تطوير الذات

نيل رضا الآخرين والوجه السلبي فيه

هل يستحق رضا الآخرين التضحية؟

نيل رضا الآخرين هو مسألة تحضر بدون قيود في حياة كل إنسان، ويكثر فيها القيل والقال بين من يراها أمرا ذي فائدة ومن يرى فيها العكس، وإذا تحدثنا عن أهميته وفوائده في مقال سابق فإننا في هذا المقال سنتعرض لبعض سلبياته.

فما هي الأوجه السلبية في مسألة البحث عن إرضاء الآخرين؟

 

الحياة أقصر من أن تهدرها في طلب رضا الآخرين

من المقولات التي تنتشر بشكل كبير وتستدعي الوقوف عندها للتأمل هناك مقولة الحياة أقصر من أن تهدرها في طلب رضا الآخرين. ولكن السؤال هو ما مدى صحة وجدوى هذه المقولة.

إن نيل رضا الناس هو أمر في الواقع متعب، وقد تكون له آثار سلبية كثيرة تعود على الشخص وتضره، وقد يدخل المرء في دوامة كبيرة من الضغوطات على نفسه بغية أن يرضى عنه الآخر. والواقع أنه حينما يترك المرء كل مسؤولياته ليركز عن تحقيق انتظارات الآخرين ويحقق لهم الرضا فإنه سوف يحتاج مجهودا كبيرا ووقتا أكبر، وهو في الواقع أمر صعب التنفيذ والالتزام به.

والشخص السليم يجب عليه أن يحاول كسب رضا الآخرين ولكن فقط بالقدر الذي لا يجعله يضيع عنه فرصة الاستمتاع بحياته.

رضا الآخرين

هل رضا الناس مهم؟

رضا الناس هو نقاش من النقاشات التي تحضر كثيرا ويتكرر الكلام حولها والبحث عن مدى أهميتها من عدمه، فهل نيل رضا الآخرين مهم إلى هذه الدرجة؟

  • يمكن اعتبار رضا الناس مهما إذا نظرنا إليه من زاوية أنه حينما يرضى الناس عن شخص ما فإن هذا مما لا شك فيه سوف يعطيه شعورا بالراحة والاطمئنان، وهذا أمر إيجابي.
  • والنقطة الثانية في مسألة أهمية رضا الآخرين هناك أن الإنسان الذي نال رضا الناس من حوله يكون في العادة شخصاً بعيدا عن الدخول في المشاكل والصراعات، وهذا يعتبر أمرا مهما لأي مرء.
  • في الجانب الآخر، لا يكون رضا الناس مهما إذا رافقه إيذاء النفس، فحينما يبذل الشخص مجهودا لا يطيقه فهنا يصبح رضا الناس عبئا وغير مهم.
  • رضا الناس أيضاً يفتح الباب أمام الشخص للقيام بلوم الذات والإحساس بالذنب والتقصير، وهو أمر يفسد لذة الحياة.

طالع أيضاً: كيف تقرأ وجوه الآخرين.

رضا الناس غاية لا تدرك

من المقولات التي لها انتشار كبير هناك مقولة أن رضا الناس غاية لا تدرك، فما معناها؟ ولماذا لا تدرك غاية إرضاء الآخرين؟

رضا الناس غاية لا تدرك هي معناها أن تحقيق الرضا للآخرين هو هدف أو رغبة لا يمكن بلوغها ولا تحقيقها، وهي في ضرب المستحيل. وما يجعلها كذلك هو تغير طباع البشر وعدم استقرارها على حال ثابت من الأحوال، حيث أن الشخص قد يكون في هذا اليوم على حال ثم يصبح غدا على حال آخر.

ولا يمكن أيضاً نسيان كون الإنسان كائن قليل القناعة، فكلما أعطيته إلا وزاد طمعا ورغبة في الحصول على ما هو أكبر، وهو ما يجعل تحقيق رضا الآخرين مستحيلا لهذه المعطيات.

رضا الآخرين وانواع الشخصيات

كيف تكسب رضا الآخرين؟

رغم طرحنا لسلبيات رضا الآخرين وكونه غاية لا تدرك، إلا أن بعض الناس يرغبون رغم ذلك في معرفة بغض الوسائل على قلتها، ومن بينها هناك:

  • كي تنال رضا الناس وجب عليك الاجتهاد، حيث يميل الناس عادةً ليظهروا روح الاحترام والرضا للإنسان المجتهد، فبدون الجد والاجتهاد لا يمكن أن يرضى عنك الآخرون.
  • من جانب آخر، وبغية نيل رضا الآخرين يجب على الشخص أن يكون صريحا في منهاج حياته سواء في كلامه أو في تعاملاته وفي كل ما يقوم به مع الآخرين.
  • من ضمن الأسرار الأخرى التي تؤدي بالشخص وتقوده نحو نيل رضا الناس، هناك القدرة على تحقيق الغاية منه والمأمول.
  • يعد التواضع أيضاً من العناصر الأساسية المهمة في مسألة نيل رضا الآخرين عن الشخص، حيث أنها سمة إيجابية ومرغوبة بشكل كبير لدى الناس.

شاهد أيضاً:  طريقة اكتساب قوة الشخصية.

نيل رضا الآخرين هو أمر يكثر عليه الجدال، بين من يراه أمراً طيبا ومرغوبا وبين من يراه أمرا غير ذي أهمية، بل وأمرا سلبيا لا خير فيه، وبما أننا تحدثنا في هذا المقال عن الجانب السلبي في نيل رضا الناس، فإننا في مقال آخر عرضنا الوجه الإيجابي لهذا الموضوع وهو: كيف يرضى عنك من حولك

الحصول على رضا الآخرين

ـــ تابع حسابنا عبر فايسبوك: اضغط هنا ــــ

اعلانات

Brahim Smayou

كاتب ومدون في عددٍ من المجالات والميادين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى