يرجع تاريخ إنشاء جامع الفاتح إلى العصر العثماني المُبكر، حيث تم بأمر من واحد من أشهر السلاطين العثمانيين الذين حكموا الإمبراطورية بأكملها، حيث يقع هذا المسجد في عاصمة تركيا، مدينة إسطنبول التي كان لها مكانة كبيرة للغاية بالنسبة للعثمانيين، فبالتالي سينعكس هذا على دور المسجد في السياحة خاصةً السياحة التاريخية أو الدينية على وجه التحديد.
جدول المحتويات
جامع الفاتح
تم إنشاء جامع الفاتح في عام 1463 وحتى عام 1470م تقريبًا، وذلك في عهد السلطان محمد مراد الثاني، وهو السلطان المشهور باسم محمد الفاتح، ذاك اللقب الذي تلقب به بعد أن قام بفتح القسطنطينية.
بُني المسجد على أنقاض كنيسة بيزنطية عتيقة، ومن الجدير بالذكر أن هذه الكنيسة مجهولة الهوية والاسم كذلك، حيث لم يتبقى منها أي آثر بسبب إنشاء المسجد بالكامل على مخططها في الأساس.
يتمتع هذا المسجد بطراز معماري فريد من نوعه لا يوجد له مثيل، حيث يجمع الطراز الداخلي له الشكل المعماري التابع للثقافة العثمانية والأوروبية في بناء واحد يظهر بمظهر في غاية الروعة.
لكن يجب العلم أن المسجد القائم الآن في منطقة الفاتح ليس هو ذلك المسجد القديم الذي تم بناؤه في العام سالف الذكر، حيث تم تدمير هذا المسجد نتيجة للزلزال الذي ضرب تركيا في عام 1766م تقريبًا.
فقد تم إعادة بناء المسجد مرة أخرى في نفس المكان بأمر من السلطان مصطفى الثالث، وذلك في عام 1767م أي بعد الزلزال على الفور، وعُين المهندس المعماري الشهير محمد طاهر آغا لتصميم والإشراف على بنائه من قِبل السلطان، وذلك بالتعاون مع المهندس سنان باشا الذي كان مسؤول على التصميم الداخلي له.
يُرشح لكم مرجعي قراءة هذه المقالة المُفيدة: تاريخ مسجد السلطان أحمد في إسطنبول
لمحة فنية لمسجد الفاتح
على الرغم من كون جامع الفاتح ليس أضخم مسجدًا في مدينة إسطنبول التي تضم مجموعة كبيرة للغاية من المساجد الجميلة التي تحمل ملامح الطراز العثماني الفريد، إلا أنه يُعد من ضمن المساجد الضخمة كذلك.
حيث يتميز بالقبة الخاصة به التي تقف على أربعة أعمدة يبلغ قطر كلٍ منهم حوالي 26 متر تقريبًا، وتم تصميم المحراب الخاص به ليوازي المحراب القديم المكان والشكل والطراز كذلك، وذلك لأن المحراب هو العنصر الأساسي لأي مسجد.
قام المهندس المعماري بتصميم المسجد بالكامل على الطراز العثماني، ولكن قام بإدخال بعض الملامح من الطراز الباروكي المُتميز عليه، وكان هذا في الزخارف الخطية التي تنتشر على جدران المسجد الداخلية.
كما سبق القول إن السلطان قام باختيار أفضل مهندسي العصر العثماني حتى يقوما بإتمام هذا المسجد له كما كان في السابق، وهذا ما جعله تحفة فنية على الأرض التركية.
بالنسبة لمآذن المسجد الشهيرة فقد تم بناؤها لتكون مُغايرة للمآذن القديمة له، كما هو الحال بالنسبة للقبة المركزية التي يبلغ طولها أكثر من 26 متر، والتي تم تدعيمها من الأسفل بأربع قباب أصغر في الحجم، وتستند كل قبة من هذه على عمود من الرخام.
اقرأ أيضًا حول: أهم المعالم السياحية في حي أورتاكوي التركي
أهم مكونات مسجد الفاتح الأثرية
من أهم القطع الفنية التي يضمها جامع الفاتح هي الساعة الشمسية المنقوشة على الحجر، حيث تم نقشها على المأذنة الموجودة ناحية شارع فوزي باشا، وتم تصنيفها على أنها من أجمل الساعات المُبتكرة في التاريخ.
بالإضافة إلى البئر القديم الموجود بداخله، والذي تم تحويله الآن إلى شكل سبيل مُتكامل في منطقة الفناء الرئيسي للجامع، تحديدًا بجوار خزان الماء الخاص بالإطفاء، إلى جانب الغرف التي تتناثر حوله والتي تم تخصيص كلٍ منها لمجال مُعين من المجالات الهامة.
موقع مسجد الفاتح
يقع هذا الجامع الجميل في مدينة إسطنبول التاريخية من الجهة الأوروبية التابعة لها، تحديدًا في المنطقة التي تم إطلاق عليها نفس اسم المسجد، ألا وهي منطقة الفاتح، يُمكنك الوصول إليه عبر اتباع هذا العنوان Ali Kuşçu, 34083 Fatih/İstanbul, Türkiye.
إذا كنت ترغب في التوجه مباشرةً إلى زيارة جامع الفاتح العريق، سيكون عليك اتباع موقع خرائط جوجل ليُدلك على الطريق بسهولة مباشرةً من هنا.
بفضل كون مدينة إسطنبول التاريخية واحدة من أهم المدن التي حكمها العثمانيين في قديم الزمان، فقد كانت بداية لانتشارهم في العالم أجمع، كان يحرص كل سلطان على بناء مسجدٍ يحمل اسمه ليُخلده معه في التاريخ، وهذا ما ينطبق على جامع الفاتح الجميل.
