حكم الحلف بالطلاق في الاسلام

هل يطبق الطلاق عند قول علي الطلاق؟

 

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على أشرف الخلق و سيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد. ..

فإنه كثيراً ما يسأل الناس عن حكم الحلف بالطلاق، أي في مسألة رمي الزوج للطلاق على زوجته، أي حلف الرجل على زوجته بالطلاق. كأن يقول مثلاً: أنت طالق إن ذهبت إلى المكان الفلاني، أو إن خرجت الى السوق ، أو إن لم تفعلي كذا و كذا، أو ايضا ان يقول: علي الطلاق لن تخرجي أو تذهبي لفلانة، و نحو ذلك. لذلك موضوع اليوم سيكون عن حكم الحلف بالطلاق.

 قد يهمك كذلك : حكم عدم قراءة الفاتحة في الصلاة

حكم الحلف بالطلاق في الاسلام

في العموم الحلف بالطلاق مكروه و مذموم، و قد انقسم جمهور العلماء إلى قسمين، بين من يقول في حكم الحلف بالطلاق بأنه يَقع الطلاق لأنه طَلاقٌ مُعلقٌ بشرط، فيقع بوقوع الشرط، و هو قول في المذاهب الأربعة. و القسم الثاني يقول أنه لا يقع الطَّلاق ، لأن الحالف يُريد الزَّجْرُ و المنع، و هو في نيته كَارِهٌ للطَّلاق، و بالتالي فهو يمين فيه كفّارة.

قد يهمك ايضا: حكم الحلف بغير الله

التفصيل في حكم الحلف بالطلاق في الاسلام

مبدئياً، لابد أن نعلم أن صيغة الطلاق المعروفة و المتفق عنها، هي قول الرجل لــزوجته: “أنت طالق”، أو ايضا “هي طالق”، أو “زوجتي طالق”، فهذا يكون طلاقا باتفاق أهل العلم، و لا يتم فيه الالتفات إلى نية المتكلم به (صاحب الطلاق).

و هناك ايضا حالة اخرى في حكم الحلف بالطلاق، و هي أن يحلف صراحة و بشكل صريح بالطلاق، و أن لا يعلقه، و ذلك كأن يقول : علي الطلاق لأذهبن إلى المكان الفلاني، فهذا يمين باتفاق الفقهاء و أهل العلم، كما أورد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ذلك.

و الحالة الاخرى هي أن يعلق الطلاق كما تقدم على شيء أو فعل أو تركه،و هو كأن يقول: إن فعلت هذا فأنت طالق، أو إن ذهبت الى المكان الفلاني فأنت طالق، فهذا يطلق عليه تعليق الطلاق، وهو أنواع و أقسام:

فهنا يتم النظر للنية (نية الشخص) حيث انه إذا أراد برمي الطلاق منعها أو حثَّها على فعل شئ معين مثلا، فإن الطلاق في هذه الحالة لا يقع، و يكون هذا التعليق بمثابة اليمين. أي كأنه يقول: و الله لن تذهبي الى المكان الفلاني، أو و الله لتخرجي من البيت، و نحو ذلك.

حكم الحلف بغير الله

لكن لما علم أن تعليق الأمر بالطلاق هو أعظم و أوقع في نفس المرأة من مجرد النطق باليمين، استعمل هذه الصيغة، فهذا يمين(قسَم)، و هو محكي عن جمع كبير من السلف و الصحابة، و هذا هو اختيار شيخ الإسلام و ابن القيم، و من المعاصرين امثال الشيخ ابن عثيمين رحمهم الله جميعا.

أما إذا قال أنه أراد بذلك حصول الطلاق عند الصفة المعلق عليها، فهو بالتالي طلاق واقع عند حصول تلك الصفة التي تم ذكرها، أي يتم الطلاق عند أكلها للخبز، أو خروجها من البيت، و نحوه مما سبق ذكره، و وقوع الطلاق في هذه الحال جاء مرويٌّا عن عدد من الصحابة ، فقد روي عن عَلِيٍّ، وَ أَبِي ذَرٍّ، وَ ابْنِ عُمَرَ، وَ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَ مُعَاوِيَةَ، وَ روي عن كَثِيرٍ مِنْ التَّابِعِينَ، وَ مَنْ بَعْدَهمْ.

فالصحيح في هذه حكم الحلف بالطلاق – كما تقدم ذكره – التفريق بين التعليق الذي يراد به حصول الطلاق، و بين التعليق الذي يراد به اليمين. هذا مع ضرورة تنبُّه الأزواج إلى خطر تعليق الطلاق بهذا الشكل. فإنّ عدداً كبيرا من العلماء يرون وقوع الطلاق بمجرد حصول الصفة بشكل مطلق.

ابن باز و حكم الحلف بالطلاق

في جواب ابن باز [1]من خلال الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ابن بازعلى حكم الحلف بالطلاق، أجاب أن هذا فيه تفصيل، حيث إنه مثلا لنفترض ان الشخص قال مثلا لو قمت بهذا الفعل فانت طالق، فإن كان أراد بالحلف المنع (منعها من القيام بالفعل) فحكمه يكون نفس حُكم اليمين (القسم)، و يعني الامتناع عن اتيان هذا الفعل، و ليس قصده و هدفه إيقاع الطلاق، إنما أراد و قصَد منعها عن القيام بذلك الفعل، فهذا حكمه يكون نفس حكم اليمين (القسَم)، و بالتالي عليه كفارة اليمين، أما إذا كان قصده إيقاع الطلاق فعلاً فإن قامت بذلك الفعل فإنه يتم و يحدث الطلاق. و هذا هو مختصر ما قاله ابن باز في هذا الباب.

ما حكم التمائم في الاسلام؟

ابن تيمية و حكم الحلف بالطلاق

يقول شيخ الاسلام العالم ابن تيمية [2]كناب مجموع فتاوى ابن تيميةفي حكم الحلف بالطلاق بأنه يقصد به فقط تأكيد الكلام، مثل قول الرجل: عليّ الطلاق إنني لم أكلم فلانًا، أو قوله كذلك: عليّ الطلاق لتدخلنّ منزلي. و هنا لا يقع الطلاق و إنّما فقط يعدّ يمينًا، و يكفَّر عنه كفارة يمين.

عن: دين – مرجعي:

في الحياة اليومية العامة، تعترض المسلم مجموعة من الاسئلة و التساؤلات حول بعض القضايا الشائكة التي ترتبط ارتباطا وثيقا مع دينه و معتقده و هو الاسلام. و لا ضير او حتى لا بد من استثمار التكنولوجيا و التقدم التقني و العلمي لنشر الدين و زيادة توعية الناس في امور و مسائل دينهم، خصوصا مع كثيرة الاقوال و الاستفسارات التي يطرحها الناس عادةً. و من هنا انبثقت فكرة هذا القسم (قسم دين-مرجعي) لِــ يَكون ان شاء لله تعالى المرجع الكامل و الشافي لكل مسلمة و مسلم في امور دينهم.

و بمنتهى الامانة و الاجتهاد يتم كتابة مواضيع هذا القسم. و ذلك بعد البحث و التأكد و مراجعة المصادر اولاً بأول. و ذلك لتفادي أي خطأ قد ينعكس سلباً على دين الشخص و طريقة عباداته.

في هذا القسم عزيزي المسلم عزيزتي المسلمة ستجد مختلف الاقوال التي ترد في القضايا الدينية، بحيث سنحاول قدر الامكان الاستماع لكل المذاهب افي أطروحاتهم و اجوبتهم و فتاواهم، دون أي تعليقات او تعقيبات او اجتهادات شخصية.

و أي توفيق اناله فهو من الله و أي تقصير فهو مني. و سبحان من لا يخطئ و لا يغفو.

و نسال الله ان يبارك هذا العمل و ينفع به الامة، و يصلح الجميع و ييسّر الامور و يرزقنا من فضله و ينعم علينا بالعلم و يديم علينا نعمة الاسلام و كفى بها نعمة.  و لا حول و لا قوة الا بالله، و الحمد لله رب العالمين. (موقع مرجعي)

مرجعي: مرجعك الديني

 

المصادر

المصادر
1 من خلال الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ابن باز
2 كناب مجموع فتاوى ابن تيمية
Exit mobile version