تعد الحمية الواعية وسيلة لتدريب العقل على تناول الطعام بحكمة، والتحكم الذاتي في كميات ونوعيات الطعام التي يتناولها الإنسان وفي عاداته الغذائية، حيث أظهرت التجارب نجاح هذه الطريقة في تقليل الوزن الزائد، وفي تحسين شعور الإنسان نحو نفسه وزيادة قدرته على الاستمتاع بما يتناوله من غذاء.
جدول المحتويات
الحمية الواعية
ينتمي رجيم الإشباع الحدسي إلى المفاهيم الهندية القديمة، وهو أحد صور التأمّل الذي يساعدك على التحكّم في انفعالاتك، ويعطيك فكرة أفضل عن نفسك، ويزيد من قدرتك على التواصل مع أجهزة الجسم الداخلية والتناغم معها.
ويمكن استخدام الإشباع الحدسي في شفاء الكثير من المشكلات الصحيّة ومن ضمنها فقدان الوزن بالإضافة إلى علاج الاكتئاب والقلق واضطرابات التغذية.
ولممارسة الحمية الواعية عليك أن تركّز انتباهك على ما تتناوله من طعام بحيث تشارك جميع الحواس في العملية فتشعر برائحته ومذاقه وملمسه وترى ألوانه وأشكاله، ويمكنك أيضًا أن تفعل التالي:
- تناول الطعام ببطء
- تجنّب الأشياء التي يمكنها أن تشتت انتباهك أثناء تناول الطعام مثل الهاتف المحمول والتلفاز وغيرها.
- التفرقة بين الجوع والرغبة في تناول الطعام، فتأكل عندما تجوع فقط.
- التخلّص من كل مشاعر القلق والإحساس بالذنب التي تتعلّق بتناول الطعام واعتباره تجربة ممتعة.
- اليقين من أن الأكل هو وسيلة لتحسين صحّتك والتمتع بالعافية واختيار الطعام الذي يتناسب مع ذلك.
- التواصل مع جسدك والانتباه للأغذية التي تحسّن من حالتك النفسية والجسدية والأغذية التي تسبب لك اضطرابات.
- الامتنان لما يمنحه الله لك من غذاء.
عندما تفعل ذلك ستصبح أكثر صحّة وسعادة وسيتحسّن وزنك تلقائيًا وتشعر بشعور أفضل نحو ذاتك.
أهمية الحمية الواعية
إن الوعي بالأشياء التي لا يمكنك العيش بدونها مثل الغذاء له تأثيرًا كبيرًا على صحّتك وسعادتك، وعندما تختار غذائك بالشكل الصحيح وتتناول المقدار المناسب منه وتستمتع بكل قضمة منه ستتحسن على المستويين البدني والنفسي.
ويحتاج العقل إلى حوالي 20 دقيقة ليترجم الشعور بالشبع ويرسل إشاراته للجسم بأن عليه التوقّف عن تناول الطعام، فإذا كان ذهنك مصروفًا عن ما تأكله بمشاهدة التلفاز أو التحدّث في هاتفك المحمول وتلتهم طعامك سريعًا دون حتى أن توفّية حقه من المضغ، لن ينبهك عقلك إلى أنه عليك التوقّف عن تناول الطعام ولن تدرك أن معدتك قد امتلأت بالفعل وستفرط حتمًا في تناول الطعام.
وعلى العكس، عندما تأكل بشكل واعي ستنتبه إلى ما تأكل وستأكل ببطء ويصبح تناول الطعام عملية ممتعة يشارك فيها الحواس كافة وليس مجرد فعل آلي لا تشعر به.
ومن مزايا الحمية الواعية أنك ستعرف بعد حين الفارق بين الشعور بالجوع والشعور بالرغبة الإنفعالية في تناول الطعام، وستتناول طعامك فقط عند الشعور بالجوع ما سيساعدك على تحسين وزنك وصحّتك ويزيد من تواصلك مع ذاتك فتعرف ما هي المحفّزات التي تدفعك لتناول الطعام بدون أن تكون جائعًا حقًا وستتعامل معها بشكل واعي بدون اللجوء لتناول طعام لا حاجة له.
اقرأ أيضًا: حمية 1200 سعر حراري
الحمية الواعية تساعدك على التخلّص من الوزن الزائد
إن أغلب مشاكل زيادة الوزن تعود إلى الأكل الانفعالي ولذلك لا ينجح أغلب الناس في الاحتفاظ بالوزن المثالي لفترة طويلة بعد توقفهم عن ممارسة الأنظمة الغذائية المختلفة، ولكن الحمية الواعية هي بمثابة نمط حياة وطريقة عيش وهي تغير من سلوكياتك المتعلّقة بتناول الطعام وتقلل من الضغوط العصبية.
وخلصت إحدى الدراسات التي أجريت على مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من البدانة إلى أن ممارسة الحمية الواعية مدة ستة أسابيع مكنتهم من فقد 4 – 5 كيلوجرامات، كما أظهرت دراسة أخرى أن الاستمرار في ممارسة رجيم الإشباع الحدسي ستة أشهر يمكن أن يحقق نتائج مذهلة فيما يخص فقدان الوزن، ليصل إجمالي الوزن المفقود خلال تلك الفترة إلى 12 كيلوجرام تقريبًا بدون أن يرتد الوزن مرة أخرى خلال الأشهر الثلاثة التالية للحمية.
ويرجع ذلك إلى أن تغيير طريقة تفكيرك حول الطعام والتخلّص من مشاعرك السلبية المرتبطة بتناول الطعام، يجعلك أكثر إيجابية وأكثر قدرة على التحكم في نفسك وفي مشاعر القلق التي تجعلك تأكل دون وعي.
الأكل الواعي والأكل الانفعالي
يمكن تعريف الأكل الانفعالي بأنه تناول كميات كبيرة من الطعام خلال وقت قصير من الزمن، بدون القدرة على التحكّم في النفس، وبدون انتباه.
ويرتبط الأكل الانفعالي بالكثير من اضطرابات التغذية ومن ضمنها زيادة الوزن والبدانة وتشير الدراسات إلى أن 70% من الأشخاص الذين يعانون من مشكلة الأكل الانفعالي يعانون أيضًا من البدانة.
أما الأكل الواعي فهو يقلل بشكل كبير من مخاطر الأكل الانفعالي ومن حدّته ومن النوبات التي يضطر الإنسان خلالها للجوء للأكل لتفريغ انفعالاته العاطفية.
وفي دراسة أجريت على مجموعة من النساء اللاتي تعانين من مشكلة الأكل الانفعالي تبين أن ممارسة الحمية الواعية مدة ستة أسابيع قللت من نوبات الحاجة للأكل الانفعالي من 4 مرات اسبوعيًا إلى حوالي 1 – 2 مرّة فقط كما قلّت حدّة النوبات أيضًا.
اقرأ أيضًا: حمية دوكان
الحمية الواعية تشجع على اختيار الطعام الصحّي
لا تتوقف فوائد ممارسة الحمية الواعية على علاج مشكلة الأكل الانفعالي ولكنها تنجح أيضًا في تقليل عدد مرات تناولك للطعام خارج المنزل، ومن اعتمادك على الوجبات السريعة والجاهزة.
ويعد تناول الوجبات السريعة والأغذية الغير صحيّة من أهم عوامل الإصابة بالبدانة، وعندما تمارس الحمية الواعية سيجعلك ذلك تختار الأغذية الصحيّة التي تشبع الحواس وتستمتع بطهيها منزليًا وبرائحتها وشكلها ومذاقها.[1]https://www.healthline.com/nutrition/mindful-eating-guide#bottom-line
الحمية الواعية تمنح جسمك الطاقة والحيوية وتحسّن من حالتك المزاجية
يمارس الناس العديد من الحميات في سبيل الخلّص من الوزن الزائد، إلا أن ذلك لا يعطيهم مشاعر الراحة والاطمئنان والشبع التي يمكن أن تمنحهم إياها الحمية الواعية.
فمن مميزات الحمية الواعية أنها تسمح لك باختيار الطعام الذي ترغب فيه بشكل واعي حيث تختار ما يفيدك وتأكل فقط عندما تكون جائعًا، وتأكل ببطء حتى يتمكن دماغك من معرفة متى تشعر بالامتلاء.
الإحساس بالهدوء والارتياح
عندما تمارس الحمية الواعية ستشعر أن حياتك أكثر هدوءً وأنك أصبحت أكثر اطمئنانًا وشعورًا بالرضا عن الذات، وأنك بدأت في تذوق الحياة بشكل أفضل، وأنك تتمتع بالإيجابية، ولديك احترامًا للذات، وتنال حاجتك وكفايتك من الغذاء، وستكون شاكرًا وممتنًا لما جاد به الله عليك من نعم.
ستشعر أيضًا أنك أكثر قربًا من ذاتك وأنك تستمع جيدًا لصوتك الداخلي وتفهم نفسك أكثر من ذي قبل.[2]https://parade.com/957225/mtaylor-2/mindful-eating-tips/
كيف تمارس الحمية الواعية ؟
يُنصح بممارسة التأمّل ورياضة متوسطة الشدّة للحصول على أفضل النتائج من ممارسة الحمية الواعية ويختار الكثير من الناس الانضمام إلى مجموعات تمارس التأمّل من أجل الالتزام بهذا النمط من المعيشة أو الالتحاق بدورة عبر شبكة الإنترنت، وعلى أي حال يمكنك أن تبدأ من اليوم إذا أردت في ممارسة رجيم الإشباع الحدسي باتباع بعض الخطوات البسيطة وعلى سبيل المثال:
- إعطي وجبتك حقّها من الانتباه ومن الوقت.
- امضغ طعامك ببطء.
- ابتعد عن كل ما يشتت الانتباه.
- تناول طعامك في صمت.
- ركّز على أحاسيسك التي يمنحها لك الطعام.
- توقف عن الأكل عندما تشعر بالامتلاء.
- اختار الأطعمة الطازجة الملونة الشهية التي تشبع العين وتملأ الحواس.
- قبل أن تشرع في الأكل عليك أن تسأل نفسك ما إذا كنت جائعًا حقًا!
- ابدأ بالتركيز على وجبة واحدة يوميًا ثم مارس هذا النوع من التأمّل في بقية وجبات اليوم.