وقت الحجامة في الاسلام وحكمها

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، تعد الحجامة في الاسلام من الأساليب العلاجية المفضلة عند الكثيرين في التداوي، وترتبط عادةً في الأذهان مع الاسلام، فماذا حكم الحجامة في الاسلام؟ وهل هي سُنّة أم عادة؟

حكم الحجامة في الاسلام 

الحجامة في الاسلام مباحة، بل أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم،  وتداوى  بها.

تفصيل حكم الحجامة في الاسلام 

الحجامة في الاسلام فعل مشروع يجوز القيام به، وحكمها مباح. وفي جوازها جاءت مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة التي يوصي من خلالها النبي ويحثّ على الحجامة، أو التي تثبت أنه قد احتجم صلى الله عليه وسلم[1]شهيد الأمين، الحجامة سنة ودواء، الطب الكامل، الصفحة 38-39، (بتصرّف) [2]ابن باز، فتاوى على نور الدرب، الحجامة، الموقع الرسمي لفضيلة الإمام ابن باز.

فعن أنس بن مالك رضوان الله عليه:

“احْتَجَمَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، حَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ، فأمَرَ له بصَاعَيْنِ مِن طَعَامٍ، و كَلَّمَ أَهْلَهُ، فَوَضَعُوا عنْه مِن خَرَاجِهِ، وَ قالَ: إنَّ أَفْضَلَ ما تَدَاوَيْتُمْ به الحِجَامَةُ، أَوْ هو مِن أَمْثَلِ دَوَائِكُمْ”[3]الراوي: مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1577، حكم الحديث: صحيح.

وهو حديث يثبت فضل الحجامة واحتجام النبي أيضاً.

وفي حديث آخر، عن جابر بن عبد الله رضوان الله عليه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:

“إنْ كانَ في شيءٍ مِن أدْوِيَتِكُمْ ـــ أوْ: يَكونُ في شيءٍ مِن أدْوِيَتِكُمْ ـــ خَيْرٌ، فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أوْ لَذْعَةٍ بنارٍ تُوافِقُ الدَّاءَ، وما أُحِبُّ أنْ أكْتَوِيَ”[4]الراوي: البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 5683، حكم الحديث: صحيح

وهذا الحديث أيضا فيه فضل الحجامة في الاسلام وحث النبي على التداوي بها.

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سئل عن أجرة الحجام فأجاب:

” احْتَجَمَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حَجَمَهُ أبو طَيْبَةَ، وأَعْطَاهُ صَاعَيْنِ مِن طَعَامٍ، و كَلَّمَ مَوَالِيَهُ فَخَفَّفُوا عنْه، و قَالَ: إنَّ أمْثَلَ ما تَدَاوَيْتُمْ به الحِجَامَةُ، و القُسْطُ البَحْرِيُّ و قَالَ: لا تُعَذِّبُوا صِبْيَانَكُمْ بالغَمْزِ مِنَ العُذْرَةِ، و علَيْكُم بالقُسْطِ”[5]الراوي: البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 5696، حكم الحديث: صحيح.

قد يعجبك: هل السواك يفطر ؟

طالع كذلك: الحلف بغير الله

هل الحجامة في الاسلام سُنة؟

اتفق علماء الاسلام في مشروعية الحجامة في الاسلام، وكونها فعلا مباحاً، ولكنهم اختلفوا في تصنيفها، بين من ذهب للقول بأن الحجامة سُنة عن النبي صلى الله عليه وسلم بحكم أنه احتَجَم وأوصى بالحجامة، وبين من قال أنها ليست إلا عادة من العادات.

ويقول أصحاب هذا القول أن الحجامة هي من عموم العلاجات والممارسات الطبيعية التي يقوم بها الإنسان، كالأكل والشرب والنوم، فكما لا يصح القول أن الاكل أو الجلوس سُنّة عن النبي لا يصح القول بأن الحجامة سُنّة[6]شهيد الأمين، الحجامة سنة ودواء، الصفحة 47-50، (بتصرّف) .

والرسول صلى الله عليه وسلم أوصى وحثّ على التداوي بعموم أشكاله، سواءً بالحجامة أو بغيرها من الحاجات حيث قال:

“يا عبادِ اللهِ تداوُوا، فإن اللهَ لم يضعْ داءً إلا وضعَ له شِفاء -أو دواء- إلا داءً واحدًا، فقالوا: يا رسولَ اللهِ وما هُوَ؟ قال: الهرمُ” [7]الراوي: الترمذي، في سنن الترمذي، عن أسامة بن شريك، الصفحة أو الرقم: 2038، حكم الحديث: حسن صحيح.

اقرأ أيضاً: ما حكم تقبيل المصحف؟

اعرف: حكم التمائم في الاسلام 

الحجامة في نهار رمضان

اتفقنا في الفقرة السابقة على جواز التداوي بالحجامة، وعلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أوصى بها وحثّ عليها، لكن هل الحجامة تبطل الصيام؟

اختلف علماء الإسلام وانقسموا إلى قسمين: قسمٌ يقول بكون الحجامة لا تُـفطِـر وأن حكمها يدخل في حكم نزيف الأنف وما شابه، وبين من يقول أنّ الحجامة في رمضان تفطر، وفي تفصيل هذه المسألة يمكن الإطلاع على هذه المقالة: حكم الحجامة في رمضان.

قد يهمك: حكم صيام يوم الشك

اكتشف حكم الجماع في نهار رمضان 

بنهاية هذا المقال، نقترح لك مـطـالعة مـقال تـفصـيلي عن: الحجامة وفوائدها.

 دين – مرجعي:

مرجعي: مرجعك الديني

المصادر

المصادر
1 شهيد الأمين، الحجامة سنة ودواء، الطب الكامل، الصفحة 38-39، (بتصرّف)
2 ابن باز، فتاوى على نور الدرب، الحجامة، الموقع الرسمي لفضيلة الإمام ابن باز
3 الراوي: مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1577، حكم الحديث: صحيح
4 الراوي: البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 5683، حكم الحديث: صحيح
5 الراوي: البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 5696، حكم الحديث: صحيح
6 شهيد الأمين، الحجامة سنة ودواء، الصفحة 47-50، (بتصرّف)
7 الراوي: الترمذي، في سنن الترمذي، عن أسامة بن شريك، الصفحة أو الرقم: 2038، حكم الحديث: حسن صحيح
Exit mobile version