السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، من الظواهر المجتمعية المنتشرة كثيرا هناك زيارة القبور، ولا بد أن يسأل المسلم عن حكم زيارة القبور، وهل هي جائزة أم مكروهة؟ وهل يستجب زيارة المقابر للنساء؟…
هل السواك يفطر ؟
حكم الحلف بغير الله
جدول المحتويات
حكم زيارة القبور
باتفاق أهل العلم: زيارة القبور هي سنة مؤكدة، يستحب للمسلم الدأب عليها، بينما اختلفوا في حكم زيارة القبور للنساء بين النهي والجواز.
تفصيل حكم زيارة القبور
حكم زيارة القبور في الإسلام هو أنها سنّة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومستحبة، وقد عرف عن الرسول الكريم أنه قد زار المقابر.
وجاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قد زار قبر أمه، حيث قال: “زَارَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَ سَلَّم قَبْرَ أُمِّهِ، فَبَكَى وَ أَبْكَى مَن حَوْلَهُ، فَقالَ: اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي في أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، وَ اسْتَأْذَنْتُهُ في أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأُذِنَ لِي، فَزُورُوا القُبُورَ فإنَّهَا تُذَكِّرُ المَوْتَ”[1]الراوي: مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 976، حكم الحديث: صحيح.
ومن الحديث النبوي الشريف يتضح جليا الحكمة من السماح بـ زيارة المقابر، وهي أخذ الموعظة والاعتبار، والتفكر في الآخرة وترقيق القلوب، لشد عزيمة المسلم للعمل والاجتهاد أكثر.
وهو ما يثبته الحديث النبوي الشريف الذي جاء فيه “نهَيْتُكم عن زيارةِ القُبورِ، ثمَّ بَدَا لي أنَّها تُرِقُّ القُلوبَ، وتُدمِعُ العَينَ، فزُورُوها، ولا تَقولوا هُجْرًا[2]الراوي: شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 13615، حكم الحديث: صحيح بطرقه وشواهده.
ولكن من نفس هذا الحديث يفهم أن زيارة القبور كان منهيا عنه، وفعلا قد كان ذلك، حيث أن في بداية الدعوة نهى الرسول الكريم عن زيارة المقابر، وذلك لأن المسلمين الجدد لم يضبطوا بعد أمور دينهم فخشي النبي أن تختلط عليهم عاداتهم الجاهلية وتعاليم الإسلام، لذلك نهاهم في البداية ثم سمح بهم بعد ذلك[3]ابن عثيمين، زيارة القبور، الموقع الرسمي لفضيلة الإمام ابن عثيمين.
إذن فزيارة المقابر هي سنة مؤكدة يستحب للمسلم القيام بها، وقد رفع عنها النهي والكراهة.
زيارة القبور للنساء
بعد أن أوردنا فضل زيارة القبور، لا بد من الإشارة إلا أن هناك خلاف فقهي في مسألة زيارة النساء للقبور.
حيث ذهب بعض فقهاء الأمة إلى القول بأنه لا إشكال في زيارة المرأة للقبور باعتبار أن الحديث كان شاملاً ويضم المسلمين رجالاً ونساءً.
بينما يقول آخرون أنه لا يجوز للمرأة المسلمة زيارة القبور، وإقدامها على هذا الفعل تُــؤثَــمُ عليه، واستدلّوا على الحديث النبوي الذي جاء فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد لعن زائرات القبور[4]الحديث الذي رواه الترمذي، في سننه، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1056، وحكمه حسن صحيح.
ويمكنكم الاطلاع على هذا المقال التفصيلي حول حكم زيارة النساء للقبور.
ما حكم تقبيل المصحف ؟
آداب زيارة القبور
إذا نوى المسلم زيارة القبور اقتداءً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فيجب عليه أن يلتزم بمجموعة من الآداب وتجنب عددا من البدع والكفريات[5]ابن باز، زيارة المقابر، الموقع الرسمي لفضلية الإمام ابن باز :
الكلام الحسن: المسلم ليس بالسبّاب ولا اللعان ولا يجب أن يتلفظ بالكلام الفاحش في حياته عموما، ومن آداب زيارة المقابر أن يتلفظ المرء بالكلام الحسن ويخفض صوته ويبتعد عن النواح والصراخ وما سَاء من الكلام.
الدعاء لأهل المقابر: حيث علمنا الرسول الكريم عددا من الأدعية التي يمكن أن يقولها المسلم عند زيارته للمقابر، كأن يقول: “السَّلَامُ علَيْكُم دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، و أَتَاكُمْ ما تُوعَدُونَ غَدًا، مُؤَجَّلُونَ، و إنَّا إنْ شَاءَ اللَّهُ، بكُمْ لَاحِقُونَ”[6]الراوي: مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 974، حكم الحديث: صحيح.
احترام المقابر: الاسلام دينٌ كرّم الإنسان حيا وميتا، ولذلك يجب على المسلم زائر القبور أن يتأدب ويحترم أهل المقابر ويتجنب النبش في القبور أو المشي عليها أو الجلوس عليها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب:” لأَنْ يَجلِسَ أحَدكمْ علَى جَمرةٍ فَتُحرِقَ ثِيابهُ، فَتخلُصَ إلى جِلدِهِ، خَير له مِن أن يَجلسَ على قبرٍ”[7]الراوي: مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 971، حكم الحديث: صحيح.
يجوز الصيام دون نية؟
عن: دين – مرجعي:
في الحياة اليومية العامة، تعترض المسلم مجموعة من الأسئلة والتساؤلات حول بعض القضايا الشائكة التي ترتبط ارتباطا وثيقا مع دينه ومعتقده وهو الإسلام. ولا ضير أو حتى لا بد من استثمار التكنولوجيا والتقدم التقني والعلمي لنشر الدين وزيادة توعية الناس في أمور ومسائل دينهم، خصوصا مع كثيرة الأقوال والاستفسارات التي يطرحها الناس عادةً.
ومن هنا انبثقت فكرة هذا القسم (قسم دين-مرجعي) لِــ يَكون إن شاء لله تعالى المرجع الكامل والشافي لكل مسلمة ومسلم في أمور دينهم.
وبمنتهى الأمانة والاجتهاد يتم كتابة مواضيع هذا القسم. وذلك بعد البحث والتأكد ومراجعة المصادر أولاً بأول. وذلك لتفادي أي خطأ قد ينعكس سلباً على دين الشخص وطريقة عباداته.
في هذا القسم عزيزي المسلم عزيزتي المسلمة ستجد مختلف الأقوال التي ترِد في القضايا الدينية، بحيث سنحاول قدر الإمكان الاستماع لكل المذاهب في أطروحاتهم وأجوبتهم وفتاواهم، دون أي تعليقات أو تعقيبات أو اجتهادات شخصية.
وأي توفيق أناله فهو من الله وأي تقصير فهو مني، وسبحان من لا يخطئ ولا يغفو.
ونسأل الله أن يبارك هذا العمل وينفع به الأمة، ويصلح الجميع وييسّر الأمور ويرزقنا من فضله وينعم علينا بالعلم ويديم علينا نعمة الإسلام وكفى بها نعمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والحمد لله رب العالمين. (موقع مرجعي)
المصادر
↑1 | الراوي: مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 976، حكم الحديث: صحيح |
---|---|
↑2 | الراوي: شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 13615، حكم الحديث: صحيح بطرقه وشواهده |
↑3 | ابن عثيمين، زيارة القبور، الموقع الرسمي لفضيلة الإمام ابن عثيمين |
↑4 | الحديث الذي رواه الترمذي، في سننه، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1056، وحكمه حسن صحيح |
↑5 | ابن باز، زيارة المقابر، الموقع الرسمي لفضلية الإمام ابن باز |
↑6 | الراوي: مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 974، حكم الحديث: صحيح |
↑7 | الراوي: مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 971، حكم الحديث: صحيح |