إن التبعية الإعلامية والثقافية أضحت محور الحديث في عدد من الجوانب، وذلك لكونها تأتي في واقع كل إنسان لتحدد له ما يسري عليه من معايشة واقعه وتفاعله مع الآخرين في سبيل خلق وتعزيز استقلالية الذات المفكرة التي تعتبر في نهاية المطاف الهدف الأسمى لكل إنسان.
فما معنى التبعية الإعلامية؟ وأين تظهر مخاطرها؟
جدول المحتويات
قضايا التبعية الإعلامية والثقافية
ماذا يقصد بالتبعية الثقافية والإعلامية؟ هذا السؤال هو أول ما يجب الحديث عنه وتعريفه. وتعريف هذا المفهوم يمكن فيه قول الأمر التالي:
إن التبعية الإعلامية هي انسياق الفرد ومنه الجماعة للانسلاخ من أية أفكار مجردة وتتبع الإعلام وتصديقه بشكل أعمى، ولا شك أن هذا الأمر يأتي بعدد من الأوجه والتصورات.
وعلى غرار التبعية الإعلامِية، فإن التبعية الثقافية هي انسلاخ الفرد من ثوابته وثقافته الموروثة وتتبع ثقافة أخرى، ولا شك أن الكيانات القوية هي من تفرض ثقافتها وجعل الآخرين يتبعونها باقتياد.
مخاطر التبعية الإعلامية والثقافية
الحديث عن التبعية الثقافية والإعلامية لا يمكن أن يكون قائم الذات دون التعريج على عرض مخاطره مع إبراز سلبياته. فما مخاطر التبعية الإعلامِية والثقافية إذن؟
- فقدان الذات: حينما يكون الشخص أسيرا للتبعية الإعلامية أو الثقافية فإنه بدون وعي منه يكون فاقدا لذاته ومنصهرا مع الجماعة.
- التكرار الممل: بلوغ التطبيع مع التبعية الإعلامية والثقافية ينتج عنه للأسف حدوث بعض التكرار الممل واجترار نفس الأفكار.
- غياب التنوع: يهدد الخضوع التام للتبعية الإعلامية التنوع الذي يطبع الوجود البشري، حيث أنه للأسف يجعل العالم نسخة واحدة مكررة لا تنوع فيها ولا تميز.
- الشعور بالضياع: ابتعاد الشخص عن فردانيته جراء الوقوع في التبعية الثقافية أو الإعلامية يجعله يحس بأنه قد صار مسخا بسبب الانسلاخ عن ثوابته، وهو ما يولد شعور التيه والضياع.
طالع أيضاً: كيف تقرأ وجوه الآخرين.
نظرية التبعية الإعلامية pdf
نظريات التبعية والانسياق الإعلامي هو موضوع انبرى له عدد من الكتاب لمناقشته والتعمق فيه بشكل موسع، وهذه الكتب أسفله هي أيضاً من عموم المراجع التي اعتمدنا عليه للحديث عن مسألة التبعية الإعلامية.
- قضايا التبعية الإعلامِية والثقافية في العالم الثالث، وهو من تأليف الكاتب والدكتور عواطف عبد الرحمن.
- التبعية الثقافية: وسائلها ومظاهرها، وقد اشتغل على تأليفه الباحث عبد العظيم محمود الديب.
- ثقافة التبعية: المنهج والخصائص والتطبيقات. ويعود هذا البحث للكاتب الدكتور محمد القاعود.
- أبعاد التبعية الإعلامية والثقافية، وهو كتاب ألفه الكاتب الباحث اليد الحسيني.
- التبعية الثقافية: مفاهيم وأبعاد، وهو عمل جماعي صدر عن مركز البحوث العربية للدراسات العربي والإفريقية والتوثيق، وبتحرير الأستاذة أمينة رشيد.
التبعية الإعلامية في العالم العربي
إن التبعية العمياء للإعلام هو بما لا شك وباء وأزمة عميقة، تصادم عددا من الحضارات والثقافات، ويحضر فيه أيضاً العالم العربي كعنصر بارز ضمن ضحايا التبعية العمياء للإعلام. فأين تظهر هذه التبعية في العالم العربي؟ وكيف يتبلور ذلك؟
- العالم العربي هو عالم يعيش في حالة من الهوان الكبير على مستوى الإدراك والوعي، ويعاني كثيرا من أزمة الجهل الذي يمتد حتى إلى بناء الفكر الخاص.
- التبعية الإعلامية هي تصديق الإعلام بكل ما يأتي به كما أشرنا له في التعريف، ولا شك أن نسبة كبيرة من مواطني العالم العربي ينظرون إلى ما يعرضه الإعلام على أنه حقيقة مطلقة.
- لا يستطيع العالم العربي معرفة الوجه السلبي للإعلام، وبالتالي فإنه كثيرا ما يجد نفسه مخدوعا أو مغيب الوعي، كما أنه بذلك للأسف يخدم أجندات محددة.
اقرأ أيضاً: كيف أكون رزينة في الحياة.
كتاب قضايا التبعية الإعلامية والثقافية
في الحديث عن الكتب التي تناولت موضوع التبعية الثقافية والإعلامية، طرحنا في أول القائمة كتاب قضايا التبعية الإعلامِية والثقافية في العالم الثالث، وهو من تأليف الكاتب والدكتور عواطف عبد الرحمن.
وفي هذا الكتاب ناقش الكاتب والدكتور عواطف عبد الرحمن موضوع التبعية الإعلامية والثقافية مبرزا تعريفه وأوجهه المختلفة كما أنه حذر منها بالحديث عن الانعكاسات السلبية لظاهرة تتبع الإعلام والانصياع له.
وفي ختام كتاب قضايا التبعية الإعلامية والثقافية في العالم الثالث، تحدث المؤلف والدكتور عواطف عبد الرحمن عن عدد من التوصيات الخاصة بهذه المسألة كي يكون بذلك طرحه لهذا الموضوع شاملا ومحددا.
شاهد أيضاً: أين تتجلى أهمية التواصل مع الآخرين.
يجب على كل إنسان إذن أن يحذر من الوقوع في فخ التبعية الإعلامية والثقافية، لأنه بذلك يكون فاقدا للهوية و فاقدا لأهم شيء وهو الوعي والعقل، ولهذا كان واجبا التوسع في موضوع التبعية الثقافية والإعلامِية.
ـــ تابع حسابنا عبر فيس بوك: اضغط هنا ــــ
