هل يصح التبرع بالحج لفائدة المسلم الميت؟

حكم التبرع بالحج

التبرع بالحج قد يراود فكر الإنسان المسلم، خصوصاً أنه شيء محمود وطيب، ولكن هل يجوز ذلك؟ أي هل يجوز للمسلم أن يحج بيت الله بنية التبرع لمسلم متوفٍ؟

ويمكنكم أيضاً معرفة: حكم قضاء الحج بالنيابة عن مسلم آخر حيّ.

 

حكم التبرع بالحج للميت

باتفاق علماء الأمة، يجوز للمسلم التبرع بالحج لمسلم آخر متوفٍ وفق بعض الشروط.

تفصيل حكم التبرع بالحج للميت

يجوز للمسلم التبرع بالحج للميت بعد قضاء حجه هو (أي بعد أن يؤدي المسلم فريضة الحج لنفسه، يمكنه بعدها أن يحج بنية التبرع لمسلم آخر ميت)، وهذا القول هو ما عليه فقهاء المذهب الشافعي[1]النووي، المجموع، (7/110) — الشربيني، مغني المحتاج،(1/469) وفقهاء الحنابلة[2]شرح منتهى الإرادات، الجزء 1، الصفحة 519[3]ابن قدامة، الشرح الكبير، الجزء 3، الصفحة 183.

ويمكن للمسلم التبرع بالحج للمسلم الميت سواءً من أهله أو عائلته أو أن يتبرع به لمسلم آخر لا تربطه معه رابطة الدم والقرابة، وقد سُئل الإمام ابن باز عن مسلم توفي ولم يوصي أحدا بالحج عنه، فهل يسقط عنه واجب الحج إذا حج عنه ابنه؟ فأجاب: [4]ابن باز، مجموع فتاوى ابن باز، (16/404)، الموقع الرسمي لفضيلة الإمام ابن باز

” إذا حجَّ عنه ابنُه المسلمُ الذي قد حجَّ عن نفسِه؛ سقَطَتْ عنه الفريضةُ بذلك، وهكذا لو حجَّ عنه غيرُ ابنِه من المسلمينَ الذين قد حجُّوا عن أنفسِهم”

ولكن وجب الإشارة إلى أنه لا يصح للمسلم قضاء الحج عن مسلم حيّ إلا لو كان عاجزاً هرما أو مريضا مرضا لا يرجى شفاؤه، وهو ما تم توضيحه في هذه المقالة: حكم النيابة في الحج

الأدلة في حكم التبرع بالحج

يستند العلماء المسلمون في قولهم بجواز التبرع بالحج للمسلم الميت إلى عدد من الأدلة ومنها الحديث النبوي الشريف الذي جاء فيه جواز التبرع بالحـج بقولٍ صريح.

فعن ابنِ عبَّاس رضِي الله عنهما:

“أتى رجلٌ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال له: إنَّ أختي نذَرَتْ أن تحُجَّ، وإنَّها ماتتْ؟ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لو كان عليها دينٌ أكُنتَ قاضِيَه؟ قال: نعم، قال: فاقْضِ اللهَ؛ فهو أحقُّ بالقَضاءِ”[5]الراوي: عبد الله بن عباس، المحدث: الألباني، في: التعليقات الرضية، الصفحة أو الرقم: 123/2، خلاصة حكم المحدث: رواه … Continue reading 

ووجه الدلالة في هذا الحديث هو تشبيهه عليه الصلاة والسلام الحج بالدين، وبالتالي فيجوز قضاءه كما يجوز قضاء الدين عنه.[6]الإمام الشنقيطي، أضواء البيان، الجزء 4، الصفحة 323

وبالتالي وبالقياس، يجوز للمسلم أن يتبرع بالحج كما يمكنه التبرع بقضاء الدين عن الميت، ولا يشترط أن يكون من أهله أو من الورثة، حيث أنه في الحديث لم يسألها صلى الله عليه وسلم عن هل هي من الورثة أو لا.[7]الإمام النووي، المجموع، الجزء 7، لصفحة 110

والدليل الآخر، هو القياس على صحة الصدقة عن الميت، فكما تصحُّ يصحُّ أيضاً التبرع له بالحج.[8]البهوتي، كشاف القناع، الجزء2، الصفحة 397

والله تعالى أعلى وأعلم.

اقرأ أيضاً: حكم التمائم في الاسلام 

حكم النيابة عن الميت في الحج

رأينا وتابعنا في الفقرة السابقة، جواز التبرع بالحج للمسلم الميت، سواءً أوصى بذلك أو لم يوصِ به، وسواء كان المتبرع من ورثة الميت أو لم يكن. ولكن هل يجوز النيابة في الحج عن المتوفى؟

يقول علماء الإسلام أن من مات وكان قادراً على الحج في فترة حياته، لا يسقط عنه الحج بعد وفاته، ويحاسب عليه، ويكون واجباً على ورثته قضاء الفريضة بالمال الذي تركه، سواء أوصى بذلك قيد حياته أو لم يفعل. 

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

اقرأ أيضاً: الإغماء في نهار رمضان  

ـــ ولمتابعة صفحتنا الرسمية عبر فايسبوك: اضغط هنا ــــ

دين – مرجعي:

مرجعي: مرجعك الديني

المصادر

المصادر
1 النووي، المجموع، (7/110) — الشربيني، مغني المحتاج،(1/469)
2 شرح منتهى الإرادات، الجزء 1، الصفحة 519
3 ابن قدامة، الشرح الكبير، الجزء 3، الصفحة 183
4 ابن باز، مجموع فتاوى ابن باز، (16/404)، الموقع الرسمي لفضيلة الإمام ابن باز
5 الراوي: عبد الله بن عباس، المحدث: الألباني، في: التعليقات الرضية، الصفحة أو الرقم: 123/2، خلاصة حكم المحدث: رواه البخاري
6 الإمام الشنقيطي، أضواء البيان، الجزء 4، الصفحة 323
7 الإمام النووي، المجموع، الجزء 7، لصفحة 110
8 البهوتي، كشاف القناع، الجزء2، الصفحة 397
Exit mobile version