حكم ارتداء الملابس الشفافة للرجال والنساء

ارتداء اللباس الشفاف

ارتداء الملابس الشفافة ضربٌ من ضُروب الجمال الذي يتم اعتماده في هذا العصر، بحيث يقوم الرجل أو المرأة بارتداء ملابس خفيفة وشفافة يظهر من خلالها بعضاً مما يفترض ستره من سائر العورة. وهذا هو ما سيتم تفصيله في مقال هذا اليوم.

فما حكم ارتداء هذا النوع من اللباس للنساء؟ وهل يجوز للرجل ذلك؟

 

حكم ارتداء الملابس الشفافة 

ارتداء الملابس الشفافة حرام شرعاً سواءً للرجال أو النساء، وهو ما عليه إجماع أهل العلم.

تفصيل ارتداء اللباس الشفاف 

يحرم على الرجل والنساء ارتداء الملابس الشفافة التي تظهر ما يوجد تحتها، والتي لا تستر العورة، وهذا ما عليه إجماع المذاهب الفقهية الأربعة:

ولكن التحريم يستثنى منه الزوجة وزوجته، حيث يبيح لهما الشرع ارتداء ما طاب لهما من لباسٍ في غرفة الزوجية.

اقرأ أيضاً: حكم الملابس التي عليها صليب.  

قال الإمام ابن عُثيمين في حديثه عن الملابس الشفافة:

” بعضُ النِّساءِ يَلبَسْنَ ثيابًا خفيفةً يُرى مِن ورائِها الجِلدُ (…) وهذا حرامٌ على المرأة” [6]ابن عثيمين، فتاوى نور على الدرب، (11/85)، (بتصرف)

وجاء في فتاوى اللَّجنة الدّائِمة:

” يجبُ على المُسْلِمينَ والمُسْلِماتِ أن يَحرِصوا على الأخلاقِ الإسلاميَّة، وأن يسيروا على منهجِ الإسلامِ (…) ولا يجوزُ لهم أن يتشَبَّهوا بالكُفَّار في لباسِهم بأن يَلبَسوا الملابِسَ الشَّفافةَ الرقيقةَ التي تشِفُّ عن العورةِ ولا تستُرُها، أو الملابِسَ القصيرةَ التي لا تغطي الصَّدرَ أو الذراعينِ، أو الرَّقبةَ أو الرَّأسَ أو الوجه” [7]فتاوى اللَّجْنة الدَّائِمة-المجموعة الأولى، (3/427) (بتصرف)

الأدلة في حكم الملابس الشفافة 

وردت أدلة كثيرة في تحريم ارتداء الملابس الشفافة، ومن هذه الأدلة ما ورد عن بَهزِ بن حكيم عن أبيه عن جَدِّه رَضي اللهُ عنه أنه قال: قلتُ:

(يا رسولَ اللهِ، عَوْراتُنا ما نأتي منها وما نذَرُ؟ قال: احفَظْ عَورَتَك إلَّا مِن زَوجتِك أو ما ملَكَت يمينُك. قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، إذا كان القَومُ بعضُهم فى بعضٍ؟ قال: إنِ استطَعْتَ أنْ لا يريَنَّها أحدٌ فلا يريَنَّها. قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، إذا كان أحدُنا خاليًا؟ قال: اللهُ أحَقُّ أن يُستَحيا منه مِن النَّاسِ) [8]الراوي: معاوية بن حيدة القشيري، المحدث: الألباني  المصدر: صحيح ابن ماجه، الصفحة أو الرقم: 1572، خلاصة حكم … Continue reading

ووَجهُ الاستدلال والبرهنة في هذا الحديث أن فيه وجوب ستر المسلم لعورته عن أعين الناظرين بالشكل الذي لا يصف البشرة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية[9]ابن تيمية، شرح عمدة الفقه – كتاب الصلاة، الصفحة: 255، والثياب الشفافة لا شك أنه لا تؤدي الغرض، وبالتالي وجودها يظل كعدمها.

وفي حديث آخر، جاء عن أبي هُريرةَ رضي الله عنه، أنه قال: قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم:

(صِنفانِ مِن أهلِ النَّارِ لم أرَهما: قَومٌ معهم سِياطٌ كأذنابِ البَقَرِ يَضرِبونَ بها النَّاسَ، ونِساءٌ كاسِياتٌ عارياتٌ، مُميلاتٌ مائِلاتٌ، رُؤوسُهنَّ كأسنِمةِ البُختِ المائلةِ، لا يَدخُلْنَ الجنَّةَ، ولا يَجِدنَ ريحَها، وإنَّ ريحَها لَيُوجَدُ مِن مَسيرةِ كذا وكذا) [10]الراوي: أبو هريرة، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2128، خلاصة حكم المحدث: صحيح

وهذا الحديث يقصد به النبي صلى الله عليه وسلم النسوة اللواتي يرتدين ملابساً تبدي مفاتنهن، ولا شك أن من تلبس الشفاف تشبه تماماً العارية، حيث أن اللباس الشفاف يسمح برؤية الجسم وتفاصيله، وهو ما يحدث في العري أيضاً. [11]المنتقى شرح الموطأ، للباجيِّ (7/224)، المسالك في شرح موطأ مالك، لابن العَرَبيِّ (7/289)، شرح النووي على مُسْلِم، … Continue reading

إذن خلاصة المقال والموضوع، أن المسلم والمسلمة يجب عليهما الالتزام بضوابط الشرع في لباسهما وفي كافة تعاملاتهما في الحياة، ويجب عليهما أن يبتعدا عن ارتداء الملابس الضيقة التي من شأنها أن تظهر أو تبرز المفاتن التي أمرنا الله عز وجل بسترها، وأن لا يتساهلوا في هذا الموضوع أو يستهينوا به، فهو عند الله عظيم. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

شاهد أيضاً: حكم ارتداء الملابس التي عليها اسم الله.  

ـــ ولمتابعة صفحتنا الرسمية عبر فايسبوك: اضغط هنا ــــ

دين – مرجعي:

هام جداً: الأحكام الواردة في هذا القسم لا تخضع لأي ميولات أو اجتهادات شخصية، ولا يعكس المحتوى الوارد في هذا القسم أفكار ووجهات النظر الشخصية للكاتب ولا للموقع، بل فقط ما ورد على لسان فقهاء الإسلام، وذلك كما يتم تبيانه بالتفصيل في المراجع المشار إليها عند نهاية كل مقال. 

مرجعي: مرجعك الديني

المصادر

المصادر
1 حاشية ابن عابدين، الجزء 1، الصفحة 410
2 حاشية العدوي على كفاية الطالب الرباني، (2/452)
3 المجموع، للنَّوويِّ، الجزء 3، الصفحة 170
4 الإنصاف، للمَرْداوي، الجزء 1، الصفحة 315 – 316
5 البهوتي، كشَّاف القناع، الجزء 1، الصفحة 264
6 ابن عثيمين، فتاوى نور على الدرب، (11/85)، (بتصرف)
7 فتاوى اللَّجْنة الدَّائِمة-المجموعة الأولى، (3/427) (بتصرف)
8 الراوي: معاوية بن حيدة القشيري، المحدث: الألباني  المصدر: صحيح ابن ماجه، الصفحة أو الرقم: 1572، خلاصة حكم المحدث: حسن
9 ابن تيمية، شرح عمدة الفقه – كتاب الصلاة، الصفحة: 255
10 الراوي: أبو هريرة، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2128، خلاصة حكم المحدث: صحيح
11 المنتقى شرح الموطأ، للباجيِّ (7/224)، المسالك في شرح موطأ مالك، لابن العَرَبيِّ (7/289)، شرح النووي على مُسْلِم، (14/110)
Exit mobile version