صيام رمضان أمرٌ تَوارَثَه المسلمون وحرصوا على أدائه لدرجة أنه قد أضحى مناسبة تقليدية ثقافية ترتبط في الوجدان بطقوسٍ مميزة، فما حكم صيام شهر رمضان؟ وما حكم تركه؟
فلنتابع أجوبة هذه الأسئلة.
جدول المحتويات
حكم صيام شهر رمضان
صيام رمضان فريضةٌ من الفرائض وركنٌ من أركان الإسلام، ومن ترك صيامه جحوداً فقد كفر ومن تركه كسلاً فقد ارتكبَ كبيرة من الكبائر.
تفصيل حكم صيام رمضان
صيام رمضان وبإجماع العلماء واجب وفرض على كل مسلم ومسلمة تحقق فيهما شرط البلوغ والعقل والقدرة[1]ابن تيمية، مجموع الفتاوى، (25/116) [2]ابن قدامة، المغني، (3/ 104) .
وذلك لقوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [3]سورة البقرة، الآية: 183
وأيضاً لقوله عز وجل:
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) [4]سورة البقرة، الآية: 185
ويتأكّد وجوبه كذلك بنص الحديث النبوي الشريف، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ: شهادةِ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وصَومِ رمضانَ، وحَجِّ البَيتِ” [5]الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 8، خلاصة حكم المحدث: صحيح
وبالتالي فإنّ صيام رمضان واجب وفرض على المسلم والمسلمة، ولكن ما حكم ترك صيام شهر رمضان دزن عذر شرعي؟
اقرأ أيضاً: حكم صيام يوم الشك
حكم ترك صيام رمضان
حكم ترك صيام رمضان لا يجوز إلا لمن رخّص لهم الله ومن لهم عذر شرعي، أمّا سواهم فلا يجوز لهم، وترك صيام رمضان فَصَّـلَ فيه العلماء عبر قولين، وهما:
- تَرك الصيام جحودا
- تَرك الصيام كسلاً
ترك صيام رمضان جحودا
بإجماع أهل العلم، من تَرك الصيام جحودا فقد كفر (إلا إذا كان حديث عهدٍ بالإسلام غير متمكِّن مِن فهم أحكامه).
يقول الإمام الكاسانيُّ:
“وأمَّا الإجماع، فإنَّ الأمَّةَ أجمعت على فرضِيَّةِ شَهرِ رَمَضان، لا يجحَدُها إلَّا كافِرٌ” [6]الإمام الكاساني، بدائع الصنائع، الجزء 2، الصفحة 75
طالع كذلك: هل السواك يفطر ؟
ترك صوم رمضان كسلا وعمدا
بإجماع العلماء وباتفاق المذاهب الأربعة (الشافعية، المالكية، الحنفية، الحنابلة)، من تَرك ولو صيام يوم واحدٍ من رمضان متعمِّدا وكسلا فقد اقترف كبيرةً من الكبائر، ووجب عليه القضاء.
يقول الإمام ابنُ عبد البر:
” وأجمعت الأمَّةُ ونقلت الكافَّةُ في من لم يَصُمْ رَمَضانَ عامدًا وهو مؤمِنٌ بفَرضِه، وإنَّما تركه أشَرًا وبطرًا، تعمَّدَ ذلك ثم تابَ عنه- أنَّ عليه قضاءَه” [7]ابن عبد البر، الاستذكار، الجزء 1، الصفحة 77
ويقول ابنُ قدامة:
فمتى أفطَرَ بشيءٍ مِن ذلك فعليه القَضاءُ، ولا نعلَمُ في ذلك خلافًا” [8]ابن قدامة، المغني، الجزء 3، الصفحة 130
ويقول القرطبي:
“… وأيضًا قد اتَّفقْنا أنَّه لو ترك يَومًا مِن رمضانَ متعمِّدًا بغيرِ عُذرٍ؛ لوجَبَ قضاؤُه فكذلك الصَّلاةُ”[9] الإمام القرطبي، تفسير القرطبي، الجزء 11، الصفحة 178
وبه فلا يجوز للمسلم ترك صيام رمضان ويجب عليه يلتزم أشد الالتزام بصيام شهر رمضان كاملاً والاجتهاد فيه لنيل فضله والأجر عليه.
اقرأ أيضاً: الإغماء في نهار رمضان
دين – مرجعي:
المصادر
↑1 | ابن تيمية، مجموع الفتاوى، (25/116) |
---|---|
↑2 | ابن قدامة، المغني، (3/ 104) |
↑3 | سورة البقرة، الآية: 183 |
↑4 | سورة البقرة، الآية: 185 |
↑5 | الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 8، خلاصة حكم المحدث: صحيح |
↑6 | الإمام الكاساني، بدائع الصنائع، الجزء 2، الصفحة 75 |
↑7 | ابن عبد البر، الاستذكار، الجزء 1، الصفحة 77 |
↑8 | ابن قدامة، المغني، الجزء 3، الصفحة 130 |
↑9 | الإمام القرطبي، تفسير القرطبي، الجزء 11، الصفحة 178 |