حكم استعمال السواك وفضله

هل السواك واجب؟

ستتعرف علي حكم استعمال السواك في المقال وذلك لأنها عادةٌ يواظب عليها بعض الناس ويتجاهلها آخرون، لذلك مقال اليوم سوف يكون حول تبيان حكم استعمال السواك في الإسلام.

فلنتابع التفاصيل…

 

حكم استعمال السواك 

استعمال السواك سُـنّـة نبوية وحُكمه مندوب إليه، وهذا باتّفاق المذاهب الفقهية الأربعة.

تفصيل استعمال السواك 

في حكم استعمال السواك جاء الإجماع على أنه مندوب، وهو سُـنّـة من سنن النبي صلى الله عليه.

وهذا ما عليه اتّفاق المذاهب الفقهية الأربعة:

اقرأ أيضاً: حكم السواك في رمضان. 

قال الإمام ابن حزم:

“اتَّفقوا أنَّ السِّواكَ لِغَيرِ الصَّائمِ حَسَنٌ” [5]ابن حزم، مراتب الإجماع، (165)

وقال ابن عبد البَر:

“فَضلُ السِّواكِ مُجتمَعٌ عليه، لا اختلافَ فيه” [6]ابن عبد البر، التمهيد، (7/200)

وقال النووي:

“السِّواكُ سُنَّةٌ ليس بواجبٍ في حالٍ مِن الأحوالِ، لا في الصَّلاةِ ولا في غَيرِها، بإجماعِ مَن يُعتَدُّ به في الإجماعِ”[7]النووي، شرح صحيح مسلم، (3/142)

وقال ابن مفلح:

” اتَّفَقَ العُلَماءُ على أنَّه سُنَّةٌ مؤكَّدةٌ؛ لحثِّ الشَّارِعِ، ومواظَبَتِه عليه، وترغيبِه فيه، ونَدبِه إليه” [8]ابن مفلح، المبدع، (1/67)

وقال ابن قدامةَ:

” أكثَرُ أهلِ العلمِ يَرَونَ السِّواكَ سُنَّةً غيرَ واجبٍ، ولا نعلَمُ أحدًا قال بوجوبِه إلَّا إسحاقَ وداودَ”[9]ابن قدامة، المغني، (1/71)

وقال الإمام ابن رجب:

” حُكِيَ عن إسحاقَ، أنَّه لو تَرَكه عمدًا أعاد الصَّلاةَ، وقيل: إنَّه لا يَصِحُّ عنه” [10]ابن رجب، فتح الباري، (5/375)

الأدلة في حكم استعمال السواك

جاءت مجموعة من الأدلة التي تشير إلى أن حكم استعمال السواك أمر طيب ومحمود، وسنكتفي بذكر بعضٍ منها فقط.

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، عن الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه قال:

(السِّواكُ مَطهَرةٌ للفَمِ، مَرْضاةٌ للرَّبِّ) [11]الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح النسائي، الصفحة أو الرقم: 5، خلاصة حكم المحدث: صحيح

وفي حديث آخر، ثبت عن عائشة أم المؤمنين رضوان الله عليها أنها كانت تقول:

(إنَّ مِن نِعَمِ اللهِ عليَّ أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تُوفِّي في بَيتي، وفي يَومِي، وبين سَحْرِي ونَحْرِي، وأنَّ اللهَ جمَع بين رِيقي ورِيقِه عند مَوتِه؛ دخَل عليَّ عبدُ الرَّحمنِ وبِيَدِه السِّواكُ، وأنا مُسنِدةٌ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فرَأيتُه ينظُرُ إليه، وعَرفتُ أنَّه يُحِبُّ السِّواكَ، فقُلتُ: آخُذُه لك؟ فأشار برأسِه: أنْ نعَمْ، فتناولتُه فاشتدَّ عليه، وقلت: أُلَيِّنُه لك؟ فأشار برأسِه: أنْ نعَمْ، فليَّنْتُه، فأمَرَّه) [12]الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: شعيب الأرناؤوط، المصدر: تخريج صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 6617، خلاصة حكم … Continue reading

وفي حديث آخر عن نفس الرّاوية (عائشةَ رضي الله عنها):

(أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا دخَلَ بَيتَه بدأ بالسِّواكِ) [13]الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 253، خلاصة حكم المحدث: صحيح

ومن الأدلة التي يعتمد عليها الفقهاء في حسم حكم استعمال السواك، هناك قوله صلَّى الله عليه وسلَّم:

(عشْرٌ مِن الفِطرة: قصُّ الشَّارِبِ، وإعفاءُ اللِّحيةِ، والسِّواكُ، واستنشاقُ الماءِ، وقصُّ الأظفارِ، وغَسْلُ البَراجِمِ، ونَتْفُ الإبْطِ، وحَلْقُ العانةِ، وانتقاصُ الماءِ)[14]الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 261، خلاصة حكم المحدث: صحيح

وكل هذه الأحاديث وغيرها توضح مما لا يدع مجالا للشك مكانة السواك في الإسلام، ومدى حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الحث على استعماله متى أمكن للمسلم ذلك.

إذن في ختام هذا المقال، يمكن القول أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أوصى باستعمال السواك وصايةً، وهو من عموم الطيبات، حيث أن استعماله عادة طيبة تطهر الفم والقلب ويكسب بها الفاعل أجراً، ولكن وجب التنبيه أن استعمال السواك ليس فرضاً أو واجباً، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم أنه ليس كذلك كي لا يكون الأمر شاقاً على الأمة.

قال عليه الصلاة والسلام

(لولا أن أشُقَّ على أمَّتي- أو على النَّاس- لأمَرتُهم بالسِّواكِ مع كلِّ صلاةٍ) [15]الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 887، خلاصة حكم المحدث: صحيح

إذن فمن استعمل السواك له أجر ذلك وانتفع منه بما سبق ذكره، ومن لا يستعمله فلا حرج عليه ولا ينقص ذلك من حسناته شيئاً. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

اقرأ أيضاً: حكم صيام يوم الشك

ـــ ولمتابعة صفحتنا الرسمية عبر فايسبوك: اضغط هنا ــــ

دين – مرجعي:

مرجعي: مرجعك الديني

المصادر

المصادر
1 البحر الرائق، لابن نجيم (1/21)، وينظر: بدائع الصنائع، للكاساني (1/19)
2 مواهب الجليل، للحطاب (1/380)، وينظر: مختصر خليل، للخرشي (1/138)
3 المجموع، للنووي (1/267)، وينظر: الحاوي الكبير، للماوردي (1/82)
4 المبدع، لابن مفلح (1/67)، وينظر: المغني، لابن قدامة (1/71)
5 ابن حزم، مراتب الإجماع، (165)
6 ابن عبد البر، التمهيد، (7/200)
7 النووي، شرح صحيح مسلم، (3/142)
8 ابن مفلح، المبدع، (1/67)
9 ابن قدامة، المغني، (1/71)
10 ابن رجب، فتح الباري، (5/375)
11 الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح النسائي، الصفحة أو الرقم: 5، خلاصة حكم المحدث: صحيح
12 الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: شعيب الأرناؤوط، المصدر: تخريج صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 6617، خلاصة حكم المحدث: صحيح
13 الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 253، خلاصة حكم المحدث: صحيح
14 الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 261، خلاصة حكم المحدث: صحيح
15 الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 887، خلاصة حكم المحدث: صحيح
Exit mobile version