الاحكام الشرعية

حكم ارتداء الملابس التي عليها صليب او نجمة داوود

ملابس فيها صليب او النجمة السداسية

ارتداء الملابس التي عليها صليب أو نجمة داوود هو ما سيكون محور مقالنا اليوم، حيث أن تجارة الملابس أضحت تجارةً كبيرة وكل يوم تخرج أنواع جديدة من الملابس، وقد تحمل هذه الملابس إشارات كالصليب أو النجمة السداسية، فهل يجوز ارتداؤها؟

فما قول الدين في ارتداء الملابس التي عليها صليب أو نجمة داوود. 

 

حكم ارتداء الملابس التي عليها صليب

باتفاق أهل العلم لا يجوز للمسلم ارتداء الملابس التي عليها صليب أو التي تحتوي على النجمة السداسية (نجمة داوود).

الملابس التي عليها صليب

تفصيل حكم الملابس التي عليها صليب

ارتداء الملابس التي عليها صليب هو حرام شرعاً ولا يجوز، وهو ما نصَّ عليه بعص فقهاء المذهب الحنبلي[1]المرداوي، الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف ، (1/334) [2]البهوتي، كشَّاف القناع، (1/280) ، وما عليه ابن باز وذهب إليه ابن حزم وابن عثيمين.

يقول الامام ابن باز في فتواه حول ارتداء الملابس التي عليها صليب:

 “لا يجوزُ أن تلبَسَ ما فيه صُوَرٌ؛ لا مِن الملابِس ولا مِن الحُليِّ… كذلك لا يجوزُ لُبسُ الصَّليبِ؛ الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا وجدَ صَليبًا نقَضَه وأزاله؛ لأنَّه تشَبُّه بالنصارى”[3]ابن باز، فتاوى نور على الدرب، (7/288) (بتصرف) .

ويقول ابن حزم:

” وأمَّا الصُّلُبُ فبِخلافِ ذلك، ولا يحِلُّ تَركُها في ثوبٍ، ولا في غيرِه؛ لِمَا رُوِّينا… عن عائشة أمِّ المؤمنين: «أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لم يكُنْ يدَعُ في بيتِه ثوبًا فيه تصليبٌ إلَّا نقَضَه»” [4]ابن حزم، المحَلَّى، الجزء 7، الصفحة 516

كما أن الامام ابن عثيمين قال في فتواه حول ارتداء الملابس التي عليها صليب:

” يَحرُمُ لُبسُه في الصَّلاةِ، وفي خارجِ الصلاةِ” [5]ابن عثيمين، شرح رياض الصالحين، (4/300)، (بتصرف)

ولكن تجدر الإشارة إلى أنه يجوز للمسلم ارتداء الملابس التي عليها كتابات باللغة اللاتينية ما لم يخالف محتواها الشرع، كما ذهب الفقهاء إلى جواز ارتداء الملابس التي عليها شعارات الفرق أو المنتخبات أو الدول الأجنبية ما لم تحوِ هذه الشعارات صلبانا أو ما يخالف الشرع، ولكن يُعدّ تركها أولى وأفضل للمسلم[6]الموسوعة الفقهية، اللباس والزينة، الباب 1، الفصل 4،  الدرر السنية،(بتصرف) .

أما الملابس التي عليها صليب واضح ومباشر فلبسها حرام كما أسلفنا الذكر، ويستند العلماء في هذا التحريم أساساً إلى عددٍ من الأدلة التي تثبت قولهم.

ارتداء الملابس التي عليها صليب

أدلة تحريم الملابس التي عليها رمز الصليب

يعتمد علماء الاسلام في تحريم ارتداء الملابس التي عليها صليب على الحديث الشريف الذي جاء فيه عن عِمران بن حِطَّان:

” أنَّ عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها حَدَّثَته: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لم يكُنْ يترُكُ في بيتِه شيئًا فيه تَصاليبُ إلَّا نقَضَه” [7]الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: الألباني، في غاية المرام، الصفحة أو الرقم: 142، حكم المحدث: صحيح

والعلة الثانية هي كون هذه الملابس فيها تشبّها بالنصارى وتقديسا لهم، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التشبه باليهود والنصارى حيث قال:

ليسَ منَّا من تشبَّهَ بِغَيرِنا، لا تَشبَّهوا باليَهودِ ولا بالنَّصارى”[8]الراوي: جد عمرو بن شعيب، المحدث: الترمذي، في سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 2695

والله تعالى أعلى وأعلم.

شاهد كذلك: حكم الحلف بغير الله

حكم الملابس التي عليها نجمة داوود

في الفقرة السابقة تابعنا حكم ارتداء الملابس التي عليها صليب، ووضحنا أنه لا يجوز ذلك، فماذا عن نجمة داوود؟ وهي النجمة السداسية التي اتخذتها اسرائيل شعاراً لعلمها الوطني.

يتفق أهل العلم أنه لا يجوز على الإطلاق ارتداء الملابس التي عليها شعار أو رمز النجمة السداسية، ويقول ابن عثيمين في هذا الباب:[9]ابن عثيمين، لقاء الباب المفتوح، اللقاء رقم: 21

“…  وكذلك يُقالُ في النَّجمةِ السُّداسية التي يقال: إنَّها شِعارُ اليهود، فحُكمُها حُكمُ الصَّليبِ (أي: تحريمُ لُبسِها) ، وإن كان اليهودُ لا يتَّخِذونَها على سبيلِ العبادةِ، لكنَّها مُختَصَّةٌ بهم”

ويرجع سبب تحريم ارتداء الملابس التي عليها رمز نجمة داوود إلى كون هذه النجمة شعاراً خاصاً باليهود ورمزا لهم، ولا يجوز التشبه بهم.

ارتداء ملابس عليها صليب أو نجمة داوود

اقرأ أيضاً: الإغماء في نهار رمضان  

دين – مرجعي:

مرجعي: مرجعك الديني
مرجعي: مرجعك الديني

المصادر

المصادر
1المرداوي، الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف ، (1/334)
2البهوتي، كشَّاف القناع، (1/280)
3ابن باز، فتاوى نور على الدرب، (7/288) (بتصرف)
4ابن حزم، المحَلَّى، الجزء 7، الصفحة 516
5ابن عثيمين، شرح رياض الصالحين، (4/300)، (بتصرف)
6الموسوعة الفقهية، اللباس والزينة، الباب 1، الفصل 4،  الدرر السنية،(بتصرف)
7الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: الألباني، في غاية المرام، الصفحة أو الرقم: 142، حكم المحدث: صحيح
8الراوي: جد عمرو بن شعيب، المحدث: الترمذي، في سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 2695
9ابن عثيمين، لقاء الباب المفتوح، اللقاء رقم: 21

اعلانات

Brahim Smayou

كاتب ومدون في عددٍ من المجالات والميادين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى