حكم الحج في الإسلام وحكم الجاحد به

هل الحج فرض؟

حكم الحج هو ما سيكون محور مقالنا لهذا اليوم، وفيه سنعرض قول الشرع في الحج وكذا حكم الجاحد به ومن نَكَره.

فلنتابع تفصيل هذا الموضوع.

 

حكم الحج في الإسلام 

الحج واجب شرعاً لمن استطاع إليه سبيلاً، وهو ركن من أركان الإسلام، والجاحد به أو ناكر وجوبه كافرٌ وخارجٌ عن الملة.

تفصيل حكم الحج في الإسلام

بإجماع أهل العلم، الحج ركن من أركان دين الإسلام، وفرض من فروضه، وواجب على من استطاع إليه سبيلاً.

أقرأ أيضاً: حكم النيابة في الحج.

قال ابن حزم بخصوص قول العلماء في حكم الحج في الإسلام:

“اتفقوا أنَّ الحُرَّ المسلم العاقلَ البالغ الصَّحيح الجسمِ واليدينِ والبَصَر والرِّجْلين الذي يجد زادًا وراحلةً وشيئًا يتخلَّف لأهلِه مدَّةَ مُضِيِّه، وليس في طريقه بحرٌ ولا خَوْفٌ ولا مَنَعَه أبواه أو أحدُهما؛ فإنَّ الحجَّ عليه فرْضٌ” [1]ابن حزم، مراتب الإجماع، الصفحة 41

وقال ابن المُنذِر:

“وأجمعوا أنَّ على المرء في عُمُرِه حجةً واحدةً؛ حجَّةَ الإسلامِ إلَّا أن يَنْذِرَ نَذْرًا، فيجب عليه الوفاءُ به” [2]ابن المنذر، الإجماع، الصفحة: 51

وقال الكاساني:

” وأما الإجماعُ فلأنَّ الأمَّةَ أجمعت على فرضِيَّتِه” [3]الكاساني، بدائع الصنائع، الجزء 2، الصفحة 118

اقرأ أيضاً: حكم التبرع بالحج.

الأدلة في حكم الحج 

الأدلة في حكم الحج كثيرة وعديدة، سواءً من القرآن الكريم أو من السنة النبوية الشريفة، وسنعرض بعضاً من هذه الأدلة:

قال الله تعالى في محكم التنزيل:

(وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) [4]سورة آل عمران، الآية: 97

وهي آية صريحة ومباشرة في وجوب الحج.

ومن السنة النبوية الشريفة، جاء عن ابن عُمر رضوان الله عليهما أنه قال:

(سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسَلَّم يقول: بُنِيَ الإِسْلامُ على خمسٍ: شهادَةِ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ) [5]الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري* الصفحة أو الرقم : 8، خلاصة حكم المحدث: صحيح

وهذا الحديث هو أيضاً دليل مباشر وصريح بوجوب الحج على المسلم.

حكم الجاحد بالحج

بعد أن بيَّنا في الفقرات السابقة حكم الحج وقلنا أن الحج واجب شرعاً، وجب التطرق لحكم من نكر وجوبه وجحد بذلك بإجماع أهل العلم، الجاحد بوجوب الحج كافر خارج عن ملة الإسلام. وقد نقل الإجماع على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية.

قال الشيخ ابن تيمية:

“فكلُّ مَن لم يرَ حجَّ البيتِ واجبًا عليه مع الاستطاعة، فهو كافرٌ باتِّفاق المسلمين، كما دلَّ عليه القرآنُ” [6]ابن تيمية، الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، الجزء 2، الصفحة 125

وقال كذلك:

“وقد اتَّفق المسلمون على أنَّ مَن جحَد وجوب مباني الإسلام الخَمس: الشَّهادتين، والصَّلوات الخمس، والزكاة، وصِيام شهر رمضان، وحج البيت، فإنَّه كافرٌ” [7]ابن تيمية، الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، الجزء 2، الصفحة 126

إذن خلاصة الكلام، أن حكم الحج هو الوجوب، فهو فرض على كل مسلم ومسلمة توفر فيهما شرط الاستطاعة. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

إقرأ أيضاً: النيابة في الحج عن الميت.

ـــ ولمتابعة الصفحة الرسمية الخاصة بنا عبر فايسبوك: اضغط هنا ــــ

دين – مرجعي:

مرجعي: مرجعك الديني

المصادر

المصادر
1 ابن حزم، مراتب الإجماع، الصفحة 41
2 ابن المنذر، الإجماع، الصفحة: 51
3 الكاساني، بدائع الصنائع، الجزء 2، الصفحة 118
4 سورة آل عمران، الآية: 97
5 الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري* الصفحة أو الرقم : 8، خلاصة حكم المحدث: صحيح
6 ابن تيمية، الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، الجزء 2، الصفحة 125
7 ابن تيمية، الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، الجزء 2، الصفحة 126
Exit mobile version