عند التعمق في قائمة أهم المعالم التاريخية في مدينة إسطنبول التركية، نرى أن برج الفتاة يتربع على رأس هذه القائمة، وذلك لغرابة اسمه والقصص التي تدور حول هذا البرج، فقد أوضح لنا التاريخ حقيقة هذا البرج، ولكن توجد بعض الأقاويل التي انتقلت على الألسن منذ قديم الزمان وحتى الآن، فهل لهذا البرج أكثر من قصة، أم حقيقته تم إثباتها بالفعل، هذا ما سنتعرف عليه معًا في السطور التالية.
جدول المحتويات
برج الفتاة
هو من أهم المعالم السياحية التاريخية في تركيا، وذلك لأنه يحمل قصة إنسانية جميلة للغاية تجذب انتباه السُياح من جميع أنحاء العالم لزيارة هذا المكان الفريد من نوعه. كما يتميز بارتفاعه الشاهق الذي يجعلك ترى مضيق البسفور الفسيح من خلاله.
إلى جانب أنه منذ عام 2000م تم افتتاح البرج كمطعمٍ للسيُاح، أي يُمكنك من تناول الطعام على منظر ورائحة البحر الخلابة، ومن الجميل في هذا المطعم ان قائمته تتكون من الأطعمة العثمانية القديمة.
يُرشح مرجعي لكم القراءة حول: أهم المعالم السياحية في حي أورتاكوي التركي
حقيقة قصة برج إسطنبول المُسمى بالفتاة
على الرغم من وجود الكثير من القصص التي تمتزج بين الأساطير الشعبية القديمة والحقائق الفعلية للتاريخ التركي التي اجتمعت جميعها حول برج الفتاة المغروز في البحر، تحديدًا على ساحل الجزء الآسيوي من مدينة تركيا.
إلا أن هناك قصة من هذه القصص هي الأقرب إلى الواقع وتم تصديقها من قِبل المصادر الرسمية التركية، وتحكي لنا أن هناك سلطان من السلاطين العثمانيين كان يحب ابنته كثيرًا، وفي يوم من الأيام راوده حلمًا كان غريبًا بعض الشيء.
كان هذا الحلم عبارة عن أن السلطان كان موجود مع ابنته في مكانٍ ما وهي تحتفل بعيد مولدها الثامن عشر، وفي أثناء هذا الاحتفال لدغت أفعى أبنته، وأدت هذه اللدغة إلى وفاتها، فاستيقظ السلطان والخوف يتملكه.
فأمر السلطان أن يتم إبعاد ابنته عن اليابسة بشكل كلي، حتى لا تتمكن الأفاعي من الوصول لها بأي شكل من الأشكال، تعجبت حاشيته من هذا الطلب الغريب ولم يأتي في ذهن أيٍ منهم أنه يرغب في إخفائها بالبحر.
حتى جاءت له فكرة ردم جزء من مضيق البسفور، حتى يتمكن من تشييد برجًا وسط المضيق، وبعد الانتهاء من تشييده وانتقال ابنة السلطان إليه، تلقت سلة بها بعض الفواكه اللذيذة وقبلتها، ويشاء القدر أن يكون هناك ثعبانًا سامًا في هذه السلة تسبب في تحقيق رؤية والدها السلطان.
فتم تسمية برج الفتاة بهذا الاسم تخليدًا لهذه القصة الحزينة التي توضح مدى حب هذا السلطان لابنته وخوفه عليها من إصابتها بأي مكروه، ولكن لم يتمكن البرج البعيد عن اليابسة من حمايتها من القدر.
الأساطير المُنتشرة حول برج مضيق البسفور
كما سبق القول إن هناك الكثير من القصص والأساطير التي تدور حول برج الفتاة، ولكن تم تأكيد قصة الفتاة والسلطان التي تم سردها في الفقرة السابقة، ولكن سنعرض لكم أبرز هذه الأساطير كذلك من باب التثقيف.
فتدور هذه الأسطورة حول الأميرة والثعبان الذي تسبب في مقتلها، فيُقال أن الجزيرة الصغيرة التي تم بناء البرج عليها كانت مُستخدمه في وقت من الأوقات في قديم الزمان كمعبدٍ للرهبان المُنقطعين عن عبادة الرب، حيث كانوا يعيشون في بناء متواضع للغاية.
من ضمن البشر الذين كانوا يقطنون في هذه الجزيرة فتاة تُسمى هيرو في مقتبل العمر، وكانت هذه الفتاة تحب التجول كثيرًا، وفي إحدى جولاتها خارج الجزيرة، التقت بشاب يُدعى لياندرو ووقعت في حبه، ومن المُتعارف عليه أن الحب والزواج مُحرمين على الرهبان.
فكان هذا الشاب يقطع مسافة كبيرة في البحر عومًا حتى يلتقي بمحبوبته هيرو بالجزيرة، وفي يوم من الأيام المطيرة، أصر هذا الشاب على السباحة فمات غارقًا فلم تتمكن هيرو من تحمل هذه الفاجعة فانتحرت من أعلى مكان في الجزيرة وهو المكان الذي تم بناء البرج عليه فيما بعد.
اقرأ أيضًا حول: كيفية تقضية يوم كامل في مجمع جواهر إسطنبول
موقع برج مضيق البسفور الشهير
يقع برج الفتاة في الشق الآسيوي من مضيق البسفور، بين منطقة أسكودار وهارم، حيث يقع في منتصف الشاطئ المُمتد من إسطنبول القديمة، تحديدًا في هذا العنوان Salacak, 34668 Üsküdar/İstanbul, Türkiye.
يُمكنك الذهاب إلى هذا البرج مباشرةً من خلال اتباع موقع خرائط جوجل من هنا، حتى تتمكن من الاستمتاع بالمنظر الخلاب من أعلى البرج.
من منا لا يحب التعرف على القصص والروايات التي تكون مخفية خلف أسماء أغلب المعالم الأثرية السياحية والتاريخية كذلك، وعلى الرغم من أنه يُمكنك التعرف عليها من بُعد، إلا أن التعرف على قصة المكان وأنت بداخله يكون لها أهمية مختلفة.
