هل يجوز قطع النذر في الاسلام؟

حكم النذر في الاسلام

النذر في الاسلام عادةٌ يقوم بها بعض الناس، وهي أن يوجب على نفسه شيئاً إذا تحقق شيء آخر، كأن ينذر بإخراج قدر من المال إذا رزق بمولودٍ ذَكَـرٍ على سبيل المثال.

فما حكم النذر في الاسلام؟

 

حكم النذر في الاسلام 

النذر في الاسلام حرام باتفاق أهل العلم، ولا يجوز بنص الشرع، وهو ما عليه علماء الإسلام.

اقرأ أيضاً: حكم التمائم في الاسلام 

تفصيل حكم النذر 

النذر في الاسلام مكروه، وهو مذهَب الحنابِلة[1]كشاف القناع، للبُهُوتي (6/273)، مطالب أولي النهى، للرُّحَيْباني (6/421) ، وما استقر عليه طائفة مِن السَّلف، وهو ما اختاره ابن تيميَّة وابنُ باز  وابن عُثيمين.

قال الترمذي في هذا الباب:

“العمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم؛ كرهوا النذر، وقال عبد الله بن المبارك: معنى الكراهية في النذر في الطاعة والمعصية، وإن نذر الرجل بالطاعة فوفى به فله فيه أجر، ويكره له النذر” . [2]الإمام الترمذي، سنن الترمذي، الجزء 4، الصفحة 122

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:

” أصل عقد النذر مكروه؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد ثبت عنه أنه نهى عن النذر، وقال: إنه لا يأتي بخير؛ وإنما يستخرج به من البخيل” [3]ابن تيمية، مجموع الفتاوى، (35/354) [4]البعلي، مختصر الفتاوى المصرية، الصفحة 550

وقال الإمام ابن باز:

“النذر لا ينبغي، يكره، فعليك مستقبلا أن تتركي النذر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم: «نهى عن النذر؛ قال: إنه لا يرد شيئا، وإنما يستخرج به من البخيل»” [5]ابن باز، فتاوى نور على الدرب، (16/397)

وقال الإمام ابن عثيمين:

“أولا: النذر في الاسلام مكروه، ويكره للإنسان أن ينذر، سواء على الشفاء، أو على النجاح، أو على حصول شيء ضائع له؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النذر” [6]ابن عثيمين، لقاء الباب المفتوح، رقم اللقاء: 33

شاهد أيضاً: حكم تقبيل المصحف 

الأدلة في حكم النذر 

في الفقرة السابقة، رأينا أن النذر في الاسلام مكروه، ويجب على المسلم أن يحاول عدم قطع النذر لكراهته، وفي هذه الفقرة سنعرض الأدلة التي يستند إليها علماء الإسلام في القول بكراهة النذر.

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“لا تَنذِروا؛ فإنَّ النَّذْرَ لا يُغْني مِنَ القَدَرِ شَيئًا، وإنَّما يُستَخرَجُ به مِنَ البَخيلِ” [7]أخرجه البخاري (6608)، ومسلم (1639) واللَّفظُ له

وفي حديث آخر، قال الرسول صلى الله عليه وسلم:

لا يَأْتي ابْنَ آدَمَ النَّذْرُ بشيءٍ لَمْ يَكُنْ قُدِّرَ له، ولَكِنْ يُلْقِيهِ النَّذْرُ إلى القَدَرِ قدْ قُدِّرَ له، فَيَسْتَخْرِجُ اللَّهُ به مِنَ البَخِيلِ، فيُؤْتي عليه ما لَمْ يَكُنْ يُؤْتي عليه مِن قَبْلُ) [8]الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري، في صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6694، خلاصة حكم المحدث: صحيح

وهذين الحديثين يتضح فيهما كراهة النذر في الاسلام.

والقول بكراهة النذر يختلف عن التحريم، حيث أن النذر ليس حراما شرعاً لأنه لو كان كذلك لما مدح الله تعالى الموفين به، حيث قال عز وجل:

(يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) [9]سورة الإنسان، الآية: 7

ولكنه في نفس الوقت ليس مستحباً، لأنه لو كان كذلك لكان النبي صلى الله عليه وسلم أول شخص يسارع إلى القيام به، ولَمَا نهى عنه. لذلك فهو في حكم الكراهة، استناداً لكل ما سبق ذكره.[10]البهوتي، كشاف القناع، الجزء 6، الصفحة 273

وختام القول هو أن المسلم يجب أن يؤمن بالله ويرجع إليه كافة شؤونه، وأن يتأكد على وجه اليقين أن النذر لا يفصل في شيء، بل أنه مكروه شرعاً.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

شاهد كذلك: الحلف بغير الله

ـــ ولمتابعة صفحتنا الرسمية عبر فايسبوك: اضغط هنا ــــ

دين – مرجعي:

مرجعي: مرجعك الديني

المصادر

المصادر
1 كشاف القناع، للبُهُوتي (6/273)، مطالب أولي النهى، للرُّحَيْباني (6/421)
2 الإمام الترمذي، سنن الترمذي، الجزء 4، الصفحة 122
3 ابن تيمية، مجموع الفتاوى، (35/354)
4 البعلي، مختصر الفتاوى المصرية، الصفحة 550
5 ابن باز، فتاوى نور على الدرب، (16/397)
6 ابن عثيمين، لقاء الباب المفتوح، رقم اللقاء: 33
7 أخرجه البخاري (6608)، ومسلم (1639) واللَّفظُ له
8 الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري، في صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6694، خلاصة حكم المحدث: صحيح
9 سورة الإنسان، الآية: 7
10 البهوتي، كشاف القناع، الجزء 6، الصفحة 273
Exit mobile version