الحمد لله و الصلاة و السلام على اشرف الخلق سيدنا محمد و على اله و صحبه أجمعين، متابعي موقع مرجعي مرحبا بكم و أهلا و سهلا بكم … ما حكم تقبيل المصحف؟ هذا هو سؤال هذا اليوم.
حيث اننا نرى ان اغلب المسلمين و المسلمات يقومون بتقبيل المصحف فور انتهائهم من قراءة ما تيسر لهم من كلام الله. فقد أصبحت عادة منتشرة في صفوف المسلمين. و هنا يأتي السؤال عن حكم تقبيل المصحف.
حكم الحلف بغير الله
جدول المحتويات
حكم تقبيل المصحف
تقبيل المصحف الكريم مختلف عليه (مكروه، بدعة، مباح )
تفاصيل حكم تقبيل المصحف
في حسم حكم تقبيل المصحف جاءت اقوال الفقهاء و المذاهب مختلفة، بين من يقول بكراهة تقبيل المصحف (مكروه)، و من يرى أن تقبيل المصحف بدعة، و بين من يذهب للقول بإباحة تقبيل المصحف (مباح).
قد يهمك ايضا: حكم الحلف بغير الله
قد يهمك كذلك : حكم عدم قراءة الفاتحة في الصلاة
كراهة تقبيل المصحف
يستند فقهاء الأمة في تكريه و كراهة تقبيل المصحف إلى عدد من الاحاديث النبوية التي جاءت الكراهة فيها بالاستنباط و القياس.
فقد كان ابن عباس و معاوية رضي الله عنهما و أرضاهما يطوفان حول الكعبة، و كان ابن عباس يستقبل الركن اليماني و الركن الأسود، بينما كان معاوية يستقبل الأركان الأربعة، فــ قال له ابن عباس: ( لم يكن الرسول صلّى الله عليه و سلّم يستقبل إلّا ركنين و هما :الأسود و اليماني)، فرد عليه معاوية: (ليس في البيت شيءٌ مهجورٌ)، ثم قال له ابن عباس رضي الله عنه: (لقد كان لكم في رسول الله إسوةٌ حسنةٌ)، فأجابه معاوية رضي الله عنه: (صدقت)
و قد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه و أرضاه يُقبّـل الحجر الأسود للكعبة، و يقول: (و اللهِ إنّي لأُقبِّلُك، و إنّي أعلمُ أنك حجرٌ، و أنّك لا تضرُّ و لا تنفعُ، و لولا أنّي رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّمَ قبَّلك ما قبَّلتُك) [1] الراوي: عمر بن الخطاب ، المحدث: مسلم، صحيح مسلم ، الصفحة أو الرقم 1270، خكم المحدث: صحيح
إذن ما يستفاد في هذين الحديثين هو ان لا يكون التقبيل بنية التعظيم، و أن يعلم الشخص الذي يقبل المصحف أن التقبيل لن ينفعه و لن يضره بشيء.
و لذلك و بغرض درء أي شبهة او فتنة يذهب هؤلاء الفقهاء الى الأخذ بكراهة تقبيل المصحف.
و جاءت الكراهة صراحةً في قول الخُرشي في شرحه لكتاب خليل (و هو مرجع من مراجع المذهب المالكي)، حيث قال: (يكره تقبيل المصحف و كذا الخبز). [2] كتاب: شرح مختصر خليل للخرشي، المؤلف: محمد بن عبد الله الخرشي المالكي، دار الفكر للطباعة، بيروت
و الله تعالى اعلى و اعلم.
تقبيل المصحف بدعة
يستند علماء الامة في تبيان ان تقبيل المصحف بدعة الى حديث نبوي يحذر من محدثات الامور. و اغلب الفقهاء الذين يتبنون هذا التوجه، هم العلماء المتأخرون كالألباني و غيره. و الحديث الذي يرتكزون عليه هو حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم (إياكم و محدثاتِ الأمورِ، فإنَّ كلّ مُحدثة بِدعةٌ، و كلَ بدعةٍ ضلالةٌ، و كلّ ضلالةٍ في النار). [3] الراوي: ـــ ، المحدث: ابن عثيمين، محموع فتاوى ابن عثيمين، الصفحة أو الرقم: 2/310، حكم المحدث: صحيح
و تقبيل المصحف حسب هؤلاء الفقهاء هو بدعة، حيث انه لم يقم به النبي و لم يأمر به. و الرسالة الاسلامية كاملةٌ و لا تحتاج خلق عبادات محدثة. و يرُدُّون على المخالفين بالقول ان تقبيل عمر بن الخطاب رضي الله عنه للحجر الاسود ليس اجتهادا منه، بل اتباعا و تقليدا لما قام به الرسول صلى الله عليه و سلم.
و بالتالي فالرسول صلى الله عليه و سلم لم يكن يقوم بهذا الفعل، و بالتالي فهو بدعة. و يجب على المسلم و المسلمة تجنبها.
إباحة تقبيل المصحف
يأخذ الفقهاء الذين يبيحون تقبيل المصحف حكمهم بالاستناد إلى المنطق السليم الذي لا يتنافى مع اسس الشريعة الاسلامية. و يردون على من يذهب الى كراهة او بدعية تقبيل المصحف، بالقول أنه مثله مثل تقبيل أي شيء يسر القلب و يعجب الانسان (تقبيل يد الام، تقبيل الاطفال الصغار، و نحو ذلك) ، حيث ان التقبيل هنا هو في مرتبة التقدير و الاحترام و المحبة و رقي مكانة المصحف في قلب المسلم الذي يقّبّله.
و القران لم يجمع الا بعد وفاة الرسول. فــ تقبيل المصحف لا يعدو ان يكون الا تبجيلا لكلام الله، و من اداب التعامل مع المصحف حيث لا يجب وضعه في أي موضع إهانة أو تحقير كأن يرمى أو يتوسده الشخص (جعله وسادة) أو تمزيقه أو رميه.
و بالتالي فهو بالمنطق امر يجوز بل و يستحب فعل ذلك (تقبيله)، و ذلك بالقياس مع تقبيل عمر بن الخطاب رضي الله عنه للحجر الاسود.
و قد روي عن عكرمة رضي الله عنه (عكرمة بن أبي جهل)، أنه كان يقوم بوضع المصحف على وجهه، و يقول: ( كتاب ربي، كتاب ربي ). تعظيما للقرآن الكريم.[4] الراوي: عكرمة بن ابي جهل، المحدث: ابن حجر العشقلاني ، المصدر: اتحاد المهرةـ الصفحة او الرقم: 11/283
حكم الحلف بغير الله
عن: دين – مرجعي:
في الحياة اليومية العامة، تعترض المسلم مجموعة من الاسئلة و التساؤلات حول بعض القضايا الشائكة التي ترتبط ارتباطا وثيقا مع دينه و معتقده و هو الاسلام. و لا ضير او حتى لا بد من استثمار التكنولوجيا و التقدم التقني و العلمي لنشر الدين و زيادة توعية الناس في امور و مسائل دينهم، خصوصا مع كثيرة الاقوال و الاستفسارات التي يطرحها الناس عادةً. و من هنا انبثقت فكرة هذا القسم (قسم دين-مرجعي) لِــ يَكون ان شاء لله تعالى المرجع الكامل و الشافي لكل مسلمة و مسلم في امور دينهم.
و بمنتهى الامانة و الاجتهاد يتم كتابة مواضيع هذا القسم. و ذلك بعد البحث و التأكد و مراجعة المصادر اولاً بأول. و ذلك لتفادي أي خطأ قد ينعكس سلباً على دين الشخص و طريقة عباداته.
في هذا القسم عزيزي المسلم عزيزتي المسلمة ستجد مختلف الاقوال التي ترد في القضايا الدينية، بحيث سنحاول قدر الامكان الاستماع لكل المذاهب افي أطروحاتهم و اجوبتهم و فتاواهم، دون أي تعليقات او تعقيبات او اجتهادات شخصية.
و أي توفيق اناله فهو من الله و أي تقصير فهو مني. و سبحان من لا يخطئ و لا يغفو.
و نسال الله ان يبارك هذا العمل و ينفع به الامة، و يصلح الجميع و ييسّر الامور و يرزقنا من فضله و ينعم علينا بالعلم و يديم علينا نعمة الاسلام و كفى بها نعمة. و لا حول و لا قوة الا بالله، و الحمد لله رب العالمين. (موقع مرجعي)
المصادر
↑1 | الراوي: عمر بن الخطاب ، المحدث: مسلم، صحيح مسلم ، الصفحة أو الرقم 1270، خكم المحدث: صحيح |
---|---|
↑2 | كتاب: شرح مختصر خليل للخرشي، المؤلف: محمد بن عبد الله الخرشي المالكي، دار الفكر للطباعة، بيروت |
↑3 | الراوي: ـــ ، المحدث: ابن عثيمين، محموع فتاوى ابن عثيمين، الصفحة أو الرقم: 2/310، حكم المحدث: صحيح |
↑4 | الراوي: عكرمة بن ابي جهل، المحدث: ابن حجر العشقلاني ، المصدر: اتحاد المهرةـ الصفحة او الرقم: 11/283 |