يرجع تاريخ كنيسة خورا إلى العصر البيزنطي العريق، الذي كان يشتهر بكثرة الكنائس التي تحمل الطراز الروماني في بنائها، والذي كان يتخذ من مدينة إسطنبول المقر الأساسي الخاص به، ومع مجيء العصر العثماني أو الفتح الإسلامي إن صح القول تم تحويل أغلب الكنائس التي تم بناؤها في الحقبة البيزنطية إلى مساجد، فهل انطبق هذا الشيء على كنيسة خورا؟ هذا ما سنتعرف عليه معًا في السطور التالية.
جدول المحتويات
كنيسة خورا
إن كنت من مُحبي المعالم السياحية الدينية التي يُمكنك التعرف من خلالها على التاريخ القديم والمعاصر للمدينة التي تتواجد بها، فستكون كنيسة خورا المعروفة باسم كنيسة كاريه أفضل المعالم السياحية في إسطنبول بالنسبة لك، وذلك لأنها تُضاهي في جمالها وتاريخها مسجد آيا صوفيا الجليل، ويُمكنك التعرف على قصة كاملةً من خلال قراءة هذه المقالة:
تُعد كنيسة كاريه من أقدم المباني الأثرية في تركيا بأكملها وليس إسطنبول فقط، حيث تم بناؤها في العصر البيزنطي ككنيسة، ومن ثم تم تحويلها إلى مسجد في العصر العثماني، وظل المبنى مسجدًا على هذا الحال حتى عصر الجمهورية، حيث تم تحويله إلى متحف، ولكن تم تحويله مرة أخرى لمسجدًا في عام 2020م.
تعرف على أبرز الأنشطة السياحية في إسطنبول من خلال هذه المقالة: أهم الأنشطة السياحية في قلعة الأناضول
كيفية قضاء يوم سياحي في مسجد كاريه
من المُفضل أن تقوم بزيارة هذا المسجد أو الكنيسة إن صح القول كأول معلم سياحي تذهب إليه في يومك، حتى يكون نشاطك كافي لزيارة كل شبر بها، لتتمكن من الاستمتاع بالتصميم والزخارف الجميلة التي تم بناؤها عليها.
فقد تم تلوين الكنيسة من الداخل بألوان الذهب والأرجواني وألوان غروب الشمس، إلى جانب الأيقونات التي تُزين الكنيسة حيث تحتوي على أكبر أيقونة أصلية تعود إلى العصر البيزنطي ألا وهي أيقونة السيدة مريم التي كان يتم اعتبارها حامية للمدينة في قديم الزمان.
لا تنسى أخذ الكثير من الصور التذكارية للسقف والجدران المُنفذ عليه أشكالًا رائعة بالفسيفساء المُلون الجميل المُغطى بطبقة من الجص، فقد تم تنفيذ حياة السيدة مريم ويسوع المسيح على سقف الكنيسة.
حقيقة تحويل كنيسة كاريه لمسجد
تم البدء في تشييد كنيسة خورا منذ تأسيس القسطنطينية أي في القرن الرابع تقريبًا، ففي هذا الوقت قام الإمبراطور قسطنطين بعمل مجمع ديني ضخم خارج أسوار القسطنطينية لمناقشة أمور الدين، وعُرف هذا المجمع باسم دير خورا، أي الدير الريفي باللغة اللاتينية القديمة.
مع مرور الزمن اكتسب كنيسة خورا التي كانت ديرًا ومجمعًا دينيًا في يوم من الأيام أهمية كبرى، ومن الجدير بالذكر أن المبنى الموجود أمامنا اليوم في إسطنبول ليس المبنى الأساسي الذي تم بناؤه في القرن الرابع الميلادي، حيث تم إعادة بناء الكنيسة في عهد الإمبراطور كومنينوس.
كما تم زخرفة الكنيسة على يد رجل دين يُعرف باسم ثيودور ميتوشيت الحاصل على أعلى الرتب الدينية في الإمبراطورية حيث أفنى حياته في زخرفة الكنيسة، وقام بتكليف كِبار الفنانين لعمل جدران وسقف الكنيسة بالفسيفساء التي تُصور حياة السيدة مريم ويسوع المسيح.
لكن أنهال كل هذا الجمال عندما تم تحويل الكنيسة إلى مسجدًا في العصر العثماني عندما جاء الفتح الإسلامي لإسطنبول، ولكن لم يتم تشويه الكنيسة من الداخل، حتى أصبحت متحفًا في عصر الجمهورية، وظلت هكذا حتى عام 2020م وفي هذا العام تم تحويلها مرة أخرى لمسجد.
للتعرف على قصة كنيسة أخرى تحولت إلى مسجد في إسطنبول اقرأ هذه المقالة: حقيقة مسجد آيا صوفيا السياحية
موقع مسجد كاريه
يقع مسجد كاريه في الجانب الغربي من مدينة إسطنبول التاريخية، فيُمكنك الذهاب إليها عبر ركوب إحدى الحافلات الذاهبة إلى Edirnekapi والنزول في هذه المحطة، ومن ثم التمشي حتى تصل إلى المسجد في خلال 5 دقائق.
كما يُمكنك الذهاب إليه من خلال ركوب الترام اتجاه كاباتاش من ميدان السلطان أحمد، ومن ثم النزول في محطة إمينونو ومنها ركوب حافلة Edirnekapi والنزول عند هذه المحطة وستصل إلى المسجد بعد 5 دقائق مشي فقط، ويجب عليك أثناء ذلك استخدام موقع خرائط جوجل لتسهيل الوصول إليها من هنا.
أسعار تذاكر ومواعيد زيارة مسجد كاريه
يتطلب لدخول مسجد كاريه أو كنيسة خورا إن صح القول قطع تذكرة يبلغ سعرها 65 ليرة تركية، أما بالنسبة لمواعيد زيارتها فيتم فتح أبواب المكان من الساعة 09:00 صباحًا، وحتى الساعة 06:30 مساءً ما عدا مواعيد الصلاة الخاصة بالمسلمين.
إن كنت من مُحبي الأماكن السياحية الدينية العريقة للتعرف على تاريخ المكان والبلدة التي يقع بها، فستكون زيارة كنيسة كاريه التي تحولت إلى مسجد في يوم من الأيام من أفضل الأماكن السياحية بالنسبة لك بفضل تاريخها الكبير.
