محمد ناصر الدين الألباني

“محمد ناصر الدين الألباني”، عبارةٌ تتكرر في علم الحديث كثيراً، وتتلازم مع عبارة “صحّحه الالباني”، فمن هو الالباني وما سيرته وأهم إسهاماته في تاريخ الاسلام؟

من هو الشيخ محمد ناصر الدين الألباني؟

الشيخ الالباني هو محمد بن نوح نجاتي المعروف بمحمد ناصر الدين الألباني، ويُكَنّى بأبي عبد الرحمن أكبر أبنائه، والالباني إمامٌ وعلامة ومحدِّث العَصر ممن لهم مكانة مهمة في مقدمة علماء الأمة. ^[1]إبراهيم محمد العلي، محمد ناصر الدين الألباني: محدِّث العصر، وناصر السنَّة”، الصفحة 11.

وُلد الشيخ الألباني عام 1332 للهجرة في مدينة أشقودرة عاصمة ألبانيا في زمانه، لذلك يقال له الالباني.^[2]محمد صالح المنجد، احداث مثيرة في حياة الشيخ العلامة الألباني، الصفحة 8

عاش الالباني طفولته بين أسوارِ بيتٍ متدين بطبعه، في كنف أسرة متفقهة وعالمة، إذ أن أبوه نوح كان عالما في الدين ومَرجعا يعود إليه الناس للاستفسار عن ما يجهلون من أمور الدين، وظلّ الوضع هكذا حتى حُكمَت ألبانيا من الملك أحمد زوغو الذي حوّلها إلى دولة علمانية واضطهد فيها معالم الاسلام، ففرّ نوح بأسرته ودينه واستقرّ بدمشق.^[3]عاصم عبد الله القريوتي، ترجمة موجزة لفضيلة المحدث الشيخ أبي عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألباني، الصفحة 3- 4

وهناك بدأت مسيرة الشيخ الالباني في علوم الدين.

قد يهمك: من هو الامام ابن باز

الشام بداية الالباني

حطّ نوح الالباني وأسرته الرحال بالشام، استقر وضعهم هناك سريعا فعادت الأمور إلى طبيعتها، فعكف الشيخ الالباني على تعلم القرآن والاستفادة من أبيه، إلى أن التحق بالمدرسة النظامية، وكان أبوه معارضا لفكرة التعليم المدرسي، لذلك لم يطل به المقام فيها، وبدلا عن ذلك وضع له أبوه خطةً تعليمية مضبوطة تجمعُ بين علوم الدين والدنيا، وسار عليها وكان فاتحةَ الخير عليه.^[4]عاصم عبد الله القريوتي، ترجمة موجزة لفضيلة المحدث الشيخ أبي عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألباني، عاصم عبد … Continue reading

إذ أنه درس على يد أبيه ويد بعض أصدقاء أبيه من العلماء والمشايخ فدرس المذهب الحنفي والفقه وطالَع الكتب فتعلق قلبه بعلم الحديث وهو ابن عشرين سنة وتعمق فيه حتى صاراً عالماً فيه ومتميزا فيه بشهادة علماء كبار. ^[5]عصام موسى هادي، الروض الداني في الفوائد الحديثية للعلامة محمد ناصر الدين الألباني، الصفحة 7

اقرأ ايضا: ترجمة الامام مالك 

شيوخ وطلبة الالباني

لم يكن للشيخ الالباني شيوخ كثر، واقتصر على بضعه شيوخ أخد عنهم العلم وأدمجه مع بحور العلم التي غرف منها من أمّهات الكتب، وعلى العكس من قلة شيوخه، فإن طلبته كانوا كثر، إذ أنه ذاع صيته وشهد به بالتمكن. ^[6]محمد بن إبراهيم الشيباني، حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه، الجزء 1، الصفحة 45 والصفحة 94 إلى 106 (بتصرف)

شيوخ محمد ناصر الدين الألباني

الحاج نوح بن آدم الألباني: وهو أبوه، وقد تعلَّم منه الالباني (الابن) القرآنَ والتجويد وعلوم اللغة، وأخذ عنه المذهب الحنفي.

الشيخ سعيد البرهاني: وقد قرأَ عليه هذا الشيخ كتاب مراقي الفلاح في المذهب الحنفي، وكذا مجموعة من الكتب الحديثة في علم البلاغة.

الشيخ محمد راغب الطباخ: وقد كان علَّامة حلَب في عصره، ويعدّ هذا العالمُ شيخَه بالإجازة، حيث أجازه إجازةً في علم الحديث.

أقرأ أيضاً: من هو ابو حنيفة؟

تلامذة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني

هناك العديد من درس تحت يد الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ولكن قليل منهم من تميز منهم:

• إحسان إلهي ظهير.
• باسم فيصل الجوابرة.
• حسين عودة العويشة.
• ربيع بن هادي المدخلي.
• علي حسن الحلبي.
• مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله.
• مشهور حسن آل سلمان.
• محمد جميل زينو.

أقرأ أيضاً: سيرة ابن سيرين وسيرته

شاهد أيضا: من هو ابن عثيمين؟

مؤلفات الشيخ محمد ناصر الدين الألباني

دوَّن الشيخ الالباني بعضا من علمه في كتبٍ ما تزال تقرأ لحد الآن وينتفع منها، ومن بين مؤلفاته هناك:(محمد بن إبراهيم الشيباني، حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه، الجزء 2، الصفحة 622))

• سلسلة الأحاديث الصحيحة.
• سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة.
• إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل.
• تحقيق مشكاة المصابيح لمحمد بن عبد الله الخطيب التبريزي.
• التعليقات الرضيَّة على الروضة الندية.

وفاة الالباني وأقوال العلماء فيه

توفي الشيخ الالباني رحمه الله تعالى في يوم 22 شهر جمادى الآخرة، لعام 1420 للهجرة، عن عمر يناهز 88 سنة، وقد حضر جنازته ما يزيد عن 5000 شخص. ^[7]أبو أسماء المصري عطية بن صدقي علي سالم عودة، صفحات بيضاء من حياة الإمام محمد ناصر الدين الألباني، الصفحة 100

وشهد له العلماء بالصدق والحق والتمكن، حيث قال عنه الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله:

“هو صاحب سُنَّة، ونصرة للحقِّ، ومصادمة لأهل الباطل”^[8]عبد العزيز بن محمد بن عبد الله السدحان، الإمام الألباني دروس ومواقف وعبر، الصفحة 217

وقال فيه الامام ابن باز:

“ما رأيتُ تحت أديم السماء عالمًا بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني”^[9]محمد بن إبراهيم الشيباني، حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه، الجزء 1، الصفحة 66

ووصفه ابن عثيمين بأنه:

“ذو علم جم في الحديث رواية ودراية، وإنَّ الله تعالى قد نفع فيما كتبه كثيرًا من الناس؛ من حيث العلم، ومن حيث المنهاج والاتجاه إلى علم الحديث، وهذه ثَمرة كثيرة للمسلمين، ولله الحمد”^[10]عصام موسى هادي، الروض الداني في الفوائد الحديثية للعلامة محمد ناصر الدين الألباني، الصفحة 8

وقال عنه الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد:

“وارتسام علمية الألباني في نفوس أهل العلم، ونصرته للسنَّة وعقيدة السلف – أمرٌ لا ينازِع فيه إلا عدوٌّ جاهل، والحكم ندعه للقرَّاء، فلا نطيل”^[11]الردود، دار العاصمة، الطبعة 1، الصفحة 344

مرجعي ــ شخصيات اسلامية

لا خير في أمة لا تكتب عن عظمائها، لا خير في أمة نست رجالاتها وكبارها.