تقنية وتكنولوجيا

شبكة الجيل الخامس تثير الرعب في المطارات العالمية.. لماذا؟

قرابة 50 دولة حول العالم تستخدم تكنولوجيا الجيل الخامس 5G وذلك لتدعم شبكات الاتصال اللاسلكية دون أن تتسبب بأي مشاكل

هذا ما يعرفه العالم أجمع، إلا أن مشكلة كبيرة برزت على الساحة التكنولوجية والأمنية منذ بداية العام الجديد وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية

مئات الرحلات الجوية ألغيت، في حين أوقفت آلاف الرحلات الداخلية والدولية بسبب مخاوف متزايدة تتعلق بمستويات الأمان وهبوط الطائرات

وفي حال كنت تبحث عن المزيد من التفاصيل حول الموضوع وخطورة تشغيل شبكات الجيل الخامس بالقرب من المطارات فتابع معنا إذاً هذا المقال.

ما هي شبكة الجيل الخامس 5G ؟

شبكة الجيل الخامس تعود لتكنولوجيا الهاتف المحمول، ومثل شبكة الجيل الرابع التي سبقتها

فهي تقنية تتصل من خلالها الهواتف والأجهزة اللوحية للوصول إلى شبكة الإنترنت العالمية عبر موجات الراديو

أي أن الجيل الخامس هو عبارة عن تقنية متقدمة جداً وصلت إليها التكنولوجيا لتلبي الحاجات المتزايدة التي تطلبها التطبيقات الجديدة ولم تستطع شبكة الجيل الرابع أو الثالث أن توفرها

التقنية الجديدة تسمح بإعطاء أوامر وتنفيذها بشكل سريع للغاية قد لا يتجاوز بعضها أجزاء من الثواني.

واتس أب في 2022.. ليس كما تعرفه من قبل

مبدأ عمل شبكة الجيل الخامس

يعتمد الجيل الخامس على ناقل التردد بمقدار 3.5 جيجا هيرتز، وهو الحد الذي يتفوق عنده على تقنيات وإمكانيات الجيل الرابع

وتبث شبكة الجيل الخامس موجات هوائية راديوية، تعمل على إيصال المشتركين بإمكانيات لاسلكية ضخمة للغاية لتسريع أنشطتهم وتنفيذ أوامرهم

يلجأ لشبكة الجيل الخامس مختلف الأشخاص والشركات والجهات المختلفة وحتى شركات الاتصالات الكبرى تتنافس لتنفيذها بشكل متزايد

ولا تتوقف حدود الجيل الخامس، بل تستخدم حرفياً في كل مكان، بدءاً بالشاشات الذكية المتوفرة في أيدي الجميع وصولاً إلى السيارات الكهربائية

أي أنها وبشكل بسيط تتعلق وتتدخل بكل المجالات التي تعتمد على الأجهزة الذكية المتصلة بشبكة الإنترنت أياً كانت.

أصول الأزمة بين شركات الطيران والتقنية الجديدة

تعود أسباب الأزمة إلى العام 2018، بعد أن باعت لجنة الاتصالات الفدرالية تراخيصاً كانت تستهدف استخدام “سي باند” الذي يخرج من شبكات الجيل الخامس لشركات الاتصالات

وحصلت شركتين اثنين على عرض يقدّر بأكثر من 80 مليار دولار من الحكومة الأميركية، وهو ما مكّنها من تقديم تقنية الجيل الخامس بطريقة مربحة

لكن لم تسر الأمور بسلام، فسرعان ما اعترضت شركات الطيران واحدة تلو الأخرى، بحجة أن وجود طيف هذه التنقية قريباً من نطاق المطارات يمكن أن يتعارض مع رادارات الطائرة وأجهزة القياس

وهذا ما يعني أن الأجهزة ستتعرض للمشاكل ولن تسمح بالتواصل الفعّال مع الطيّارين وبالتالي ستقضي على الهبوط الآمن للطائرات

لماذا ظهرت المشكلة في الولايات المتحدة الأمريكية فقط؟

المشكلة ظهرت لأن النطاق الترددي لشبكات الجيل الخامس في الولايات المتحدة الأمريكية يتراوح ما بين 3.7 إلى 3.98 جيجا هرتز

في حين أن نطاق التردد لأجهزة قياس ارتفاع الطائرات يتراوح ما بين 4.2 إلى 4.4 جيجا هرتز، وهذا يعني أن النطاق قريب جداً

أما في أوروبا مثلاً فإن النطاق يتراوح ما بين 3.4 إلى 3.8 جيجا هرتز، أي أنه بعيد نسبياً ولا يشكل خطراً على الرادارات في حالتي إقلاع وهبوط الطائرات

كيف أثرت الأزمة على الناس؟

شركات الطيران ليست المتضرر الوحيد من هذه الأزمة، بل إن الناس في مختلف الدول تضرروا أيضاً

فقد تم إلغاء مئات الرحلات الداخلية والخارجية تجنباً لحدوث أي مشاكل وحوادث كان يمكن أن تقع

ليس هذا فحسب بل تم أيضاً تأخير انطلاق آلاف الرحلات الأخرى

في حين فضّلت الكثير من شركات الطيران الأجنبية أن توقف رحلاتها وطيرانها لعدة أيام للولايات المتحدة حتى موعد انتهاء الأزمة

موقف شركات الطيران الأميركية من تقنية الجيل الخامس

10 شركات طيران أمريكية حذّرت من أن نشر أبراج إشارة الجيل الخامس بالقرب من مدرجات المطارات سيتسبب بالضرر الكبير

فالضرر وصل إلى عدة مجالات أهمها قطاع الطيران والسفر العام للناس وتوزيع اللقاحات ومختلف المجالات الاقتصادية

ومنها صناعة الطيران، والسفر العام، وسلاسل التوريد، وتوزيع اللقاحات وغيرها من المجالات

كما طالبت شركات الطيران بإبعاد شبكات الجيل الخامس لنحو 3 كيلومترات فقط عن مدرجات المطارات التي ستتأثر بها

وهي المسافة التي حددتها ضوابط صدرت من قبل هيئة الطيران الاتحادي.

استجابة شركات الاتصالات الأميركية

أمام كل هذه الضغوط لم تجد شركات الاتصالات الأمريكية نفسها إلا مجبرة على الخضوع للأمر الواقع والاستجابة لطلبات شركات الطيران

حيث وافقت شركات الاتصالات على تأجل استخدام تقنية الجيل الخامس لأسبوعين وذلك بعد طلب من الفيدرالية

كما أنها وافقت أيضاً على إيقاف تشغيل أجهزة الإرسال والقيام ببعض التعديلات بالقرب من مدرجات المطارات

وذلك بهدف التقليل من التداخلات المحتملة لشبكات الجيل الخامس.

حل الأزمة

حلّت الأزمة مؤقتاً بعد أن منحت إدارة الطيران الفدرالية الأمريكية موافقات جديدة من شأنها أن تسمح لما يقدر بنحو 75% من شركات الطيران الأميركية بالهبوط حتى في ظل ظروف الرؤية المنخفضة التي تسببها الأحوال الجوية السيئة

وذلك فقط في مدرجات المطارات التي تم فيها تشغيل الخدمة اللاسلكية الجديدة.

في حين وافقت شركات الاتصال على تأجيل تفعيل أبراج التقوية القريبة من المطارات، لحين يتم خفض معدلات المدى والنطاق

لتصبح مثلها مثل النطاقات الموجودة في الدول الأخرى ولاسيّما الأوروبية

وبهذا فإن لكل تكنولوجيا حدية جوانب مشرقة وأخرى سيئة، وتقنية الجيل الخامس ليست الوحيدة التي تدق جرس الإنذار الذي يتعلق بالسلامة

بل هذه التقنية فتحت الأبواب والأعين على مشكلة وتبعات تشغيل شبكات الجيل الخامس وتأثيرها على مختلف نواحي الحياة

أي أنه مع المزايا تأتي العيوب حتماً، لكن المهارة تكون في الاستفادة من المزايا ومحاولة تلافي العيوب، لاسيّما أن هذه الشبكة ذات تكلفة عالية جداً

وتتطلب أجهزة متطورة ورغم هذا تعاني من التقلب وعدم استقرار وضع الشبكة.

ويبقى القلق مطروحاً حول خطورة تشغيل هذه التكنولوجيا الحديثة في حياتنا اليومية وتعرّض مختلف الأفراد لها

فالاستعداد لاستثمار هذه التقنية في المجالات المختلفة سلاح ذو حدّين، ويجب على كافة الدول أن تتعامل معه بحذر ودون استهتار

اعلانات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى