يعتبر وجود شبكة واي فاي على الطائرة من الأمور الهامة التي تخطر في بال أي شخص، وبشكل خاص المسافرين
حتى أصبح هذا الموضوع ميزة تتنافس من خلالها شركات الطيران وتسعى لتوفيرها للمسافرين بطريقة سريعة ومميزة
لكن كيف يتوفر هذا الاتصال؟ وهل هو دائم أم متقطع؟ وهل يحتاج لبرامج وتقنيات خاصة؟ سنجيبك عن كل هذه الأسئلة وغيرها في المقال التالي
هل الاتصال بشبكة واي فاي على الطائرة آمن؟
بالتأكيد يطلب منك قبل الصعود إلى الطائرة أن تقوم بتفعيل وضع الطيران، وهذا يعني أنه لا يمكنك إجراء أي مكالمات أو إرسال أي رسائل لأن هذا يعتبر خطراً على رادارات الطيران
حتى أن شبكة الجيل الخامس المتطورة شكلت تهديداً خطيراً على وضع الطيران في الولايات المتحدة الأمريكية وتسببت بإيقاف عمليات الطيران لأيام
كذلك تسبب بتعديل بعض الرحلات الجوية وإلغاء بعضها الآخر، حفاظاً على سلامة الركاب وسلامة أنظمة الطيران من جهة أخرى
لذلك تطلب الشركات تفعيل وضع الطيران منعاً للاتصال بأي شبكة متاحة وبالتالي التأثير على أبراج المراقبة وأجهزة القياس والتشويش عليها
إلا أن واي فاي غير مشمولة بهذه المخاطر، فحتى أثناء تفعيل وضع الطيران يمكنك تفعيل الشبكة والاتصال بالإنترنت دون أن يؤثر ذلك على أي نظام من أنظمة المراقبة والسلام والأمان.
شبكة الجيل الخامس تثير الرعب في المطارات العالمية.. لماذا؟
كيف يجرب الاتصال بشبكة واي فاي على الطائرة؟
بكل بساطة هناك نظامان تشغيليان يعملان بالتوازي بكل دقة، يمكنانك من الاتصال بالإنترنت بشكل شبه متواصل وكأنك تسير في طريق يتيح لك شبكات واي فاي مفتوحة الحماية
ويعمل هذان النظامان على استقبال الإشارات المطلقة من قبل الأبراج الأرضية من خلال مستقبل إشارة مثبت ضمن أجهزة الطائرة أو أسفل الطائرة
يعمي هذا الجهاز كنقطة اتصال تمدّك بالإنترنت وترسل بيانات اتصالك إلى الأبراج الأرضية خلال أجزاء من الثواني
وبهذه الطريقة توفر أغلب شركات الطيران الإنترنت للركاب على متنها، لكنها بالطبع قد تتعرض لبعض الانقطاعات وخاصة فوق المساحات المائية كالمحيطات مثلاً
كيف تتصل بشبكة واي فاي فوق المحيطات؟
تواجه شركات الطيران صعوبة في الاتصال بشبكات الإنترنت واي فاي فوق المسطحات المائية الكبيرة أو المحيطات
وذلك بسبب عدم تواجد أبراج ناقصة للإشارة في هذه المحيطات أو المساحات المائية ولا يمكن بالتأكيد التقاط أي إشارة أرضية، إذاً ما الحل؟
بالطبع أوجدت شركات الطيران الحل لذلك، واستبدلت الاتصالات الأرضية بالاتصالات بالفضائية
شبكة واي فاي على الطائرة والأقمار الصناعية
التحول إلى الاتصالات الفضائية يعني التحول إلى الاتصال عبر الأقمار الصناعية، فأجهزة الاتصال المثبتة أسفل الطائرات تسمح بالتقاط الإشارة الأقوى من الأرض
في حين يوجد جهاز يقوم بالتقاط الاتصال من الأقمار الصناعية وهو مثبت على سطح الطائرة في الأعلى لدقة الاتصال
يقوم مبدأ الاتصال هذا على التقاط البيانات من قبل الركاب وأجهزتهم وإرسالها إلى الأقمار الصناعية التي تقوم بدورها بإرسالها إلى الأرض
أي أن الأقمار الصناعية ترتبط بعدد من المحطات الأرضية التي تعمل على إنشاء اتصال آمن ما بين المستخدم والإنترنت
وبالتأكيد فإن هذه الأقمار الصناعية غير مصنعة خصيصاً للطائرات، بل هي متواجدة بشكل دائم وتتم من خلالها عدة عمليات أخرى
أبرزها الاتصال عبر الأقمار الصناعية التي يتم استخدامها في اللقاءات التلفزيونية، ومن خلال هذه الأقمار أيضاً يتم التنبؤ بحالة الجو
فضلاً عن العديد من العمليات السرية التي تتخذ طابعاً عسكرياً في الغالب والتي تجري من خلال هذه الأقمار ذاتها
أي أن القمر الصناعي في هذه الحالة يشكل وسيطاً ما بين الأرض والطائرة، يستقبل ويرسل البيانات من كليهما وإلى كليهما
هل الاتصال بشبكة واي فاي عبر الطائرة سريع؟
للأسف سنجيبك لا، فعند إطلاق أول عملية اتصال واي فاي عبر الطائرة كانت الأجهزة مختلفة وعمليات البيانات أقل مما هو عليه اليوم
وكان عدد الأفراد الذين يمتلكون أجهزة ذكية جداً في الأساس قليل، في حين كانت السرعة لا تتجاوز 4 ميجا بايت في الثانية الواحدة وكانت تفي بالغرض
إلا أن تطور الأجهزة من جهة، وتطور البيانات والحجم المتوقع من هذه البيانات من جهة أخرى يشكلان عاملاً مهماً في سرعة أو بطء الإنترنت
فمثلاً قبل عدد ليس بقليل سنوات، كانت البيانات المتوقعة من الاتصال تنحصر في الرسائل البريدية وبعض الأمور البسيطة الضرورية
إلا أن المسافرين اليوم يأملون مشاهدة الأفلام المسلسلات والدخول في ألعاب الواقع الافتراضي، وكذلك المراسلات البريدية
ليس ذلك فحسب، بل يجب الأخذ بعين الاعتبار عدد الركاب في كل رحلة، وكذلك أن كل هؤلاء الركاب سيستخدمون الإنترنت في ذات الوقت
كل هذه العوامل تعني أن الإنترنت سيكون أبطأ مما تتوقع وليس كما تتخيله، لكن بالتأكيد هذه العوامل تختلف ما بين شركة طيران وأخرى
هل الاتصال بواي فاي على الطارة مجاني؟
في الغالب لا يتوفر الاتصال بشبكة واي فاي مجاناً على الطائرة إلا في بعض شركات الطيران وكحالات استثنائية
وسبب ذلك هو أن الاتصال بحد ذاته مكلف بشكل كبير بالنسبة للشركات، فالاتصال عبر الأقمار الصناعية ليس ماح أو مجاني
كما أن الأجهزة المثبتة في أسفل الطائرة وأعلاها تتعرض بشكل مستمر للرياح ذات السرعة الكبيرة وتتطلب تحسينات مستمرة
وهذا يعني أن الإنترنت على متن الطائرة لن يكون مجاني، بل سيكون مدفوع وبما بتكلفة عالية بعض الشيء لدى بعض الشركات
خاتمة
تتطور أنظمة الاتصال على الطائرة يوماً بعد يوم، وما هو مكلف اليوم أو غير متوفر قد يكون متاح وبشكل مجاني في السنوات المقبلة
فالاستثمارات والعروض المقدمة للشركات هي مستمرة، وبالتأكيد تجعلنا نتنبأ بمستقبل واعد أكثر وإنترنت أكثر استقراراً وديمومة على متن الطائرات بمختلف أنواعها وشركاتها