائها إلى أكثر من 3100 وكالة لإنفاذ القانون في الولايات المتحدة، ولديها عقود مع وزارة الأمن الداخلي ومكتب التحقيقات الفدرالي والجيش

وتحقق الشركة توسعاً دولياً سريعاً، بما في ذلك توقيع صفقات في بنما وكوستاريكا ومتابعة أعمال أخرى في المكسيك وكولومبيا والبرازيل، وامتنعت الشركة عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل، ولم يتسن تأكيد تلك الصفقات

خاتمة

ترى أمامك كيف أن الذكاء الاصطناعي يراقب الناس ومواقع التواصل الاجتماعي تراقب الناس، وهناك أشخاص في كل مكان يعرفون عنك معلومات ربما تكون أنت قد نسيتها فعلاً، فما الذي ننتظره في قادم السنوات من صفعات تكنولوجية تتعلق بالخصوصية

اعلانات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى