قول الشرع في تطويل الشعر للرجال

حكم تطويل الشعر للرجال

تطويل الشعر قد أضحى “موضة” يتهافت عليها بعض الرجال، وأصبحت معياراً من معايير الجمال، غير أن المسلم قد يراوده بعض الشك ويتساءل عن حكم تطويل الشعر للرجل وقول الشرع فيه، وهو بحول الله تعالى ما سنتطرق إليه بين سطور هذا المقال.

حكم تطويل الشعر للرجال 

يجوز للمسلم تطويل الشعر، وقد ثبت عن النبي أن شعره كان طويلاً، غير أن لبعض الفقهاء قول مخالف في حكم تطويل الشعر.

تفصيل حكم تطويل الشعر 

باتفاق أهل العلم لا بأس في تطويل الشعر للرجال، باعتبار أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له شعر طويل[1]ابن باز، فتاوى الجامع الكبير، حكم إطالة شعر الرأس، الموقع الرسمي لفضيلة الامام ابن باز، فقد وصفت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها شعر الرسول صلى الله عليه وسلم وقالت:

“كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم شعر دون الجُمَّة، وفوق الوفرة”[2]الراوي: الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2946، حسن

وهذا الحديث يبيّن أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان له شعر طويل، كعادة العرب، حيث أنه معروف على العرب في شبه الجزيرة العربية في عصر النبي وقبله إطالة الرجال لشعر رأسهم، وبه ذهب الفقهاء للقول بجواز تطويل الشعر للرجال اتباعاً لأسلوب النبي صلى الله عليه وسلم[3]كمال ابن السيد سالم، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، الصفحة 22

ويخالف بعض الفقهاء كابن عثيمين وغيره هذا القول ويقولون أن حلق الشعر أفضل حيث أن تطويل الشعر اليوم أصبح فيه بعض التشبه بالنساء وبعض الميوعة والتفاخر، وهي صفات تنافي مقصد الشريعة، وبه يفضَّل عدم تطويله.[4]ابن عثيمين، فتاوى نور على الدرب، الصفحة 2 / الموقع الرسمي لفضيلة الامام ابن عثيمين

اقرأ أيضاً: حكم صيام يوم الشك

سنة النبي في التعامل مع شعره 

ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم تطويل الشعر واهتمامه به، وجاءت مجموعة من الأحاديث التي تبيّن أنه كان عليه الصلاة والسلام يوصي باعتناء المسلم بشعره، حيث قال صلى الله عليه وسلم:

“من كان له شعر فليكرمه”[5]الراوي: أبو داوود، في سنن أبي داوود، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:4163، حسن

وثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه أنكر على رجلٍ إهماله لترتيب شعره لما رأى شعره متغبرا ومنكوشاً وغير مرتب حيث استنكر صلى الله عليه وسلم قائلا:

“أما وجدَ هذا ما يُسَكِّنُ بهِ شعرَهُ”[6]الراوي: أبو داوود، في سنن أبي داوود، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:4061، حسن

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم بعدد من الممارسات في تعامله مع شعره، يمكن للمسلم القيام بها اقتداءً به، ومن بينها:[7]مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الدرر السنية، الصفحة 20

  1. عدم حلق بعضه وترك بعضه الآخر، وهو ما يعرف بالقزع، حيث نهى عن ذلك.
  2. يمكن للمسلم صبغ شعره (إلا باللون الأسود)، حيث أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أبو قحافة يوم فتح بمكة بصبغ لحيته البيضاء وشعره[8]عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: “أُتِيَ بأَبِي قُحَافَةَ يَومَ فَتْحِ مَكَّةَ وَرَأْسُهُ … Continue reading.
  3. الاعتناء بالشعر وذهنه بالزيوت التي تقويه والحرص على غسله وتسريحه، واستعمال اليد اليمنى في ذلك، حيث أنه كان صلى الله عليه وسلم يستعمل اليد اليمنى في كل أعماله.
  4. اعفاء اللحية وقص الشوارب وذلك لمخالفة اليهود والنصارى[9]“خَالِفُوا المُشْرِكِينَ؛ وَفِّرُوا اللِّحَى، وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ” (صحيح البخاري، 5892) (وهنا: تفصيل حكم حلق اللحية)

اقرأ أيضاً: الإغماء في نهار رمضان  

دين – مرجعي:

مرجعي: مرجعك الديني

المصادر

المصادر
1 ابن باز، فتاوى الجامع الكبير، حكم إطالة شعر الرأس، الموقع الرسمي لفضيلة الامام ابن باز
2 الراوي: الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2946، حسن
3 كمال ابن السيد سالم، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، الصفحة 22
4 ابن عثيمين، فتاوى نور على الدرب، الصفحة 2 / الموقع الرسمي لفضيلة الامام ابن عثيمين
5 الراوي: أبو داوود، في سنن أبي داوود، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:4163، حسن
6 الراوي: أبو داوود، في سنن أبي داوود، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:4061، حسن
7 مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الدرر السنية، الصفحة 20
8 عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: “أُتِيَ بأَبِي قُحَافَةَ يَومَ فَتْحِ مَكَّةَ وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ كَالثَّغَامَةِ بَيَاضًا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: غَيِّرُوا هذا بشيءٍ، وَاجْتَنِبُوا السَّوَادَ”(صحيح مسلم، 2101)
9 “خَالِفُوا المُشْرِكِينَ؛ وَفِّرُوا اللِّحَى، وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ” (صحيح البخاري، 5892)
Exit mobile version