تقنية وتكنولوجيا

الهواتف الصديقة للبيئة.. هل ترغب بتجربتها

تنتشر في مختلف الدول رغبة عالمية متزايدة لامتلاك الهواتف الصديقة للبيئة، فالتحول العالمي اليوم أصبح يتجه نحو بيئة نظيفة وخالية من التلوث

والهواتف الذكية ليست بعيدة عن هذا الأمر، فالاستثمار في مجال تكنولوجيا المعلومات يتطور يوما بعد يوم لا سيما أن العديد من الدول تضخ أموالا هائلة للاستثمار في التكنولوجيا وحديثا في مجال التكنولوجيا صديقة البيئة

بداية انتشار فكرة الهواتف الصديقة للبيئة

الفكرة بحد ذاتها ليست بجديدة، خاصة أن الهواتف الذكية تتكون من خلايا ومواد ثقيلة، أي أنها صعبة التحلل بمرور السنوات على الاستغناء عنها

فضلا عن أن هذه الأجهزة تنشر غازات أهمها ثاني أكسيد الكربون وتشكل نسبة كبيرة من انبعاثاته حول العالم، لذلك كان الاتجاه نحو إنتاج وتصنيع أجهزة صديقة للبيئة إلى حد كبير

شركات تصنيع الهواتف الصديقة للبيئة

تعمل الكثير من الشركات المصنعة للهواتف المحمولة على إنتاج هواتف صديقة للبيئة، إلا أن شركة فيرفون الهولندية، كان لها تجارب عديدة سابقا وتسعى للمزيد من الإصدارات القريبة حيث أصدرت أول هاتف صديق للبيئة قبل قرابة 10 سنوات

كما أن هناك محاولات أخرى من شركات أخرى لإنتاج أجهزة بيئية بدرجة كبيرة وليست تامة

أحدث إصدارات الأجهزة الصديقة للبيئة

الشركة الهولندية فيرفون طرحت مؤخراً هاتفاً ذكياً أعلنت أنه صديقة للبيئة، كما تسعى لإحداث تحسينات وتطويرات تهدف لزيادة عمر الهواتف، فضلاً عن إمكانية الصيانة المتكررة.

أبرز 3 ساعات ذكية تقنية في العالم

العمر الافتراضي للهواتف الصديقة للبيئة

تساؤل يطرح كثيراً حول مدى فعالية هذه الأجهزة وعمرها الافتراضي، وهذا مطلب وتساؤل محق بالطبع، فالأجهزة على اختلاف أنواعها ليس برخيصة الثمن، وتتنافس في تقديم الميزات، لهذا عندما يتطلع المستخدم لشراء جهاز جديد فهو بالتأكيد يأمل أن يبقى معه لسنوات مقبلة بنفس الجودة والكفاءة التي كانت سبباً في اختياره

وهذا من الأمور التي تواجه الشركات المصنعة للأجهزة صديقة البيئة، وعلى العموم فإن أول الإصدارات الصديقة للبيئة كان 25% من المواد الأساسية التي تدخل في تصنيع هذا النوع من الأجهزة هي قابلة لإعادة التدوير فقط

ومع التطويرات الجديدة، والإصدارات الجديدة من الشركة ووصلت النسبة من المواد التي تدخل في تصنيع الأجهزة صديقة البيئة إلى 50%

ومتوسط أعمار هذه الأجهزة يصل إلى قرابة 4 أو 5 سنوات، أي أنها قابلة للعمل والاستخدام دون الحاجة إلى الصيانة أو إعادة التدوير، إلا أنه من الممكن استبدال بعض القطع الأساسية في حال تعرضت للتلف أو تحتاج إلى تبديل

وفي الحقيقة فقد حصلت هواتف فيرفون على علامة 10 من أصل 10 في تقييم أمريكي يقوم على مبدأ كم المعلومات التي يتم وضعها بعين الاعتبار حول إصلاح أو صيانة الأجهزة

وتقدمت بذلك على هواتف آيفون التي حصلت على تقييم 6 فقط من أصل 10 حول هذا الموضوع بشكل خاص وضمن هذا التصنيف

وبهذا يمكن القول إن العمر الافتراضي للهواتف لصديقة للبيئة عالي جداً، بحيث أنه من الممكن الاحتفاظ بهذه الأجهزة وقت يفوق 10 سنوات، بدلاً من لاضطرار لاستبدالها كل سنة مثلاً

مشاكل تواجهها الهواتف الصديقة للبيئة

رغم كل الميزات التي تقدمها الأجهزة الصديقة للبيئة، فإن لها العديد من المشاكل وتواجه عدداً من الأزمات وأهمها أنظمة التشغيل التي تعمل بها الهواتف

وغالباً تعتمد هذه الأجهزة على أنظمة أندرويد، إلا أن أندرويد يقوم بين كل فترة وأخرى بإجراء تحديثات على نظامه التشغيلي وهذا بطبيعة الأحوال ما لا تستطيع الشركات الموفرة لأجهزة صديقة للبيئة أن تقوم به أو تقدمه للأجهزة

ولهذا فإن أبرز المشاكل هو وقوفها عند إصدار معين لحين إنتاج إصدار آخر يتم العمل على تحميل آخر تحديث متاح لأندرويد وهكذا، ما يعني أن الأجهزة لا تواكب التطورات بشكل كبير وهي ليست متطورة في هذا الموضوع وهذا أحد أبرز المشاكل والعيوب فيها

وبعض التقنيين ينتقدون هذا الأمر الذي يضر إلى حد كبير بأمان وخصوصية المستخدمين، خاصة فيما يتعلق بحماية حساباتهم البنكية والمصرفية، فكل تحديث للنظام يعني بالضرورة تحديث للأمان وسياسة الخصوصية الرقمية

إلا أن الشركة المنتجة للأجهزة توضح وتبرر ذلك في أنها لا ترغب بالمنافسة ولا تطمح لها، بل هي تفضل أن تنشر أجهزة أكثر استدامة وبأخلاقيات كبيرة

ومع تبرير الشركات المصنعة، إلا أن المستخدم بالتأكيد يريد الأفضل، فهو قد تهمه الاستدامة، إلا أنه يرغب بسياسات الأمان التي تحافظ على مستوى خصوصية معين، على الرغم من الأداء العالي والفعال للأجهزة بكل تأكيد

محاولات أخرى لأجهزة أكثر استدامة

بالطبع فإن فيرفون ليست المصنع الوحيد الذي عمل على فكرة الأجهزة صديقة بالبيئة، بل إن هناك شركات ألمانية أيضاً حاولت العمل في هذا المجال، فضلاً عن عدد كبير من الدراسات والأبحاث الجامعية

في حين نرى على الضفة الأخرى شركات تعمل على إنتاج أجهزة لا توفر أدنى مقومات السلامة البيئية، وهذا بالتأكيد لا يعني الاستدامة فهو من ناحية أو أخرى يؤذي البيئة بشكل كبير

خاتمة

لا تعتبر الهواتف الصديقة للبيئة طفرة تكنولوجية، بل هي مشروع آخذ في التطور شيئاً فشيء، لا سيما مع اتجاه العالم نحو حماية البيئة وانتشار المظاهرات حول العالم التي تدعو للحفاظ على البيئة بشكل أمثل

وليس بمثال بعيد، توجه السيارات نحو إنتاج طرازات صديقة للبيئة احتلت مراتب أولى منافسة للسيارات العادية التقليدية

وعليه فالمستقبل يتجه لأن يكون أكثر أماناً للبيئة والذي سينعكس بالتأكيد على الإنسان والكائنات الحية في النهاية.

اعلانات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى