السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، و الصلاة و السلام على أشرف الخلق سيدنا و نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين. يحدث ان يصوم المسلم ثم تتقيأ او يستفرغ. و يسأل عن هل القيء يفسد الصيام ام لا؟ لذلك جئنا اليوم بما قاله علماء الامة في جوابهم على سؤال هل القيء يفسد الصيام.

ما حكم التمائم في الاسلام؟

الوشم في الاسلام هل حرام؟؟

هل القيء يفسد الصيام ؟

يرى علماء الأمة في هذه المسألة قولين: اذا تقيأ المسلم عمدا فسد صيامه و وجب عليه القضاء، و اذا تقيأ دون عمد فصيامه جائز.

التفصيل في حكم القيء أثناء الصيام

في مسألة القيء أثناء الصيام، و في جواب هل القيء يفسد الصيام، يتفق علماء الاسلام على ان المسلم اذا صام و تقيأ فلينظر الى فعله و نيته.

فإذا غلبه القيء فلا جناح عليه، و صيامه مقبول، و وجب عليه فقط المضمضة لازالة بواقي القيء من فمه ثم يكمل صيامه بشكل عادي.

اما اذا استقيأ، اي تقيأ عمدا عن طريق ادخال اصابعه إلى فمه او غير ذلك، فتقيأ فصيامه باطل و يجب عليه قضاء ذلك اليوم الذي “افطره”.

و يستندون إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، و الذي يقول: ” مَن ذَرَعَهُ القَيْءُ و هو صائِمٌ فلَيسَ عليه قَضاءٌ، ومَنِ اسْتَقَاءَ فلْيَقْضِ” ^[1] الراوي: السيوطي، في الجامع الصغير، المحدث: أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:8654، حكم المحدث: صحيح. .

(ذرعه: بمعنى غلبه / استقاء: بمعنى تقيأ عمداً)

اذن فلا خلاف بين العلماء في أن التقيوء عمداً يعد من المفطرات ، و أنه إذا غلبه القيء فلا يفسد صومه بذلك .

و سنعرض الان تفصيل ما قاله العلماء في جوابهم على سؤال هل القيء يفسد الصيام او لا.

جواب ابن عثيمين عن: هل القيء يفسد الصيام ؟

في جوابه عن سؤال هل القيء يفسد الصيام ، يقول الشيخ الإمام ابن عثيمين أنه ^[2] ابن عثيمين، فتوى الاستفراغ و الصيام، الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ابن عثيمين ” إذا خرج من قم الصائم قيء بغير قصدٍ منه (دون عمد) فإنه لا يضره في صيامه، و لا ينقص به الصوم شيئا ، ولا يفسد به ايضا؛ و ذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه في السنن: من ذرعه القيء فلا قضاء عليه. اي بمعنى من غلبه القيء فلا قضاء عليه. و أما من طلبه أي من طلب القيء، فإنه يفطر بذلك. اي يكون صيامه باطلا.

ما قول الشرع في تقبيل المصحف ؟

هل يفطر السواك ؟

ابن باز و حكم التقيؤ في رمضان أثناء الصوم

طرح سؤال هل القيء يفسد الصيام على الإمام ابن باز فكان رده ^[3] ابن باز، مجموع فتاوى ابن باز، الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ابن باز :

” كثيرًا ما يحدث للصائم أمور لم يتعمد حدوثها؛ من جروح أو رعاف، أو تقيؤ، أو ابتلاع شيء او ذهاب الماء أو غيره من السوائل إلى حلقه بغير اختياره و دون قصد منه… فكل هذه الأمور لا تفسد صيام الصائم؛ و ذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : من ذرعه القيء فلا قضاء عليه، ومن استقاء فعليه القضاء “. ـــ انتهى كلام ابن باز ـــ

فالقيء غير المتعمد اذن لا يفسد صيام المسلم، و لا يستوجب القضاء او غير ذلك.

حكم الحلف بغير الله

هل القيء يفسد الصيام دار الإفتاء تجيب!

تقول دار الإفتاء المصرية ^[4] دار الإفتاء المصرية ، الاستفراغ و الصيام، الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية ، في ردها على سؤال هل القيء يفسد الصيام ، ان المسلم الصائم إذا غلبه القيء و تقيأَ من غير قصد أو تسبُّبٍ منه فصيامه صحيح و لا قضاء عليه.

و نبهت ان المسلم يجب عليه ان يبتعد عن اي شيء من شأنه ان يتسبب بحدوث القيء.

كما اشارت ان المسلم اذا غلبه القيء و تقيأ، يجب عليه قدر الإمكان أن لا يبتلع اي شيءٍ مما خرج من جوفه و أن لا يُقصِّر في ذلك، و إذا لم ينجح و حدث ان ابتلع ما خرج من جوفه فإن ذلك لا يضره في صومه.

و تابعت دار الإفتاء المصرية فتواها قائلة: “… مَنْ تَعَمَّدَ القيء و هو مُخْتارٌ واعٍ و ذاكِرٌ لصومه، فإن صومَه بذلك يفسد، حتى لو لم يرجع شيءٌ منه إلى جوفه، و من استفرغ عمدا فيجب عليه قضاء ذلك اليوم، لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ، وَ مَنِ اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ».

قد يهمك ايضا: حكم الحلف بغير الله

 قد يهمك كذلك : حكم عدم قراءة الفاتحة في الصلاة

ابن تيمية و حكم الاستفراغ في رمضان

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في جوابه ^[5] ابن تيمية ، فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، (25/266)  عن سؤال هل القيء يفسد الصيام ان الشخص اذا استقاء (تقيأ عمدا) أفطر، و ان غلبه القيء فلا ضير في ذلك و صومه سليم.

و هو على نفس كل علماء الاسلام كما تابعنا في اجوبتهم عن سؤال هل القيء يفسد الصيام ام لا.

عن: دين – مرجعي:

في الحياة اليومية العامة، تعترض المسلم مجموعة من الاسئلة و التساؤلات حول بعض القضايا الشائكة التي ترتبط ارتباطا وثيقا مع دينه و معتقده و هو الاسلام. و لا ضير او حتى لا بد من استثمار التكنولوجيا و التقدم التقني و العلمي لنشر الدين و زيادة توعية الناس في امور و مسائل دينهم، خصوصا مع كثيرة الاقوال و الاستفسارات التي يطرحها الناس عادةً. و من هنا انبثقت فكرة هذا القسم (قسم دين-مرجعي) لِــ يَكون ان شاء لله تعالى المرجع الكامل و الشافي لكل مسلمة و مسلم في امور دينهم.

و بمنتهى الامانة و الاجتهاد يتم كتابة مواضيع هذا القسم. و ذلك بعد البحث و التأكد و مراجعة المصادر اولاً بأول. و ذلك لتفادي أي خطأ قد ينعكس سلباً على دين الشخص و طريقة عباداته.  

في هذا القسم عزيزي المسلم عزيزتي المسلمة ستجد مختلف الاقوال التي ترد في القضايا الدينية، بحيث سنحاول قدر الامكان الاستماع لكل المذاهب افي أطروحاتهم و اجوبتهم و فتاواهم، دون أي تعليقات او تعقيبات او اجتهادات شخصية.

و أي توفيق اناله فهو من الله و أي تقصير فهو مني. و سبحان من لا يخطئ و لا يغفو.

و نسال الله ان يبارك هذا العمل و ينفع به الامة، و يصلح الجميع و ييسّر الامور و يرزقنا من فضله و ينعم علينا بالعلم و يديم علينا نعمة الاسلام و كفى بها نعمة.  و لا حول و لا قوة الا بالله، و الحمد لله رب العالمين. (موقع مرجعي)