عامر الشعبي امامٌ طاف الارض بحثا عن العلم!
عامر الشعبي شخصيةٌ تُصادف المتصفحين لكتب الدين باعتباره فقيها من الفقهاء ولمكانته الحاضرة في لائحة كبار علماء الدين، فكيف كانت سيرة عامر الشعبي؟ وما هي أبرز أعماله و مؤلفاته؟
من هو عامر الشعبي
عامر الشعبي هو الامام الحافظ عامر بن شَراحيل الشَّعبي، ويكنى بأبو عمرو[1]البخاري، التاريخ الكبير، الجـزء 6، الصفحة 450، وقد وُلد في السنة الواحدة والعشرين للهجرة في حقبة خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه[2]ابن خلكان، وفيات الأعيان، الجزء 3، الصفحة 15، وقد كان نحيف الجسم ضئيل البنيان.[3]ابن سعد، الطبقات الكبرى، الجزء 6، الصفحة 347
عامر الشعبي وطلب العلم
وهب عامر الشعبي حياته أو جل حياته لطلب العلم واجتهد فيه أيّما اجتهاد، وقد سافر وجال البلدان لينال العلم وتحدى الصعوبات والمخاطر من أجل بلوغ غايته.
ولما سُئل عن سـرّ تفقُّهه وكثرة عِلمه أجاب:
“بنفي الاغتمام، والسير في البلاد، وصبرٍ كصبر الحمام، وبكورٍ كبكور الغراب”[4]شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجزء 4، الصفحة 300
طالع ايضا: من هو ابن عثيمين؟
قد يهمك: من هو الامام ابن باز
عقيدة الشعبي وأقواله
“حبُّ أبي بكرٍ وعمرَ ومعرفة فضلهما من السنة” [5]شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجزء 4، الصفحة 310
” أَحِبَّ أهل بيت نبيك ولا تكُنْ رافضيًّا، واعمَلْ بالقرآن ولا تكن حَرُوريًّا (بلدة بالعراق تجمع فيها الخوارج)، واعلم أن ما أصابك من حسنة فمن الله، وما أصابك من سيئة فمن نفسك ولا تكن قدَريًّا (أي: مِن الذين ينفُون القدَر)، وأطِعِ الإمام وإن كان عبدًا حبَشيًّا”[6]ابن عساكر، تاريخ دمشق، الجـزء 25، الصفحـة 371
” افترق الناس أربعَ فِرَق: محب لعليٍّ مُبغِض لعثمان، ومحب لعثمان مُبغِض لعليٍّ، ومحب لهما جميعًا، ومُبغِض لهما جميعًا، قال: قلت: يا أبا عمرو، مِن أيِّهم أنت؟ فضرب على فخِذِ المغيرة بن سعيد وقال: أما إني مخالف لهذا، قال: قد علمت، قال عامر الشَّعبي: أنا ممن يحبهما جميعًا، ويستغفر لهما جميعًا”[7]ابن عساكر تاريخ دمشق، الجـزء 25، الصفحة 371
ومن خلال هذه الأقوال، يتأكّد أن عامر الشعبي هو سُـنِّـي المذهب، يحترم الصحابة ويقدرهم ويرفض الشيعة الضالين.
شيوخ الشعبي وتلاميذه
سمع عامر الشعبي من عدد من كبار الصحابة، وحدَّث عن:[8]شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجزء 4، الصفحة 296
- سعد بن أبي وقاصٍ.
- سعيد بن زيدٍ.
- ابو موسى الأشعري.
- ابو هريرة.
- جرير بن عبدالله.
- النعمان بن بشيرٍ.
- بريدة بن الحصيب.
- عبد الرحمن بن أبزى.
- عبد الله بن الزبير.
- عوف بن مالكٍ الأشجعي.
- أنس بن مالكٍ.
هنا: سيرة ابن سيرين وسيرته
وبالنسبة لتلاميذه، فقد روى عنه كلٌّ من:[9]شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجزء 4، الصفحة 297
- أبو إسحاق السَّبيعي
- داود بن أبي هندٍ
- إسماعيل بن أبي خالد
- عاصمٌ الأحول
- مكحولٌ الشامي
- منصور بن عبد الرحمن الغداني
- عطاء بن السائب
- مغيرة بن مقسم
- أبو حنيفة النعمان
قد يعجبك: الشيخ ابن شاهين وحياته
اعرف من هو ابن تيمية
شهادات حول عامر الشعبي
قال عنه يحيى بن معين:
“الشَّعبي ثقة”[10]ابن عساكر تاريخ دمشق، الجـزء 25، الصفحة 354
ولما سئل محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن إبراهيم النخَعي و عن الشَّعبي قال:
“كان إبراهيم صاحب قياس، والشَّعبي صاحب آثار”[11]ابن عساكر تاريخ دمشق، الجـزء 25، الصفحة 356
وقد قال عنه سلمة بن كهيل:
” ما اجتمع الشَّعبي وإبراهيم النخَعي إلا سكَت إبراهيم” [12]ابن عساكر تاريخ دمشق، الجـزء 25، الصفحة 367
ويقول نافعٍ مولى ابن عمر:
“سمع ابن عمر الشَّعبي وهو يحدث بالمغازي، فقال: لكأن هذا الفتى شهِد معنا”[13]الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، الجـزء 14، الصفحة 143
وقال عنه محمد بن سيرين:
“قدمت الكوفة، وللشعبي حلقةٌ عظيمةٌ، والصحابة يومئذٍ كثيرٌ” [14]ابن عساكر، تاريخ دمشق، الجـزء 25، الصفحة 357
وتحدث مكحولٌ الشامي عن الشيخ عامر الشعبي قائلاً:
” ما رأيتُ أحدًا أعلم بسنةٍ ماضيةٍ من الشَّعبي”[15]ابن سعد، الطبقات الكبرى، الجزء 6، الصفحة 266
وقد قال أبو حصينٍ عثمان بن عاصم:
“ما رأيت أحدًا قط كان أفقَهَ مِن الشَّعبي”[16]ابو نعيم، حلية الأولياء، الجزء 4، الصفحة 310
وفاة عامر الشعبي
جاء في كتب التراجم أن الامام عامر الشعبي قد توفي سنة 104 للهجرة[17]البخاري، التاريخ الكبير، الجزء 6، الصفحة 450، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله رب العالمين.
مقال اخر: سيرة الليث بن سعد
طالع كذلك: من هو الراوي قنبل؟
مرجعي ــ شخصيات اسلامية
لا خير في أمة لا تكتب عن عظمائها، لا خير في أمة نست رجالاتها وكبارها.
المصادر
↑1 | البخاري، التاريخ الكبير، الجـزء 6، الصفحة 450 |
---|---|
↑2 | ابن خلكان، وفيات الأعيان، الجزء 3، الصفحة 15 |
↑3 | ابن سعد، الطبقات الكبرى، الجزء 6، الصفحة 347 |
↑4 | شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجزء 4، الصفحة 300 |
↑5 | شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجزء 4، الصفحة 310 |
↑6 | ابن عساكر، تاريخ دمشق، الجـزء 25، الصفحـة 371 |
↑7 | ابن عساكر تاريخ دمشق، الجـزء 25، الصفحة 371 |
↑8 | شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجزء 4، الصفحة 296 |
↑9 | شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجزء 4، الصفحة 297 |
↑10 | ابن عساكر تاريخ دمشق، الجـزء 25، الصفحة 354 |
↑11 | ابن عساكر تاريخ دمشق، الجـزء 25، الصفحة 356 |
↑12 | ابن عساكر تاريخ دمشق، الجـزء 25، الصفحة 367 |
↑13 | الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، الجـزء 14، الصفحة 143 |
↑14 | ابن عساكر، تاريخ دمشق، الجـزء 25، الصفحة 357 |
↑15 | ابن سعد، الطبقات الكبرى، الجزء 6، الصفحة 266 |
↑16 | ابو نعيم، حلية الأولياء، الجزء 4، الصفحة 310 |
↑17 | البخاري، التاريخ الكبير، الجزء 6، الصفحة 450 |
تعليق واحد