حكم النوم على جنابة للمسلم والمسلمة

يعد حكم النوم على جنابة من أكثر العادات انتشاراً وذلك لأنة أمر قد يضطر المسلم إلى القيام به، خصوصا في حالة كان متزوجاً أو حتى في حالة الاحتلام أو الاستمناء، فيحدث أن يعجز المسلم أو المسلمة عن القيام للاغتسال من الجنابة، فينام وهو جنب، فهل يجوز ذلك؟

حكم النوم على جنابة 

يجوز للمسلم والمسلمة النوم على جنابة، وليس في ذلك حرج، ولكن يُستحَب الاغتسال في حال المقدرة.

تفصيل حكم النوم على جنابة

باتفاق أهل العلم، يجوز للمسلم والمسلمة النوم على جنابة، أي بمعنى لا إشكال ولا بأس في ذلك، حيث أنّ التطهر من الجنابة لا يشترط فيه الفورية^[1]مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، الصفحة 2032، (بتصرّف) .

فعن عبد الله بن أبي قيس أنه سأل عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قائلا:

“كيفَ كانَ يَصْنَعُ النبي في الجَنَابَةِ؟ أكانَ يَغْتَسِلُ قَبْلَ أنْ يَنَامَ؟ أمْ يَنَامُ قَبْلَ أنْ يَغْتَسِلَ؟ فأجابته بالقول: كُلُّ ذلكَ قدْ كانَ يَفْعَلُ، رُبَّما اغْتَسَلَ فَنَامَ، ورُبَّما تَوَضَّأَ فَنَامَ”^[2]الراوي: مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:307، حديث صحيح

والمستفاد من هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أحياناً يغتسل قبل النوم وأحياناً أخرى ينام على جنابة، وكان عليه الصلاة والسلام يفعل ذلك من أجل أن لا يجعل الاغتسال قبل النوم في مرتبة الفرض والوجوب، ويكون بذلك شاقاً على أمته.^[3]محمد الأمين الهرري، كتاب الكوكب الوهاج في شرح صحيح مسلم، الصفحة 139، (بتصرّف)

وبه فلا حرج على المسلم والمسلمة النوم على جنابة، رغم أنه يُستحبّ الاغتسال والتطهر قبل الذهاب إلى النوم.

شاهد أيضاً: حكم تقبيل المصحف 

اقرأ أيضاً: حكم التمائم في الاسلام 

سنة النبي قبل النوم

قلنا في الفقرة السابقة أنه لا بأس في النوم على جنابة، وبَـيَّـنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ينام في بعض الأحيان على جنابة، لكن وجب على المسلم والمسلمة معرفة ما كان يفعله النبي قبل نومه.

قبل أن يخلد النبي صلى الله عليه وسلم إلى نومه كان يتوضأ وضوء الصلاة ثم ينام، حتى لو كان على جنابة. ويقول الفقهاء أن النوم على جنابة دون التوضؤ وضوء الصلاة مكروهٌ، لكن كراهته هي في مقام الكراهة التنزيهية، أي أنه لا يؤثم من قام بها.^[4]سعيد حوَّى، كتاب الأساس في السنة وفقهها، الصفحة 429-430، (بتصرّف)

ومن الأحاديث التي تبين لنا أن من سنن النبي صلى الله عليه وسلم التوضؤ وضوء الصلاة قبل النوم ما يلي:

قال أبو سلمة:

سألت عائشة أَكانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَرْقُدُ وهو جُنُبٌ؟ قالَتْ: نَعَمْ ويَتَوَضَّأُ”^[5]الراوي: البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:286، حديث صحيح

وفي حديث آخر قالت عائشة رضي الله عنها:

” كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إذَا أرَادَ أنْ يَنَامَ، وهو جُنُبٌ، غَسَلَ فَرْجَهُ، وتَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ”^[6]الراوي: البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:288، حديث صحيح

وتقول أيضاً ـــ رضي الله عنهاـــ أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم كان:

” إذَا أرَادَ أنْ يَنَامَ، وهو جُنُبٌ، تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، قَبْلَ أنْ يَنَامَ” ^[7]الراوي: مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:305، حديث صحيح

وعن عبد الله بن عمر رضيَ الله عنهما قال:

“ذَكَرَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ لِرَسولِ اللهِ أنَّه تُصِيبُهُ الجَنَابَةُ مِنَ اللَّيْلِ، فَقالَ له رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأْ واغْسِلْ ذَكَرَكَ، ثُمَّ نَمْ” ^[8]الراوي: البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:290، حديث صحيح

وفي رواية أخرى جاء:

” اسْتَفْتَى عُمَرُ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أيَنامُ أحَدُنا وهو جُنُبٌ؟ قالَ: نَعَمْ إذا تَوَضَّأَ”^[9]الراوي: البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:289، حديث صحيح

إذن حكم النوم على جنابة للمسلم والمسلمة يجوز لهما النوم على جنابة ولا ينقص ذلك من حسناتهما أي شيء والحمد لله، ورغم ذلك فالأفضل هو الاغتسال قبل النوم إذا كان في الاستطاعة ذلك.

طالع كذلك: هل السواك يفطر ؟

شاهد كذلك: الحلف بغير الله

حكم الصيام على جنابة 

من خلال ما سبق اتضح أنه لا حرج في النوم على جنابة، لكن ماذا عن الصيام؟ هل يُعدّ صوم الصائم على جنابة باطلا؟ أي هل من لم يغتسل قبل اذان الفجر يعتبر صيامه فاسدا؟

يتفق ويجمع الفقهاء على أنه لا يفسُد صيام من نام أو فاق على جنابة، حيث أن الطهارة (الغسل) ليست من موجبات الصيام ولا يفسد الصوم بغيابها، رغم أنه يجب على المسلم في هذا الصدد الانتباه لعدد من الأمور، ويمكنك معرفتها عن طريق هذا المقال:  تفصيل حكم الصيام على جنابة.

اقرأ أيضاً: الإغماء في نهار رمضان  

طالع كذلك: حكم الصيام دون نية

دين – مرجعي: