هل يجوز النذر لغير الله والوفاء به؟

حكم النذر لغير الله

النذر لغير الله هو ما سيكون محور مقالنا لهذا اليوم، بحيث أننا سنطرح بين سطوره حكم النذر لغير الله وقول الشرع فيه.

وقد تطرقنا بالتفصيل في مقابل سابق إلى حكم النذر في الإسلام.

 

حكم النذر لغير الله 

النذر لغير الله غير جائز شرعاً، وهذا بإجماع فقهاء الإسلام، وحتى لو قطع الإنسان نذراً لغير الله فلا يجوز الوفاء به.

تفصيل النذر لغير الله 

لا يجوز النذر لغير الله تعالى، وهذا ما عليه جمهور فقهاء الأمة، ولا يجوز أيضاً الوفاء بالنذر إذا تم قطعه لغير الله تعالى، بل أنه يعد ضرباً من ضروب الشرك بالله.

قال ابن تيمية في الحديث عن قطع النذر لغيرِ الله:

“اتفق العلماء على أنه لا يجوز لأحد أن ينذر لغير الله، لا لنبي ولا لغير نبي، وأن هذا نذر شرك لا يوفى به” [1]ابن تيمية، قاعدة جليلة، الصفحة: 230

وقال أيضاً:

“من أسرج بئرا، أو مقبرة، أو جبلا، أو شجرة، أو نذر لها أو لسكانها أو [للمضافين] إلى ذلك المكان؛ لم يجز، ولا يجوز الوفاء به إجماعا” [2]ابن تيمية، الفتاوى الكبرى، (5/554)

وقال الإمام الحصكفي:

” اعلم أن النذر الذي يقع للأموات من أكثر العوام وما يؤخذ من الدراهم والشمع والزيت ونحوها إلى ضرائح الأولياء… تقربا إليهم؛ فهو بالإجماع باطل وحرام” [3]الحصفكي، الدر المختار، الجزء 2، الصفحة 439

وقال ابن نجيم:

“لم يثبت في الشرع جواز الصرف للأغنياء؛ للإجماع على حرمة النذر للمخلوق، ولا ينعقد، ولا تشتغل الذمة به” [4]ابن نجيم، البحر الرائق، الجزء 2، الصفحة 321

وقال ابن عابدين:

” لم يثبت في الشرع جواز الصرف للأغنياء؛ للإجماع على حرمة النذر للمخلوق” [5]ابن عابدين، حاشية ابن عابدين، الجزء 2، الصفحة 439

اقرأ أيضاً: حكم الشرك الأكبر.  

الأدلة في النذر لغير الله

يستند علماء وفقهاء الإسلام في الحسم بتحريم النذر لغير الله تعالى إلى مجموعة من الأدلة، وعلى رأسها الحديث النبوي الشريف الذي جاء فيه عن أم المؤمنين عائشة رَضِي الله عنها، أن الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم قد قال:

(مَن نَذَرَ أنْ يُطيعَ اللهَ فلْيُطِعْهُ، ومَن نَذَرَ أنْ يَعصيَهُ فلا يَعصِهِ) [6]الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6696، خلاصة حكم المحدث:صحيح

ووَجهُ الاستدلال في هذا الحديث واضح وصريح ومباشر، وهو في قولِه صلى الله عليه وسلم (ومَن نَذَرَ أنْ يَعصيَه فلا يَعصِهِ)، والذي يعد دليلاً على عدَم جَواز الإقدامِ عليه.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

شاهد أيضاً: حكم العجز عن الوفاء بالنذر. 

ـــ ولمتابعة صفحتنا الرسمية عبر فايسبوك: اضغط هنا ــــ

دين – مرجعي:

هام جداً: الأحكام الواردة في هذا القسم لا تخضع لأي ميولات أو اجتهادات شخصية، ولا يعكس المحتوى الوارد في هذا القسم أفكار ووجهات النظر الشخصية للكاتب ولا للموقع، بل فقط ما ورد على لسان فقهاء الإسلام، وذلك كما يتم تبيانه بالتفصيل في المراجع المشار إليها عند نهاية كل مقال. 

مرجعي: مرجعك الديني

المصادر

المصادر
1 ابن تيمية، قاعدة جليلة، الصفحة: 230
2 ابن تيمية، الفتاوى الكبرى، (5/554)
3 الحصفكي، الدر المختار، الجزء 2، الصفحة 439
4 ابن نجيم، البحر الرائق، الجزء 2، الصفحة 321
5 ابن عابدين، حاشية ابن عابدين، الجزء 2، الصفحة 439
6 الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6696، خلاصة حكم المحدث:صحيح
Exit mobile version