بالتأكيد سبق وأن سمعت بمصطلح إنترنت الأشياء، لكن ربما هذه المرة الأولى التي تسمع بها بمصطلح إنترنت الأجسام
وإذا كنت مهتماً بمعرفة تفاصيل إنترنت الأجسام وما تتضمنه من تكنولوجيا وكيف يعمل فتابع معنا هذا المقال حتى النهاية
إنترنت الأجسام
يعتبر إنترنت الأجسام (Internet of Bodies) جزءاً لا يتجزأ من إنترنت الأشياء، وقد ساعد على نشوء وتطور هذا المصطلح الجديد وجود العديد من الأجهزة المعدة خصيصاً للجسد البشري مثل الأجهزة المستخدمة في رصد اللياقة البدنية كساعات اليد الذكية مثل أبل ووتش، سامسونغ وغيرها من الشركات، وأجهزة رصد دقات القلب، وأجهزة قياس ضغط الدم
وكذلك الرقاقات الدقيقة المزروعة في الجسم لمراقبة عمل الجهاز الهضمي، وأجهزة تحفيز الدماغ، وغيرها الكثير من الأدوات والأجهزة المصممة خصيصا لمراقبة حركة الجسد البشري وأدائه، الذي يتم التعامل معه على أنه نظام حاسوبي قابل للمراقبة وإعادة البرمجة
تعريف إنترنت الأجسام
إنترنت الأجسام بتعريف بسيط له هو الربط بين الأجهزة الموجودة داخل جسد الإنسان وحوله عبر توفير اتصال آمن بينهما، وهذا الاتصال ينقل معلومات وبيانات بالغة الأهمية عن حالة الجسد البشري وصحته الحالية والمستقبلية
وهذا من شأنه أن يسهم في علاج كثير من الأمراض أو التنبؤ بحدوثها قبل وقوعها، إضافة إلى متابعة الحالات المرضية وتشخيصها بشكل فوري وبدقة متناهية
مجالات عمل إنترنت الأجسام
ويمكن أن تساعد هذه الكميات الكبيرة المتدفقة من البيانات عن كل شيء بدءاً من الأنظمة الغذائية إلى التفاعلات الاجتماعية في تحسين الرعاية الصحية الوقائية، وزيادة إنتاجية الموظفين، وتشجيع الأشخاص على أن يصبحوا مشاركين نشطين في الحفاظ على صحتهم وصحة مجتمعهم
فعلى سبيل المثال سيكون البنكرياس الاصطناعي قادراً على أتمتة وتنظيم جرعات الأنسولين لمرضى السكري، كما سيتمكن مبتوري الأطراف من التحكم بالأطراف الاصطناعية من خلال أذهانهم، وكذلك ستنبه الحفاضات الذكية الآباء عبر تطبيق خاص عندما يحتاج طفلهم الصغير إلى التغيير
NFT في مستقبل التكنولوجيا.. بيوت وسيارات مسجلة باسمك ولا تستطيع استخدامها
خطر إنترنت الأجسام
على الرغم من قدرتها على إحداث ثورة في كل شيء تقريباً في تحسين حياتنا وصحتنا وطرق عيشنا، فإن إنترنت الأجسام يمكن أن يعرض معلوماتنا الشخصية الأكثر خصوصية للخطر، بل يمكن أن يهدد حياتنا نفسها بالموت، لا سيّما أن هذه التكنولوجية ستعرف الكثير والكثير من المعلومات الصحية الخاصة والعامة وقد تؤثر على طرق عملها وتنبيهاتها بشكل مباشر أو غير مباشر
خاصة أن هذا النوع من التكنولوجيا لديه القدرة على تحسين حياة البشر بطرق لا حصر لها، ولكنه يحتوي على مخاطر عديدة أيضاً، حيث سيكون من الضروري وجود سياسات وتشريعات قانونية حازمة تنظم عمل هذه التقنية، حتى تعظم من الجانب الإيجابي وتخفف من المخاطر والسلبيات التي يمكن أن تحدثها
حيث يتم جمع كميات هائلة من البيانات، واللوائح الخاصة بهذه البيانات غامضة حقاً حتى يومنا هذا، فليس هناك الكثير من الوضوح حول من يملك هذه البيانات، وكيف يتم استخدامها، وحتى لمن يمكن بيعها
ومن ضمن هذه المخاطر يمكن تحديد عدة بنود رئيسية تندرج ضمنها المخاطر بشكل محدد
-
اختراق خصوصية البيانات
أجهزة إنترنت الأجسام يمكنها تتبع وتسجيل وتخزين أماكن وجود المستخدمين ووظائفهم الجسدية، وما يرونه ويسمعونه وحتى ما يفكرون فيه، وفي الواقع هناك العديد من الأسئلة التي لم يتم حلها حول من يمتلك سلطة الوصول إلى هذه البيانات، وكيف يمكنهم استخدامها
ويمكن أن تشكل عملية جمع البيانات خطراً كامناً على الخصوصية، وذلك اعتماداً على ما يتم جمعه، وعدد المرات التي تم جمعها، وإذا ما كان المستخدمون قد قدموا موافقة مسبقة على هذه العملية، وإذا ما كان يمكنهم بسهولة إلغاء الاشتراك أو منع الشركات من بيع بياناتهم
-
المخاطر الأمنية
يمكن أن تكون أجهزة إنترنت الأجسام عرضة لنفس العيوب الأمنية التي تواجهها أجهزة إنترنت الأشياء، أو أي تقنية أخرى تخزن المعلومات في السحابة، ولكن نظراً لطبيعة أجهزة إنترنت الأجسام والبيانات التي تجمعها، فإن المخاطر أكبر بكثير، حيث يمكن أن تسمح الثغرات الأمنية للأطراف غير المصرح لها بتسريب معلومات خاصة أو العبث بالبيانات أو منع المستخدمين من الوصول إلى حساباتهم
كما يمكن للأساور الطبية والساعات وتطبيقات الهواتف الذكية تتبع الخطوات ومعدل ضربات القلب وأنماط النوم والبيانات المادية الأخرى، مثل معدل استهلاك الكحول، وتقدم العديد من الأجهزة أيضاً تحليلات سهلة الاستخدام، مما يمنح الأفراد رؤية أشمل لصحتهم، وقد تساعد المستخدمين في تحديد المشكلات الصحية المحتملة والبحث عنها مسبقا، وتفاديها قبل حدوثها
ومع ذلك، فإن حجم البيانات الشخصية التي تجمعها هذه الأجهزة، ونقاط الضعف الأمنية، واحتمال حدوث خطأ من جانب المستخدم قد تخلق مشاكل لا يمكن تخيل مدى خطورتها، إذ يمكن للشركات والمتسللين وحتى الخصوم الأجانب استغلال بيانات المستخدمين لتحقيق مكاسب مالية أو سياسية
-
الحبوب الرقمية
في عام 2017، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على أول قرص رقمي مزود بأجهزة استشعار مدمجة تسجل أن الدواء قد تم تناوله في موعده، ونجحت هذه الحبوب في علاج أمراض الفصام والاكتئاب وبعض الاضطرابات النفسية والعصبية الأخرى، وهي حالات يكون فيها التزام المرضى بتناول العلاج في موعده أمراً بالغ الأهمية لمنع الانتكاس
ويمكن للمرضى منح مقدمي الرعاية والأطباء حق الوصول إلى هذه المعلومات من خلال بوابة خاصة على شبكة الإنترنت، حيث يساعد هذا مقدمي الرعاية الصحية في التأكد من التزام المرضى بخطط العلاج الخاصة بهم، ولكن هذا يأتي على حساب تعريض شبكات مقدمي الرعاية الصحية للقرصنة والهجمات الإلكترونية
كما تساعد البيانات التي تم جمعها بواسطة الحبوب الرقمية شركات التأمين على مراقبة مدى التزام المرضى بتناول أدويتهم، ورفض التغطية المالية لأولئك الذين لا يتبعون نظامهم العلاجي الموصوف بدقة
-
المخاطر الأخلاقية
تعتبر مخاطر الخصوصية والأمان في جوهرها قضايا أخلاقية للأفراد الذين يتم اختراق بياناتهم، ولكن إنترنت الأجسام يثير المزيد من المخاوف الأخلاقية، بما في ذلك عدم المساواة بين البشر وتهديدات الاستقلالية الشخصية
خاتمة
على الرغم من بدء انتشار هذه التكنولوجية إلا أنه من غير الممكن إغفال موضوع الفجوة الرقمية بين الدول المتطورة التي بدأت فعلاً باستخدام هذه التكنولوجيا وبين دول العالم النامي
لا سيّما أن هناك الكثير من الناس الذين لا يملكون تأميناً صحياً أو حتى القدرة على الوصول إلى الإنترنت، أو لا يملكون المال اللازم لشراء هذه الأجهزة لعلاج أنفسهم، وهذا يعني أن فوائد هذه التكنولوجيا ستكون محصورة على الأغنياء من البشر فقط.