تتطور التكنولوجيا لتبهرنا يوماً بعد يوم، ولم تدع التكنولوجيا مجالاً إلا وتدخلت به إيجاباً أو سلباً، لكن هل كنت تتوقع أن تقوم بإجراء فحص كورونا عن طريق الهواتف الذكية؟؟
بالتأكيد لا، فجميعنا يعلم كمية الصعوبات التي تواجهها الدول حتى الآن في محاربة هذا الفيروس الخطير، لا سيّما أنه منتشر ويصدر عنه متحورات متطورة، إلا أن الهواتف الذكية أيضاً تتطور ويصدر عنها تحديثات جديدة
فكرة فحص كورونا عن طريق الهواتف الذكية
أن يتعرف الهاتف الذكي على أنك مصاب بكورونا دون أن تتحرك من منزلك، قد يبدو هذا ضرباً من الجنون أو من الخيال، لكن هذا ليس خيالاً بل هو واقع وعلم يتطور يوماً بعد يوم، فأصبح هناك تطبيقات تجري لك فحص كورونا عبر الهاتف الذكي وأنت في منزلك
ففي أعوام سابقة أجرى أخصائيون تقنيون عدة تحسينات وبرامج وتطويرات توصلت إلى فكرة تحليل الأصوات البشرية وما يصدر منها، ومن خلال تسجيل هذه الأصوات يتم تقييم الحالات، والأصوات لا تقف فقط عند حد النطق بل ربما تكون سعال أو كحة بسيطة أو أي همس خفيف يصدر من الإنسان
وفي ذلك الوقت أراد التقنيون إجراء الدراسات المتعلقة بأمراض مختلفة، منها الخرف أو ما يدعى اليوم بألزهايمر، وهذه التطبيقات ساعدت بشكل كبير في تطوير التكنولوجيا وأخذها إلى منحى جديد وهو المجال الطبي.
الزواج عبر تقنية الميتافيرس أصبح واقعاً!
التطبيقات الجديدة والتكنولوجيا من خلال هذه البرامج كشفت عن نتائج مثمرة بعدما تم مراقبة عدد كبير من أصوات الناس الخاضعين للتجربة وبموافقتهم بالطبع، حيث جاءت النتائج مبشّرة فتم تشخيص عدد من الحالات بالنتيجة الإيجابية أو السلبية، ليتم إجراء مسوحات حقيقية لهم بعد ذلك والتأكد من صحة التطبيق
وعلى الرغم من وجود بعض الأخطاء التي تحتاج إلى التلافي والإصلاحات في التحديثات المقبلة، إلا أن النتائج تبدو جيدة، لكن حالات الهلع التي تسبب بها التطبيق جراء إصدار إشعارات تنبيهية تشير بوجود المرض كانت كفيلة بإثرة الرعب لدى المستخدمين
في حين اقترح تقنيون وعلماء أن يتم إجراء فحص كورونا عن طريق الهواتف الذكية بشكل يومي للطلبة والمعلمين والأطباء والموظفين وغيرهم، فاستخدامه يسير ويقتصر على سماع صوت السعال فحسب.
تجربة أخرى تساعد على فحص كورونا عن طريق الهواتف الذكية
هذا التطبيق يساعد في إجراء فحص كورونا عن طريق الهواتف الذكية من خلال مسحات رسمية عبر شاشات الهواتف الذكية، ومن ميزات هذا التطبيق هو التكلفة القليلة نسبة لإجراء مسحة حقيقية كما أن النتائج دقيقة وكأنها فحص حقيقي للجهاز التنفسي للكشف عن الفيروس
عينات ومسحاب إلكترونية لفحص كورونا
مبدأ هذا التطبيق لا يعتمد على أخذ مسحات من الأنف أو الحلق كما تجري العادة في مسح PCR المعتمد لدى عدد كبير من الدول، وعند الحدود وفي المطارات، فنتيجة هذا التحليل هي الحاسمة بالنسبة للجميع ولا يمكن الطعن أو الشك في صحتها ويحتاج الشخص بعدها لحجر أو عزل في حال كانت النتيجة تعني الإصابة
إلا أن التطبيق يقوم على فحص كورونا عن طريق الهواتف الذكية ولكن من خلال شاشة الهاتف الذكي الشخصي، حيث أن هواتفنا المحمولة تحوي عدداً كبيراً من الأمراض والبكتيريا التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، لكن على اعتبار أن الجهاز المحمول يرافق الشخص أينما ذهب فهذا يعني أنه معرض لعدد كبير من الفيروسات
وهذا ما استفاد منه التقنيون، فعندما يسعل الشخص المريض بكورونا أو يعطس، فإن الفيروس ينتقل إلى الهاتف المحمول، وبشكل أدف إلى شاشة هذا الهاتف، وتستقر على سطح الجهاز
مبدأ عمل المسحات الإلكترونية
بعد أن تستقر الفيروسات وتحديداً فيروس كورونا على الأسطح ولا سيّما شاشة الهاتف المحمول، يتم جمع هذه العينات التي تعتبر بمثابة مسحة والتي تؤخذ من البلعوم أو الأنف، ليتم دمجها مع محلول ملحي خاص وإخضاعها لاختبار PCR منتظم
هذا التطبيق تمت تجربته من قبل ما يزيد عن شخص، وتم أخذ مسحتين من كل شخص، الأولى مسحة PCR تقليدية، والثانية مسحة إلكترونية تسمى PoST، كما تم إجراء التحاليل في مختبرات مختلفة حتى لا يكون هناك تشابهاً في النتائج عن طريق الخطأ
وأظهرت النتائج أن الهاتف المحمول قادر على الكشف عن فيروس كورونا بنسبة تتراوح ما بين 81% وصولاً إلى 100% وهي نتائج كانت صحيحة وحقيقية مئة في المئة، ما يبشر بمستقبل التكنولوجيا الكبير في المساعدة بهذا المجال
الاستفادة من تطبيق الكشف عن فيروس كورونا
تكمن الفائدة من هذا التطبيق بأكثر من ناحية، الأولى هي السرعة في إجراء المسح والفحص، والثانية هي أرخص تكلفة من القيام بإجراء الفحوصات والمسحات في المختبرات، والثالثة هي الدقة التي أظهرتها نتائج هذا التطبيق، أما الناحية الأخيرة والأهم فهي أن التطبيق لا يتسبب بأي ألم أو إزعاج للمستخدم، بل هو أمر طبيعي ويجري بشكل عادي، ويمكن الاستفادة من فحص كورونا عن طريق الهواتف الذكية في حالات ارتفاع الإصابات والاضطرار لإجراء فحوصات جماعية للأشخاص
خاتمة
فحص كورونا عن طريق الهواتف الذكية، هو أحد التطورات التي وصل إليها العلم في هذا الزمن، وما هو قادم بالتأكيد أكبر، لا سيّما أن الهواتف الذكية تعرف عن المستخدمين الكثير من الأمور، والأمراض هي واحدة منها
وللذكاء الاصطناعي أيضاً تجارب عديدة في المساهمة بالمجال الطبي والمساعدة في التنبؤ بمن سيموت بفيروس كورونا كما ذكرنا في مقال سابق
الذكاء الاصطناعي يتنبأ من سيموت بفيروس كورونا
وبالتأكيد فإن لهذه التكنولوجيا إيجابيات وسلبيات ونبقى بانتظار القادم من الأيام وما سيكشفه لنا العلم والتكنولوجيا سوياً