ما هي الأرتكاريا النفسية وأسبابها وطرق علاجها
ما هي الأرتكاريا النفسية؟ وما أسباب الإصابة بها؟ وكيف يمكن علاجها نهائيًا والوقاية منها؟ فقد أوضح الأطباء جليًا أن الأرتكاريا النفسية عبارة عن رد فعل عنيف يقوم الجسد بإصداره حينما يشعر بتوتر أو قلق، وتكون في أغلب الحالات بسيطة وتختفي بعد ساعات، ولكن إذا تفاقم الأمر فيمكن أن تتسبب الأرتكاريا النفسية في بعض المخاطر للحالات المصابة، لذا دعونا من خلال هذا الموضوع أن نوضح لكم ما هي الأرتكاريا النفسية وأهم التفاصيل عنها.
الأرتكاريا النفسية
تعتبر الأرتكاريا النفسية بمثابة طفح جلدي يحدث على الطبقة الخارجية من الجلد ويكون مثيرًا للحكة، ويكون شكله الظاهر كما لو كان خلية نحل، حيث إن الأعراض في البداية تظهر في منطقة معينة من الجلد، ومن بعدها تقوم بالتمدد فتصل إلى أماكن أخرى من جسم الشخص المصاب.
تؤثر الأرتكاريا بشكل كبير على النمط الطبيعي لحياة المصاب؛ حيث إن حالة تهيج الجلد التي يصاب بها تكون مؤلمة، كما تضعف القدرة البدنية لدى المصاب فتجعل أداء الممارسات الرياضية المختلفة والشاقة أمرًا صعبًا، غير أن الأرتكاريا ستفقده القدرة على النوم بشكل طبيعي وستصيبه بالأرق المزمن.
إن السبب الرئيسي في الإصابة بالأرتكاريا النفسية هو إصابة الشخص بالقلق الشديد أو الضغط النفسي أو حتى التوتر، ويقوم الطبيب المختص في أغلب الحالات بوصف مادات الهيستامين وكذلك بعض الأدوية الأخرى المضادة للحكة، وذلك بهدف تقليل التهاب الجلد ولإراحة المصاب.
اقرأ أيضًا: علاج تورم الأطراف في الشتاء
أسباب الأرتكاريا النفسية
إذا ما تعرض الشخص إلى توتر أو ضغط نفسي أو قلق شديد فسيعمل الجسم مباشرة على إطلاق مركب الهيستامين ومعه بعض الهرمونات الأخرى، وهذا ما يسبب في أغلب الأحيان حدوث الأرتكاريا النفسية، أما عن غير ذلك، فيمكن أن يحدث ذلك النوع من الأرتكاريا لأسباب أخرى -بالرغم من عدم انتشار تلك الأسباب- ليس لها علاقة بالحالة النفسية للمصاب، وأهم تلك الأسباب:
- إذا كان الشخص مصاب بالفعل بأحد الأمراض المزمنة مثل مرض السرطان أو باختلال مثل اختلال وظائف الغدة الدرقية.
- إذا أصيب الشخص بعدوى نتيجة أحد الفيروسات.
- إذا ما قام الشخص بتناول نوع من الطعام يمكنه أن يسبب الحكة.
- إذا قامت حشرة أو إحدى الطفيليات بلدغ الشخص.
- إذا ما تعرض الشخص لدرجات الحرارة العالية أو المنخفضة بشكل كبير.
- إذا قام الشخص بأخذ دواء مسكن الألم.
أعراض الأرتكاريا النفسية
جميع أعراض الأرتكاريا النفسية التي تظهر على المريض هي أعراض جسدية، وتتفاوت الحدة الخاصة بكل عرض من مريض لآخر، وتلك الأعراض هي:
- تورم الوجه: حيث إن مناطق معينة في الوجه مثل الشفاه وحول العين يحدث فيهم تورم، وكذلك مناطق أخرى كالحلق، ويرى الأطباء أنه لا يمكن السيطرة على ذلك التورم من غير تناول المصاب للأدوية المضادة للهيستامين.
- الشعور بحكة شديدة: حيث يشعر المصاب برغبة شديدة للغاية في حك الكدمات والبثور التي ظهرت على جسده، وكذلك حك مناطق أخرى في الجسم انتشر فيها الطفح الجلدي مما يؤدي إلى ظهور كدمات وبثور إضافية.
- كدمات وبقع على الجلد: حيث تظهر بقع باللون الأحمر أو بثور وكدمات على أي مكان في الجلد، ولكن في أغلب الأحيان تظهر بشدة في منطقة العنق والبطن والظهر.
- زيادة شدة الأعراض كلما زاد الضغط: فكلما كان الضغط النفسي أو التوتر أو القلق الذي يعاني منه الشخص أكثر حدة، كلما كانت الأعراض التي تظهر عليه أشد خطورة، لذا فإن هذا الأمر مقرون فقط بالأرتكاريا التي حدثت نتيجة مشكلة نفسية وليس أي سبب آخر.
عوامل الخطر من الإصابة بالأرتكاريا
أما عن عوامل الخطر فهي قريبة من الأسباب، حيث إنها بعض الأفعال التي تزيد من احتمالية الإصابة بالأرتكاريا النفسية، لا فيجب على الشخص أن يحاول قدر المستطاع تجنبها، وأهم عوامل الخطر هي:
- النوم لفترات قصيرة: فإذا لم يحصل الشخص على القدر الذي يستحقه من النوم فإنه في خطر للإصابة بالأرتكاريا؛ حيث إن تهيج الجلد الشديد وظهور الطفح الجلدي يمكن أن يحدث نتيجة عدم الراحة.
- الإجهاد: بالأخص إذا كان ذلك الإجهاد يسبب حكة الشخص لجلده؛ حيث إن ذلك الفعل يقوم بتحفيز إفراز مركب الهيستامين بشكل أكبر (بالأخص إذا خدش الشخص جلده وهو يقوم بحكه)، فيقوم الجسم بالتفاعل مع هذا المركب من خلال إنتاجه لطفح بشكل أقرب لخلية النحل.
- التوتر: فيصاب الشخص نتيجته بالطفح الجلدي، وذلك بسبب ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل كبير.
العلاج من الإصابة بالأرتكاريا
هنالك أكثر من طريقة يمكن اتباعها لعلاج الأرتكاريا النفسية كما يرى الأطباء، ولكنها جميعًا تعمل على التقليل من حدة الحكة والألم الناتجين عن الطفح الجلدي، وتلك الطرق هي:
مضادات الهيستامين
حيث تعمل مضادات الهيستامين على منع الجسم من إفراز مادة الهيستامين، والتي تعد المسبب الأساسي للأعراض السابق ذكرها، ويعد هذا العلاج فعالًا للغاية بالرغم من وجود بع الآثار الجانبية له، أما عن الأدوية المضادة للهيستامين فمنها:
- أليجرا.
- كلارينكس.
- كلاريتين.
- زيرتك.
قد يقوم الطبيب الخاص بك باللجوء إلى أدوية أخرى إذا لم تنجح مضادات الهيستامين السابق ذكرها في حل المشكلة، فيمكن أن يصف لك أدوية مثل زونالون وفيستاريل على أن يتم تناولهم قبل التوجه إلى النوم، كما يجب العلم أنه لا ينصح بتناول كافة مادات الهيستامين إذا كنت في فترة الحمل أو الرضاعة.
مضادات الالتهابات
حيث إن مضادات الالتهابات إذا تم تناولها كأدوية عبر الفم لديها القدرة على علاج الحكة والتورم، ولكن ينصح بتناول تلك المضادات على مدى قصير لأنه إذا استخدمت على المدى الطويل يمكن أن تسبب آثارًا جانبية خطيرة على المريض، ويعد النوع الأشهر من الأدوية المضادة للالتهابات هو بريدنيزون.
أدوية الربو
يتم وصف أدوية الربو لعلاج هذا المرض فقط إذا سيتم تناولها مع مضادات الهيستامين، فتعمل أدوية الربو على تهدئة الأعراض ومساعدة مضادات الهيستامين في التخلص منها، وأشهر أدوية الربو التي تستخدم في تلك الحالة هي أكوليت وسينجولير.
اقرأ أيضًا: الحمى القرمزية
خطوات التشخيص بمرض الأرتكاريا
كما أوضحنا من قبل، فهنالك أكثر من سبب للإصابة بالأرتكاريا النفسية، مما يجعل أهمية كبيرة لتشخيص الطبيب للحالة لمعرفة العلاج المناسب، فيطلب الطبيب في أغلب الحالات معرفة إذا كان المريض يعاني من أمراض مزمنة أو إن كان في فترة حمل أو رضاعة أو إن كانت لديه حساسية من مواد معينة في الأدوية.
كما يرغب في الطبيب في معرفة ما إذا كان لدى المريض حساسية من درجات الحرارة العالية أو المنخفضة أو إذا كان قد أصيب بعدوى ما، ومن ثم يقوم بإجراء الفحوصات التي تتبع ذلك للوصول إلى العلاج المناسب، وأشهر الأسئلة التي يسألها الأطباء مع مرضى الأرتكاريا النفسية:
- متى ظهرت الأعراض عليك لأول مرة؟
- هل كنت تستخدم منظف ملابس معين أو مستحضرات العناية بالبشرة وقمت بتغييرها مؤخرًا؟
- هل قمت بتناول طعام أو شراب معين لأول مرة؟
اقرأ أيضًا: دواء بيتاميثازون Betamethasone لعلاج الإلتهابات
طرق الوقاية من الإصابة بالأرتكاريا
بالطبع أهم ما يمكنه أن يجنب الإصابة بمرض الأرتكاريا النفسية هو أن تكون في حالة نفسية مستقرة وتجنب الشعور بالقلق أو التوتر، ولكن بالإضافة إلى ذلك، فهنالك بعض الوسائل التي يمكنك اتباعها للمساعدة في الوقاية من الأرتكارية النفسية قبل الإصابة بها، وتلك الوسائل هي:
- اعمل على أن ترتدي دائمًا ملابس واسعة بالقدر الكافي.
- حاول أن تستخدم الصابون استخدامًا منتظمًا.
- حاول ألا تعرض نفسك لدرجات الحرارة العالية أو المنخفضة.
- حاول ألا تستخدم منتجات البشرة ذات المواد الكيميائية في مكوناتها.
- ابتعد عن ملامسة الجلد للماء الساخن.
المراجع
- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5830411/
- https://www.nycallergydoctor.com/blog/hives-and-itching-the-psychogenic-factor
- https://www.medicalnewstoday.com/articles/157260
تعليق واحد