تفصيل حكم ضرب الزوجة في الإسلام

هل يجوز ضرب الزوجة

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، هل يجوز ضرب الزوجة؟ لا شك أن المرأة نصف المجتمع، وإنْ أعددتَها فقد أعددتَ مجتمعاً صالحاً، فهي الأم والأخت والزوجة، ولا أحد ينكر الاضطهاد الذي عاشته النساء، والاسلام قد كرم المرأة وأحسن تكريمها، فماذا يقول إذن في ضرب الزوجة؟ وهل يسمح للزوج بضرب زوجته؟ 

حكم ضرب الزوجة

بإجماع أهل العلم، لا يجوز ضرب الزوجة، إلا في حالةٍ خاصة. ووجب على الزوج معاملة زوجته بلطف ورفق.

اقرأ أيضاً: حكم تقبيل المصحف ؟

اعرف: حكم التمائم في الاسلام 

تفصيل حكم ضرب الزوجة

اتفق علماء الأمة على انه لا يجوز للزوج ضرب زوجته، بل بالعكس من ذلك يجب عليه أن يعاملها بالإحسان، وان يكون لينا معها وان يحبها ويعاشرها بالمعروف، امتثالا لقوله تعالى:

(وَ عَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)[1]سورة النساء، الآية:19

والضرب لا يدخل في المعاشرة بالمعروف ولا يتماشى معه، بل يتنافى مع أسس الخير ورسالة الاسلام، وبه فلا يجوز ضرب الزوجة لزوجته[2]مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، الجزء 13، الصفحة 3484، (بتصرّف) .

وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بحسن معاملة الزوجات والإحسان إليهن، وقال بخصوص ذلك:

“أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلُقًا، و خيارُكم خيارُكم لنسائِهم”[3]الراوي: السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1435، صحيح.

حالة يجوز فيها ضرب الزوجة 

رأينا وتابعنا في الفقرة السابقة، أن الله عز وجل قد أمر الأزواج بحس المعاشرة واللطف واللين في تعاملهم مع زوجاتهم، وحرّم على المسلم ضرب زوجته دون سبب، وأوجب عليه أن يؤدي لها حقوقها كاملةً، المادية منها والمعنوية.

وفي مقابل ذلك يمكن للرجل ضرب الزوجة في حالة واحدة وهي حالة النشور، أي خروجها عن طاعته وعدم انصياعها له، يقول الله تعالى في محكم تنزيله:

(وَ اللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَ اهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَ اضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا)[4]سورة النساء، الآية:34 [5]مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، الجزء 40، الصفحة 284-289، (بتصرف) .

في الآية الكريمة يتضح جليا أن الضرب جاءَ كآخر الخيارات، فالموعظة أولاً والحوار، وإذا لم تخضع فالهجر في الفراش وإذا لم تخضع فالضرب حينها كآخر خيار[6]مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، الجزء 34، الصفحة 295-297، (بتصرف) .

قد يعجبك: هل السواك يفطر ؟

طالع كذلك: الحلف بغير الله

ضوابط ضرب الزوجة 

لقد جاء السماح بالضرب كآخر الحلول بعد استنفاذ كل الوسائل الحبية الودية البعيدة كليا عن الضرب والتعنيف، وهذا الضرب بدوره قد جاء مقيداً بقواعد ومحدداً بضوابط لا يجوز خرقها، حيث لا يجوز في هذا الضرب أن يكون ضربا شديدا مؤذيا ومؤلما، بل يجب أن يكون فقط ضربا خفيفاً كالضرب بالسواك أو بالمنديل الخفيف أو بأشياء بسيطة، كما يشترط في الضرب الابتعاد عن الوجه، حيث أن القصد والهدف هو الاصلاح والتأذيب وليس الايداء و الاعتداء[7]أمة الله بنت عبد المطلب، كتاب رفقاً بالقوارير، الجزء 1، الصفحة 62.

وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى القول في ضرب الزوجة بأن الأحسن للزوج في علاقته بزوجته ترك الضرب كلياً كي يحافظ على أواصر الحب والمودة، حيث أن أقصر الدروب إلى القطيعة هو العنف والضرب[8]مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، الجزء 34، الصفحة 298-300، (بتصرف) .

يقول النبي صلى الله عليه وسلم:

“اتَّقُوا اللَّهَ في النِّسَاءِ، فإنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بأَمَانِ اللهِ، و اسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بكَلِمَةِ اللهِ، و لَكُمْ عليهنَّ أَنْ لا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ، فإنْ فَعَلْنَ ذلكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غيرَ مُبَرِّحٍ، و لَهُنَّ علَيْكُم رِزْقُهُنَّ و كِسْوَتُهُنَّ بالمَعروفِ”[9]الراوي: مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:1218، صحيح.

إليك: حكم الإغماء في نهار رمضان  

قد يهمك: حكم الصيام دون نية

اذن فالزوج يجب أن يكون حكيما وراشدا في تسيير أمور بيته وزواجه، ضماناً لجو هادئ يسوده الود والحب والتفاهم، وأن لا يظلم زوجته وأن يتقي الله فيها، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

دين – مرجعي:

مرجعي: مرجعك الديني

المصادر

المصادر
1 سورة النساء، الآية:19
2 مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، الجزء 13، الصفحة 3484، (بتصرّف)
3 الراوي: السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1435، صحيح
4 سورة النساء، الآية:34
5 مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، الجزء 40، الصفحة 284-289، (بتصرف)
6 مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، الجزء 34، الصفحة 295-297، (بتصرف)
7 أمة الله بنت عبد المطلب، كتاب رفقاً بالقوارير، الجزء 1، الصفحة 62
8 مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، الجزء 34، الصفحة 298-300، (بتصرف)
9 الراوي: مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:1218، صحيح
Exit mobile version