جهاز كشف الكذب.. هل حقاً يتم اكتشاف الكاذب عن طريق التكنولوجيا؟

جهاز كشف الكذب.. هل حقاً يتم اكتشاف الكاذب عن طريق التكنولوجيا؟

لا بدّ أنك تعرضت لمواقف تمنيت فيها لو أنك تملك جهاز كشف الكذب ، حتى تنهي جدالاً قائماً أمامك حول أمر ما

أو ربما على العكس، سجدت شاكراً لأنه لم يكن أمامك جهاز كشف الكذب فتثبت كذبك في أحد المواقف، لكن هل تعتقد أن هذا الجهاز يعمل فعلاً، وكيف يتم كشف الحقائق؟، لا تقلق سنخبرك في هذا المقال عن كل ما يشغل بالك

جهاز كشف الكذب

دعنا نخبرك أن جهاز كشف الكذب لا يمكنه التمييز بين ما إذا كان شخص ما يكذب أو يقول الحقيقة والفيصل هو الأسئلة التي يطرحها الشخص الذي يقوم بعملية الاستجواب وكيفية تفسيره لردود فعل الشخص المستجوب

عادة يطرح الشخص الذي يقوم بالاستجواب سؤالا يتعلق بالقضية المعنية وإلى جانب ذلك توجد أسئلة المراقبة، وهي عبارة عن أسئلة الإجابة الصحيحة عليها معروفة

وقد صممت أسئلة المراقبة عمدا بحيث أنها تؤدي إلى أن يكذب المشتبه به. والمقارنة بين ردود فعل الجسم ينبغي أن تظهر ما إذا كان المشتبه به كذب في السؤال المتعلق بالقضية أم لا

جهاز كشف الكذب منتشر في الولايات المتحدة الأمريكية

في الولايات المتحدة ينتشر على نطاق واسع استخدام جهاز كشف الكذب ارتباطا مع أسئلة المراقبة بل إن بعض السلطات الحكومية تختبر المتقدمين للوظائف لديها بهذه الطريقة

لكن هذا الإجراء مثير جداً للجدل، ويعتقد العديد من العلماء أنه لا يمكن الاعتماد عليه، حيث أن أجهزة كشف الكذب التقليدية تقيس درجة توتر الشخص الذي تقام عليه التجربة وهي بهذا تحقق بالفعل معدلا جيدا، ومع ذلك فيمكن للشخص أن يتعلم كيفية خداع تلك الأجهزة

إضافة إلى ذلك، فيمكن أن يؤدي الخوف والغضب والمفاجأة إلى تحريف النتائج، أي أنه حتى الشخص البريء أيضا يمكن أن يتفاعل عند السؤال حول جريمة قتل بشكل أقوى من تفاعله مع أسئلة أخرى، لذلك، لا يسمح في ألمانيا باستخدام هذا الأسلوب

جهاز كشف الكذب متعلق بالأسئلة

يمكن أيضاً استخدام جهاز كشف الكذب مع طريقة أخرى للأسئلة، فيما يسمى اختبار المعرفة بالجريمة وفي هذه الطريقة يواجه السائل الشخص المشتبه به بسؤال له عدة إجابات محتملة

وعندما يحدث توتر في جسد المشتبه به إذا ما ذكر السائل الإجابة الصحيحة، فبإمكان الشرطة أن تكون متأكدة من أن الشخص يعرف عن الجريمة أكثر مما يريد الاعتراف به، وبأنه من المحتمل أن يكون متورطا بشكل ما في الجريمة

هذا الأسلوب مفيد بالطبع فقط إذا لم تكن التفاصيل المطلوبة قد انتشرت للجمهور عبر وسائل الإعلام، فالشرطة اليابانية تستخدم بنجاح كبير اختبار المعرفة بالجريمة

وحتى في ألمانيا مسموح بهذا الإجراء، مع أنه لم يتم استخدامه حتى الآن، لا سيّما أن التحضيرات لاستخدامه مكلفة جداً، بينما يتم تفضيل الأسلوب القديم المعتاد حتى الآن، ومع ذلك، فإن جهاز كشف الكذب هنا لا يكشف الكذب بمعناه الضيق وإنما يظهر فقط أن الشخص يعرف أكثر مما كان ينبغي

الذكاء الاصطناعي يكشف الأمراض بطريقة متطورة

كشف الكذب بالمسح الضوئي للدماغ

يريد باحثون الكشف عن الأكاذيب مباشرة من مصدرها أي المخ وهو يبحثون عن مناطق بالمخ تنشط أثناء الكذب، وتهدأ عندما يقول الشخص الحقيقة،والتصوير بالرنين المغناطيسي يظهر مناطق الدماغ التي تستهلك المزيد من الأوكسجين وبالتالي فهي تعمل بشدة أكثر من غيرها

لكن المسألة ليست بهذه البساطة، فلا توجد منطقة في الدماغ تستجيب للأكاذيب على وجه الخصوص، ومع ذلك، فإنه ليس من المستبعد أن يقوم الباحثون في المستقبل بصناعة جهاز مسح ضوئي لكشف الكذب

وذلك لأن: هناك دلائل على الكذب في المخ، فإذا كان الشخص المختبر يكذب فإن مناطق السيطرة في الدماغ تستجيب في المختبر بشكل خاص

أجهزة الكشف عن الكذب متوفرة للجميع

رغم أنه لا توجد منطقة للكذب في المخ، إلا أن الكذب يحتاج أداء معقدا للمخ، يجعل بعض المناطق أكثر تأثرا من غيرها، وهناك شركات أمريكية مثل No Lie MRI تقدم منذ فترة أجهزة مسح للمخ للكشف عن الكذب لأغراض تجارية وكتبت الشركة على صفحتها في الإنترنت: تقنيتنا هي الأولى والوحيدة للقياس المباشر في تاريخ البشرية للتعرف على الحقيقة وكشف الأكاذيب

ولكن هناك شكوك من أن الشركة تعد بأشياء أكثر مما يمكن، حيث أن طريقة مسح الدماغ اليوم للكشف الكذب ليست جاهزة بعد للتطبيق لهذا، فالشركات التي تقدم بالفعل مثل هذه الخدمات شركات غير جادة فعلياً

كيف يمكنك اكتشاف الكاذبون دون الاستعانة بالتكنولوجيا؟

يقوم المحققون بعملهم بشكل طبيعي، وتتراكم الخبرة لديهم يوماً بعد آخر، وما من تقنيات تكنولوجية ضرورية تستدعي الاستخدام أكثر من غيرها، حيث يقوم المحققون بتحليل مضمون ما يقوله الشخص وكيف يقول ذلك ويمكن عادة التعرف على أن الشخص يكذب من خلال اللغة والحكاية ذاتها

أي أن الشخص لو عايش حدثا فعلا فإنه يذكر الكثير من التفاصيل بعكس عندما يكون مختلقا للأحداث، كما أن الشهود الصادقين يعترفون غالبا أيضا أنهم أنفسهم يشتركون في تحمل مسؤولية ما حدث

أو أنهم يخففون عن الجاني بالقول بأن ما فعله لم يكن سيئا جدا، وبالطبع لا مجال هنا للحدس، فالشعور الشخصي هو أبعد ما يكون عن العمل المهني بكل تأكيد

خاتمة

تتعدد أجهزة كشف الكشف، إلا أنه وفي الحياة اليومية غالبا ما يكون الشعور الشخصي والحدس الوسيلة الأفضل والوحيدة لمعرفة ما إذا كان شخص يكذب وهما متاحان دائما وأرخص من أي تكنولوجيا