واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك l فتوى رقم 6766

قيل عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك، فهل هي مقولة صحيحة عنه، وما هو مقصدها؟

واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك

يقول السائل أرجو توضيح قوله في الحديث «واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك»؟ 

توضيح قول النبي واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك

 معناه واضح إن ما أصابك فلا بد أن يصيب. لو فعلت ما فعلت فلا بد أنه سيصيبك. وما اخطأت لو فعلت ما فعلت ففيه ما جاك ابدا. لو انك فعلت كل ما تستطيع تريد الحصول على مال أو على امرأة أو على شيء من مطامعك والله ما قدره لك لا محال أن يحصل لك. ليس عملك هو الذي يأتيك بالشيء وليس عدم عملك هو الذي يمنعك من الشيء.

كما في الأثر أن رزق الله لا يجره حرص حريص ولا يرده كراهية كارهة. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول لعبدالله بن عباس «واعلم أن الخلق لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك».

وفي الحديث الآخر «احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن، فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل» فمعنى الحديث واضح ان الله اذا كتب عليه شيء فإنه سيصيبك ولا يمكن ان يخطئ أبدا مهما عملت من المحاذير. واذا لم يكتب الله لك شيئا مما تحب فلن يحصل لك إلا بقضاء الله وقدره. فمعنى هذا أنك تتوكل على الله تعمل الأسباب وتتوكل على الله سبحانه وتعالى ولا تعتمد. على الأسباب إنما على الله في حصول الشيء أو عدم حصوله. نعم. [1]نقلًا عن لقاء مع فضيلة الشيخ صالح الفوزان، الموقع الرسمي: https://www.alfawzan.af.org.sa/ar

اقرأ أيضًا: شرح قوله ﷺ لا تدخلوها إلا باكين l فتوى رقم 6747 – مرجعي Marj3y

المقصود بقول النبي صلى الله عليه وسلم أنه مهما فعل عباد الله فلن يغيروا مما كتب الله عليهم، فإن كُتب أن يحدث شيء فلا بد أن يحدث، وإن كُتب أن شيئًا سيخطئ فسوف يخطئ في جميع الأحوال، وقد ذكر الشيخ أحاديث وأقوال أخرى توضح هذا، والله أعلى وأعلم.

المصادر

المصادر
1 نقلًا عن لقاء مع فضيلة الشيخ صالح الفوزان، الموقع الرسمي: https://www.alfawzan.af.org.sa/ar
Exit mobile version