جدول المحتويات
ما هو التهاب الدماغ؟
التهاب الدماغ هو التهاب في أنسجة المخ النشطة إما نتيحة عدوى أو وجود خلل في الجهاز المناعي ولكن العدوى الفيروسية هي السبب الأكثر شيوعا. الفئة الأكثر عرضة للإصابة الأطفال الصغار والمسنين. عادة ما يظهر في صورة أعراض تشبه أعراض نزلات البرد مثل ارتفاع درجة الحرارة أو الصداع وأحيانا تكون بدون أعراض على الإطلاق ولكن قد تتطور الأعراض لتصبح أكثر حدة وتؤثر على نشاطات المخ فتسبب تشتتا في التفكير، تشنجات، اضطرابات في الحركة، ازدواجية في الرؤية، اضطراب السمع وفي بعض الأحيان تهدد حياة الشخص المصاب.
التشخيص والعلاج المبكر مهم جدًا لصعوبة معرفة مدى تأثير التهاب الدماغ على الشخص المصاب.
أنواع التهاب الدماغ:
- التهاب دماغ أولي:ينجم عن إصابة مباشرة للدماغ بفيروس أو ميكروب آخر وأحيانا ينتج عن نشاط فيروس خامل من عدوى سابقة.
- التهاب الدماغ الثانوي: ينتج عن تفاعل جهاز المناعة بالخطأ حيث تحدث عدوى في مكان ما بالجسم وبدلا من مهاجمة الخلايا المريضة يهاجم جهاز المناعة خلايا الدماغ السليمة ويعرف أيضا بالتهاب ما بعد العدوى ولكنه يجدث عادة بعد 2-3 أسابيع من العدوى الأولية.
اسباب التهاب الدماغ:
يحدث في أغلب الأحيان نتيجة الإصابة بفيروس مثل:
- فيروسات الهربس البسيط المسببة لقرح البردوهي السبب الأكثر شيوعا.
- فيروس ابشتاين بار.
- فيروس الحماق النطاقي والذي يسبب الجدري والحزام الناري.
- الفيروسات المعوية (enteroviruses) مثل فيروس شلل الأطفال(polio) وفيروس كوكساكي والتي تسبب أعراض تشبه البرد والتهاب بالعين وآلام بالبطن.
- الفيروسات التيتنتقل بواسطة البعوض والقراد وبعض الحشرات والحيوانات مثل:
- فيروس غرب النيل.
- فيروس التهاب الدماغ الياباني.
- فيروس لاكروس.
- فيروس سانت لويس.
- فيروس بواسان.
- فيروس زيكا.
- فيروس الشيكونغونيا.
- أيضا العدوى بالكائنات الدقيقة مثل البكتيريا، والفطريات، والطفيليات قد تسبب التهاب الدماغ ولكنها نادرة الحدوث.
- عدوات الطفولة مثل الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية أيضا من الأسباب الشائعة ولكن قل حدوثها نتيجة توفر لقاحات لهذه الأمراض.
التهاب الدماغ المناعي: جهاز المناعة الذاتية يحث الأجسام المضادة على مهاجمة خلايا الدماغ السليمة بدلا من الخلايا المصابة ولكن قد تهاجم أيضا بروتينات ومستقبلات معينة في الدماغ مثل
مستقبلات NMDA،وبروتين الدماغ المركب VGKC وله نوعان فرعيان هما(LGI،CASPR2) ،ومستقبلات GABA-A، GABA-B.
التهاب الدماغ المناعي ليس مفهوما بشكل كامل ختى الآن ولكنه قد ينتج عن ورم حميدا أو سرطانيا.
التهاب الدماغ والنخاع الحاد والمنتشر (ADEM): ينشأ عادة بسبب عدوى سابقة أي أنه التهاب تالي للعدوى.
هل التهاب الدماغ معدي؟
قد يلتقط الشخص الميكروبات السابق ذكرها المسببة لالتهاب الدِماغ من شخص آخر ولكن التهاب الدماغ نفسه لا ينتشر مباشرة من شخص لآخر لذلك فهو غير معدي.
اقرأ أيضا: ما الأسباب التي تؤدي للإغماء والوقاية منها؟
اعراض التهاب الدماغ:
التهاب الدماغ الناتج عن عدوى عادة ما تظهر على شكل أعراض أنفلونزا بسيطة ولكن إجمالا تختلف تبعا للمنطقة المصابة في المخ بينما في التهاب الدماغ المناعي تعتمد الإصابة على الأجسام المضادة التي هاجمت الدماغ بالخطأ وتظهر الأعراض في صورة:
أعراض جسدية :
- حمى.
- تشنجات.
- صداع.
- اضطرابات في الحركة.
- حساسية للضوء والصوت.
- تيبس في الرقبة.
- فقد الوعي.
- وفي الحالات الشديدة الأعراض تشمل ضعفا وشللا جزئي في الأيدي والأرجل، ازدواجية الرؤية، خلل في السمع والكلام،غيبوبة.
الأعراض المعرفية والإدراكية:
- الإفراط في النوم.
- التشتت.
- فقد الذاكرة.
- القلق والتوتر.
- تغيرات سلوكية.
- هلاوس.
إذا استهدفت الإصابة الأطفال والرضع تظهر الأعراض على هيئة:
- انتفاخ في النقاط اللينة في جمجمة الرضيع (اليافوخ).
- دوخة وقئ.
- تيبس الجسم.
- سوء التغذية.
- القلق وسهولة الاستثارة.
قد يدل عرض معين على مسبب التهاب الدماغ كما في الأمثلة التالية:
الديجافو( وهي ظاهرة يشعر فيها الشخص بأن تلك المواقف حدثت من قبل وتم تجربتها بالفعل) يحدث كثيرًا في المراحل المبكرة من التهاب الدماغ الناجم عن فيروس الهربس البسيط.
التهاب الدماغ الناتج عن مهاجمة جهاز المناعة لمستقبلات NMDA يبدأ في صورة أنفلونزا ثم تحدث عدة أعراض (تغيرات سلوكية،وأنماط حركة غير اعتيادية تؤثر على الوجه والفم،تشتت في الإدراك،خلل في وظائف الجهاز العصبي اللاإرادي).
التهاب الدماغ الذي يصيب مستقبلات LGI 1 يظهر فيه تشنجات وحركات غير طبيعية في الوجه والذراع.
هل التهاب الدماغ خطير؟
التهاب الدماغ خطير فقد يسبب مشاكل مستمرة وقد تكون مميتة ولكن بعض المرضى يتماثلون للشفاء التام.
مثال: التهاب الدماغ الناحم عن فيروس الهربس البسيط يسبب وفاة حالة واحدة بين كل ٥ حالات حتى لو تمت معالجتهم كما يسبب خللا دائما في نصف المصابين.
وقد يحتاج المريض المكوث في المشفى للحصول على رعاية فائقة وقد تصل فترة الإقامة من عدة أيام إلى أسابيع أو شهور تبعا لكل حالة.
كما أن كبار السن والأطفال الصغار هم الأكثر عرضة للإصابة.
المريض قد يحتاج لإعادة تأهيل بعد الشفاء حتى يسترجع وظائفه الحيوية مرة أخرى.
كل ذلك يزيد من خطورته ويجب زيارة الطبيب فورا إذا ظهرت الأعراض لأن التشخيص المبكر هو سبيل الشفاء.
التشخيص:
- عمل أشعة على الدماغ لمعرفة إذا كانت تلك الأعراض نتيجة التهاب الدماغ أم نتيجة مشاكل أخرى كالسكتة الدماغية أو ورم بالمخ أو تمدد في الأوعية الدموية بالمخ.
عمل أشعة مقطعية(CT) أو أشعة الرنين المغناطيسي(MRI).
- بزل قطني:وفي هذا الإجراء نحصل على عينة من سائل النخاع الشوكي عند الفقرات القطنية ويتم فحصها للتأكد من الإصابة بالتهاب الدِماغ ومعرفة السبب الحقيقي للإصابة.
- عمل مخطط كهربية المخ لمعرفة إذا كان هناك نشاط غير طبيعي في المخ.
- عمل تحليل بول ودم لفحص العدوى.
العلاج:
يجب أن يكون العلاج عاجلا ويشمل العلاج معالجة المسبب،والتحكم في الأعراض،ودعم وظائف الجسم المختلفة.
غالباً ما يتلقى المريض العلاج في المستشفى وبالأخص في وحدة العناية المركزة خصوصا في الحالات التي تحتاج عناية من نوع خاص.
خطة العلاج تشمل:
- أدوية مضادة للفيروسات مثل الأسيكلوفير والجانكيكلوفيرإذا كان السبب فيروس وُتعطى عن طريق الحقن في الوريد ٣ مرات يومياً لمدة من أسبوعين إلى ٣ أسابيع.
- حقن الكورتيكوستيرويد تستخدم إذا نتجت الإصابة عن خلل في الجهاز المناعي أو الإصابة بفيروس الجدري.
- استخدام الأجسام المضادة الوريدية حتى تسيطر على جهاز المناعة.
- فصادة البلازما وهي إجراء يتم فيه إزالة المواد التي تهاجم المخ من الدم.
- التدخل الجراحي حتى يتم إزالة الأنسجة غير طبيعية في حالة التهاب الدماغ الناجم عن ورم في مكان آخر بالجسم.
- مضادات حيوية أو مضاد للفطريات لعلاج التهاب الدِماغ الناتج عن عدوى بكتيرية أو فطرية.
- تشمل خطة العلاج دعم وظائف الجسم وعلاج الأعراض والحصول على نسبة عالية من الشفاء إذا لم نتوصل إلى سبب الإصابة
سوائل وريدية لمنع الجفاف ولكن بقدر حتى لا يزيد تورم الدماغ سوءا.
- مسكنات الألم لخفض درجة الحرارة وتقليل الإحساس بعدم الراحة.
- أدوية مضادة للاختلاج مثل فينيتوين لوقف ومنع التشنجات.
- يستخدم أنبوب تنفسي،قسطرة بولية،أو أنبوب تغذية في حالات فقد الوعي.
أدوية تخفض الضغط داخل الجمجمة.
علامات الشفاء من التهاب الدماغ:
غالباً تكون علامات الشفاء عندما تختفي الأعراض ويبدأ الجسم في استعادة وظائفه الحيوية وتركيزه ووعيه بصورة تدريجية وذلك تبعا لعوامل عدة منها عمر المريض وشدة المرض وحالته الصحية ومكان إصابة الدماغ وهل الإصابة انتشرت في أماكن أخرى في الدِماغ أم لا ولكن يحتاج المريض عادة إلى فترة طويلة حتى يتماثل للشفاء الكامل.
اقرأ أيضا: الذبحة الصدرية و١٠ عوامل خطر للإصابة بها
المراجع:
