الراوي ورش اسم يتبادر إلى مسامعنا عادة بالموازاة مع ذِكر القرآن، برواية ورش، برواية حفص ونحو ذلك، فمن هو الراوي ورش؟
من هو الراوي ورش
الراوي ورش اسمه عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو، ولد في مصر عام 110 للهجرة، وقد لقي بـ “ورش” من طرف شيخه نافع، وذلك لشدة بياضه. فقد قيل أن الراوي نافع لقبه بالورشان؛ اذ أنه كان قصيرا ويلبس ثيابا قصيرا، وكان إذا مشى ظهرت رجلاه على اختلاف تناسق ألوانه، فكان الراوي نافع يقول: تفضل يا ورشان، أو تكلم يا ورشان، او أين الورشان؟ ثم تم تخفيفه بعد ذلك ليصير ورش بدل ورشان. والورشان هو طائر معروف، وقيل أن الورش هو شيء يصنع من اللبن، ولُقِب به لشدة بياضه كما اسلفنا القول، ولزمه هذا اللقب حتى صار لا يعرف إلا بهذا اللقب[1]الذهبي، سير أعلام النبلاء (9/295) [2]محمد علي بن الجزري، غاية النهاية في طبقات القراء، (1/502) .
وقد كان شخصا أبيضَ اللون أشقراً وأزرق العينين، ممتلئ الجسم وعذب الصوت أثناء قراءة القرآن، وكان أول ما اشتغله روّاسا، لذلك فهو يسمى الرواس.
مكانة الراوي ورش
الراوي ورش هو أحد رواة القُرَّاء السبعة، بل هو شيخ القُرَّاء المُحَقِّقِين، وكان إمام أهل الأداء المرتِّلِين.
تم تكليفه برئاسة الإقراء بالدِّيار المصرية وإدارتها في زمانه، وقد كان فقيها في القرآن وثقة مدركاً لمسائل القرآن[3]محمد الدمشقي ابن الجزري، النشر في القراءات العشر، (1/113) .
عرف على الراوي ورش أنه ماهرٌ بعلوم اللغة العربية متقنا لها، وقد عرف بأنه جوَّد ختمات على نافع، وقيل أنه قد تلا على الراوي نافع أربع ختمات في شهر واحد[4]الذهبي، سير أعلام النـبلاء (9/296) .
وقد كان قلب الراوي ورش معلقاً بالقرآن أشد التعلق كما يشهد له أهل زمانه بذلك.
فقد قال عنه يونس بن عبد الأعلى:
“كان جيد القراءة، حسن الصوت، إذا قرأ يهمز، ويمدُّ، ويشدِّدُ، ويبيِّن الإعراب، لا يملُّه سامعُهُ”[5]الزركلي، الأعلام، (8/261)
قد يعجبك: الشيخ ابن شاهين وحياته
اعرف من هو ابن تيمية
شيوخ ورش وتلاميذه
للراوي ورش شيوخٌ أخد منهم العلم، كما له رواد وتلاميذ سلَّم لهم جزءا من علمه.
شيوخ الراوي ورش
انتقل الراوي ورش من مصر إلى المدينة المنورة ليأخذ القراءة عن شيخه القارئ نافع بن ابي نعيم ، فعرض عليه القرآن هناك، وقرأ عليه عدة ختمات في حدود عام 155 للهجرة، وقد كان له اختيار خالف فيه شيخه الراوي نافع.
فقد حكى محمد بن سلمة العثماني أن ورش سافر إلى المدينة ليقرأ على نافع، لكن قُرّاء نافع كانوا كُثر فتعذر عليه لقاءه، وذهب الراوي ورش إلى أقرب المقربين من نافع ليرتب له معه لقاءً، وقد كان… فلما جاء اليوم الموعود، بدأ ورش بالقراءة على نافع، وقال له أن يقرأ ثلاثين آية، فلما أكملها تنازل له كل قارئ من باقي القراء عن عشر آيات من حصتهم تقديرا لظروفه الخاصة، فظل كذلك ولم يغادر المدينة إلا وقد قرأ عليه عدة ختمات.[6]أحمد بن عبد الحليم بن تيمية، معرفة القراء الكبار 1/ 154 – 155
وقد روى يونسُ بن عبد الأعلى عن شيخه الراوي ورش أنه قال:
“كانوا يهبون لي أسباقهم، حتى كنتُ أقرأ عليه كلَّ يوم سبعاً، وختمت في سبعة أيام، فلم أزل كذلك حتى ختمت عليه أربع ختمات في شهر وخرجت”[7]محمد علي بن الجزري، غاية النهاية في طبقات القـراء، (1/ 503)
هنا: سيرة ابن سيرين وسيرته
طالع ايضا: من هو ابن عثيمين؟
رواة القراءة عن ورش
لقد قرأ الراوي ورش القرآن الكريم على عدد كبير من الأشخاص، ومنهم على سبيل الذكر لا الحصر:
- أحمد بن صالح الحافظ.
- داود بن أبي طيبة.
- يوسف الأزرق أبو يعقوب.
- عبد الصمد بن عبد الرحمن بن القاسم.
- يونس بن عبد الأعلى.
- عامر بن سعيد أبو الأشعث الجرشي.
وفاة الراوي ورش
توفي الراوي ورش بمصر سنة 197 للهجرة، عن عمر يناهز 87 سنة، وقد كانت سنوات مليئة بالعلم والاجتهاد وقراءة القرآن وتعليمه. كما قد تم دفنه رحمة الله عليه في مقبرة القرافة الصغرى.
قد يهمك: من هو الامام ابن باز
اقرأ ايضا: ترجمة الامام مالك
مرجعي ــ شخصيات اسلامية
لا خير في أمة لا تكتب عن عظمائها، لا خير في امة نست رجالاتها و كبارها.
المصادر
| ↑1 | الذهبي، سير أعلام النبلاء (9/295) |
|---|---|
| ↑2 | محمد علي بن الجزري، غاية النهاية في طبقات القراء، (1/502) |
| ↑3 | محمد الدمشقي ابن الجزري، النشر في القراءات العشر، (1/113) |
| ↑4 | الذهبي، سير أعلام النـبلاء (9/296) |
| ↑5 | الزركلي، الأعلام، (8/261) |
| ↑6 | أحمد بن عبد الحليم بن تيمية، معرفة القراء الكبار 1/ 154 – 155 |
| ↑7 | محمد علي بن الجزري، غاية النهاية في طبقات القـراء، (1/ 503) |
