تقنية وتكنولوجيا

كيف يخترق الإنترنت خصوصية البيانات؟

تتردد في الفترات الأخيرة مصطلح خصوصية البيانات، وتتجه الشركات التقنية نحو العمل على توفير الحماية والمزيد من هذه الخصوصية

والشركات الرقمية تسعى بشكل دائم لجذب المزيد من العملاء والمستخدمين لاستهدافهم بأنشطتها المستمرة

لكن هل خصوصية بياناتنا على شبكة الإنترنت محمية أم لا؟ هذا ما سنخبرك به في المقال التالي

كم البيانات الموجودة على الإنترنت

لا يوجد رقم دقيق يوضح حجم البيانات الموجودة على الإنترنت، فهي تزداد كل ساعة ويتضاعف حجم المعلومات بشكل كبير

فعليك أن تبدأ بقياس الأمور من نفسك، فحجم المعلومات والبيانات التي تتبادلها يومياً على جهازك المحمول وحاسبك الشخصي هي بالتأكيد ليست قليلة

ولتوسيع الدائرة قليلاً اتجه نحو أحد المركز الحكومية وشاهد عدد الأجهزة المستخدمة والمراجعين وبياناتهم ومعلوماتهم

ومن ثم انظر إلى الأمر كدول كبرى، هل لاحظت العدد والكم الضخم من البيانات التي يتم تبادلها يومياً على شبكة الإنترنت؟

بالتأكيد هي عمليات كبيرة وبيانات ضخمة ومهمة، فهل جميع هذه البيانات محمية؟ بالطبع لا، فخصوصية البيانات على الإنترنت هو ضرب من الخيال

مخاطر انتهاك خصوصية البيانات

يشكل انتهاك خصوصية البيانات خطراً أكبر مما تتوقعه، فالأمر لا يتوقف عند اسمك وعمرك ومدينتك، بل هو أكثر من ذلك

عندما تحمل تطبيقاً صحياً وتتابع حالتك الصحية عليه، فهذا التطبيق يخترق بياناتك ويعرف كل شيء عن وضعك الصحي

كذلك الأمر بالنسبة لتطبيقات الكاميرا والفلاتر التي تتنافس الشركات والتطبيقات في إنتاجها وتصميمها وجذب المزيد من العملاء

دعني أسألك الآن كم مرة كنت تتحدث على تطبيق واتس أب عن منتج معين، ومن ثم دخلت إلى فيس بوك ووجدت هذا المنتج أمامك؟

بالتأكيد مرات ومرات، ولا تتوقف الخصوصية عند هذا الحد، فالكاميرات والمايكرفونات هي من الشروط التي وافقت على إمكانية الدخول إليها من قبل التطبيقات

حدود خصوصية البيانات

قد يعتبر أحد الأشخاص أنه لا مانع لديه من الوصول إلى هذه المعلومات طالما أنها لا تتسبب بضرر مباشر له

لكن ماذا لو علمت أن هذه الشركات أو التطبيقات تبيع المعلومات الخاصة بك إلى شركات متخصصة بالإعلانات وغيرها من الشركات

وهو أحد أبرز المشاكل التي تواجهها فيس بوك والتي دفعت بشركة أبل إلى وضع قيود كبيرة على التطبيق لحماية الخصوصية

لكن هذا لا يعني بالتأكيد أن أبل مهتمة بحماية خصوصية بياناتك، بل إنها ومن جهة أخرى تتجسس على معلوماتك الشخصية

سواء من خلال أجهزتها المحمولة، أو الحواسيب الشخصية الخاصة بها ماك، أو من خلال الأدوات الذكية الأخرى

فالعديد من التقارير أكدت أن أبل ومن خلال جهاز آيفون الخاص بها وبمختلف النسخ تحتفظ بسجل كامل عن كل تحركاتك

وهي تضع خريطة لتحركاتك اليومية وحتى الساعية، وكل ذلك دن علمك، حتى أن لشركة اضطرت بعد نشر هذه التقارير إلى لاعتراف بذلك وتغيير نظام عمل أجهزتها والتعديل عليها.

بالخطوات .. توثيق حسابك على فيس بوك وطريقة الحصول على الشارة الزرقاء

معايير اختراق خصوصية البيانات

هناك بالتأكيد عدد كبير من المعلومات التي تعلمها لشركات والتطبيقات عنك، لكنه من غير المنطقي بالطبع أن تستخدم التطبيقات كل هذه المعلومات وتبيعها لشركات أخرى دون علمك

ولا يخفى على أحد أن الشركات التقنية وتطبيقاتها قادرة على الوصول إلى معلوماتك وتحركاتك أياً كانت ومهما حاولت الحافظ عليها

لكن ما يطالب به العالم هذه الشركات هو توفير حدود وعوامل لهذه البيانات، وأن تكون هذه الحدود واضحة وصريحة

وهذا يعني أن تقدم الشركة تقريراً كاملاً حول المعلومات التي تجمعها عنك وكيف سيتم استخدامها ولمن سيتم منحها

ومن ثم لك حرية الموافقة أو الرفض، وهذا يحميك أنت كفرد ويحمي معلوماتك وبياناتك، ويحمي الشركات التقنية وتطبيقاتها من المساءلة القانونية

كيف تحمي خصوصية بياناتك على الإنترنت

الأمر ليس بسيط، فالشركات التقنية تجنّد مبرمجين كبار وفرق كاملة لجمع البيانات والمعلومات عنك، لذا إذا أردت أن تحمي بياناتك فهناك سلسلة من الإجراءات والأمور التي يجب أن تقوم بها

ابدأ من شبكة الاتصال بالإنترنت، تأكد من الشبكة التي تتصل بها، لا تثق في الشبكات المفتوحة، لا تثق بالشبكات العامة والتي تكون متوفرة في المطاعم والطرقات

تأكد بشكل دائم من إعدادات جهازك، راقب ملفاتك واحذر من أي اختراق لجهازك وذلك من خلال المتابعة الدائمة لملفاتك، وتيقن من الملفات المخفية

لا تبقي أي تطبيق لم تقم بتحميله أنت، أو مجهول المصدر، فقد يكون تطبيقاً يهدف لاختراق جهازك وسحب المعلومات عنك

إياك أن تحفظ بمعلومات الحسابات البنكية وأرقام سرية خاصة بأعمالك المصرفية، فأنت تعرض نفسك لخطرين بهذه الطريقة

 فغالباً ما تقوم بالموافقة التلقائية والضغط على زر تثبيت، لكن ربما يحتاج أحد التطبيقات الدخول إلى سجل الرسائل والمكالمات الخاصة بك

في حين قد يتطلب تطبيق آخر الدخول إلى الكاميرا أو تشغيلها، وغيره الكثير من الخيارات التي يجب أن لا تتغاضى عنها وأن تدقق بها

حدّث نظام التشغيل الخاص بالجهاز كلما توفر تحديث، فالبعض يعتقد أن هذا التحديث سيأخذ حجماً أكبر من الذاكرة او ربما يتسبب في بطء الجهاز

إلا أن التحديثات الجديدة غالباً ما تتوفر على شروط جديدة لحماية خصوصية البيانات، وهي مبينة على أساس موافقات عالمية تقنية

أي أنها تقوم على أسس ما تحاول التطبيقات الوصول إليه واختراقه لذلك تعمل على محاولة حمايتك وحماية معلوماتك

خاتمة

بالتأكيد طالما أنت تمتلك جهازاً ذكياً فخصوصية بياناتك منتهكة، وطالما أنت تدخل إلى شبكة الإنترنت فلا خصوصية بيانات محمية لديك

هذا أمر مفروغ منه ولا يمك تجنبه، لكن ما يمكنك العمل عليه هو الحد من حجم المعلومات الشخصية التي تشاركها

فأنت حارس معلوماتك وأنت المؤتمن والمسؤول عنها لذلك تأكد جيداً أن لا أحد سيحمي بياناتك إذا لم تقم أنت شخصياً بحمايتها

اعلانات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى