معلم الحمامات الرومانية وأهميتها في بيروت

الحمامات الرومانية

لعلك لا تعرف الكثير عن الحمامات الرومانية؛ حسنًا من خلال مرجعي سوف نتعرف عليها معًا. توجد الحمامات الرومانية في وسط مدينة بيروت العريقة، فقد تم العثور على بقاياها محطمة في منطقة المصارف في بيريتوس القديمة؛ حيث بُنيت على يد الرومان بعد استيلائهم على بيروت وضمها إلى الامبراطورية الرومانية المترامية. وقد تميزت تلك الحمامات بعمارتها المذهلة، وكذلك بتصاميمها الجذابة التي لفتت إليها الأنظار؛ حيث أن ما تبقى من تلك الحضارة العتيقة يعد بمثابة شاهد مثالي على هندسة الرومان قديمًا وروعتهم في البناء العمراني.

الحمامات الرومانية في بيروت

صورة توضح تجمع الأهالي في ساحة الحمامات الرومانية

هناك مجموعة رائعة من الحمامات ذات النمط الروماني في قلب بيروت والتي أنشأها الرومان وقت تواجدهم في العاصمة بيروت، والتي عرفت باسم حمامات ’’بيريتوس’’. وقد تم اكتشاف بقايا تلك الحمامات في الفترة من 1968 إلى 1969م، وسعت السلطات في ذلك الوقت إلى القيام بعمل ترميم وتجديد لها حتى تظهر بالنمط الجذاب الذي تُعرض به لكافة الزوار.

علاوة على ذلك فقد تم ترك أحد تلك الحمامات دون تجديد لتكون بمثابة مساحة للأداء الفني بداخلها؛ حيث تقام به العديد من الحفلات الموسيقية والكرنفالات المتنوعة، كما تحتوي أيضًا على مجموعة من الحدائق المميزة التي تعد مزار سياحي رائع للكثير من الزوار.

اقرأ عن: السياحة في لبنان

فائدة الحمامات الرومانية في بيروت

بقايا الحمامات الرومانية

لقد حظيت العمارة القديمة في شتى الحضارات باهتمام ملحوظ لاسيما في بيروت؛ حيث كان لتلك الحمامات في الحقب التاريخية السالفة فوائد جمة تحصدها المجتمعات. من صور ذلك على سبيل المثال نجد أنها موقع جيد لالتقاء المواطنين فيه والتحدث في شتى أمورهم.

كما كانت موقع رائع للتجمعات المبهجة؛ حيث تقام بها العديد من الحفلات التي يسعد بها المواطنين، كما يتهافتون على مشاهدتها بصورة مستمرة، علاوة على ذلك فقد كانت فرصة جيدة للتخلص من عناء العمل ومشقة الحياة اليومية أيضًا، بالإضافة إلى أن المواطنين يمارسون داخل الحمامات الرومانية في ذلك الوقت المزيد من الهوايات مثل الرياضة، القراءة، وتناول الطعام، والتسوق، وكذلك إلقاء الشعر.

زيادة على ذلك فقد عُرفت تلك الحمامات بأنها وسيلة مميزة للحفاظ على الصحة العامة للأفراد، كما كانت ممر هام في حياة أهل المدينة، فقد كانوا يجددون نشاطهم البدني والنفسي والروحي بداخلها.

تابع حول: السياحة في بيروت

الحمامات لدى رومان بيريتوس

الحمامات الرومانية

في الواقع لقد امتلكت بيروت قديمًا مجموعة من الحمامات التي وصل عددها إلى أربعة حمامات رومانية مترابطة، الأمر الذي بدوره منح المدينة واجهة رائعة، هذا وتعكس تلك الحمامات نظرة المجتمع الروماني إلى أدق التفاصيل اليومية، والتي تتجسد في الاهتمام بالنظافة وتخليد الدور المذهل الذي تقدمه تلك الحمامات لكافة مواطني البلاد.

تتكون الحمامات من مجموعة من الصهاريج الخارجية المعزولة من الخارج والتي يتم تخزين المياه بها ليتم توزيعها داخل الحمامات عبر مجموعة من الأنابيب المصنوعة من الطين وربما منها ما تم تصنيعه من مادة الرصاص، لتصل المياه في النهاية إلى كافة تلك الحمامات ذات الطراز الروماني.

تصميم الحمامات الرومانية

تصميم الحمامات الرومانية

في ذلك الحين كانت تمتلك تلك الحمامات تصميم مثالي يساعد على تحقيق أقصى استفادة أثناء التواجد بها؛ حيث يُوجد بها عدد ثلاث غرف مختلفة فيما بينها من حيث درجات الحرارة: 

  1. يدخل الشخص إلى الغرفة الأولى وهي ذات الحرارة الباردة، 
  2. ثم يتم انتقاله إلى الغرفة الثانية المتوسطة الحرارة، ثم يتم انتقاله بعد ذلك إلى الغرفة الثالثة صاحبة الحرارة المرتفعة.
  3. بعد ذلك ينتقل الشخص إلى الغرفة المخصصة للتدليك والاسترخاء، 

هذا وقد عُرف وقتها التدليك بالزيوت المستخلصة من النباتات الطبيعية، الأمر الذي منح تلك الحمامات أهمية كبيرة سواء كان من الناحية العلاجية، الاجتماعية، الاقتصادية، وكذلك الثقافية.

يُرشح لك مرجعي قراءة المزيد حول: أنشطة سياحية في وسط بيروت لا تفوتك أثناء رحلتك

أنشطة سياحية في الحمامات الرومانية في بيروت 

يمكنك القيام بالعديد من الأنشطة السياحية والثقافية في بيروت، حيث تشاهد جمال المعمار اللبناني في الحقب القديمة متمثلًا في تصميم تلك الحمامات المخططة بدقة وروعة، فتجد الأرضيات قد تم تغطيتها بالرخام إلى جانب الفسيفساء.

أنشطة بالقرب من الحمامات الرومانية

كما يمكنك الاستمتاع بالتسوق بالقرب من الحمامات الرومانية والحصول على الهدايا التذكارية لأقاربك وأصدقائك، والتقاط العديد من الصور التذكارية، ولا تنسى التعرف على أبرز الشوارع المحيطة بمنطقة الحمامات الرومانية.

مبنى دار الأوبرا القديمة في ساحة الشهداء

أخيرًا لا تدع تلك اللحظات من رحلتك تمر دون توثيقها بعدسات كاميرتك، وبالتأكيد ستستمتع برحلة شيقة بين تراث لبنان ومناخها المعتدل وجمالها الأخاذ ومعالمها التي لا تنتهي ما بين شوارع شهيرة مثل شارع فلسطين وشارع باريس وشارع الجميزة، كما ستتمكن من رؤية صخرة الروشة وممارسة العديد من الأنشطة الساحلية والرياضة، بالإضافة إلى التسوق الممتع في أسواق لبنان ومشاهدة الحفلات السنوية والاجتماعات

فخامة الحمامات الرومانية

أعمدة الحمامات الرومانية

لقد تميزت الحمامات العامة بشكل عام في تلك الحقبة بتصميمها الفاخر، وكذلك بطرازها المميز الذي تم التخطيط له بدقة متناهية، ومن ذلك على سبيل المثال نجد أرضية تلك الحمامات الرائعة مغطاة بطبقة من الرخام والفسيفساء، علاوة على ذلك فقد وُجدت أرضية إحدى الغرف بداخله مغطاة بالرخام الأبيض ويظهر من أسفل القطع المتهدمة به قطع من الفسيفساء.

في حقيقة الأمر لقد كان لأرضيات الحمامات تخطيطها المثالي الذي يضمن لها إتمام دورها بشكل جيد، ومن ذلك تجد أن تصميم كل جزء بها قد تم وفق هدف محدد وكذلك من أجل تقديم دور مناسب داخل هذه الحمامات؛ حيث كان الدور الأهم بالنسبة لها هو الاحتفاظ بدرجات الحرارة الموجودة بداخلها، مع الاحتفاظ بتوازن الزوار وعدم تعرضهم للانزلاق أثناء الاستحمام داخل أحد غرفها.

حديقة الحمامات الرومانية

متنزه الحمامات الرومانية

لقد تعرضت بيروت إلى زلزال قوي في عام 551 م، وتم على أثره تهدم العديد من المنشآت والمباني داخل مدينة بيروت، ومن ذلك ما شهدته حمامات بيروت من انهيار، ثم تم ترميمها بعد ذلك لكي تقوم بدورها المرجو بشكل مثالي.

وتم ترميمها مرة أخرى في العصر الحديث في نهاية القرن التاسع عشر، وذلك بعدما تم اكتشافها عام 1968م، وقد تم إنشاء مجمع من المنشآت الحكومية حولها أثناء عمليات التجديد التي تعرضت لها، كما تم تزويدها بحديقة نباتية شهيرة عرفت بحديقة الحمامات.

من الجدير بالذكر أن تلك الحديقة تمتلك عدد مميز من نباتات البحر المتوسط؛ التي تم استخدامها في الاغتسال، وكذلك في عمليات التدليك، علاوة على ذلك فقد تم استخدامها في العديد من السبل العلاجية المختلفة.

في الختام وضح مرجعي إن أبرز ما قدمته الحمامات الرومانية منذ ظهورها ليس مجرد نظافة جسدية فحسب، بل كانت بمثابة نادي اجتماعي، ثقافي، رياضي، كما كانت منفذًا جيدًا لكافة الأفراد من أجل قضاء وقت ممتع ومسلي مع أهل بلدتهم وأصدقائهم أيضًا، علاوة على ذلك فقد أصبحت تلك الحمامات من أشهر المعالم الأثرية في بيروت حتى الآن، وهو ما يؤكد عراقة الحضارة اللبنانية منذ قيامها وحتى الآن.

 

Exit mobile version