تميز الإسلام بتكريم الميت بدفنه والصلاة عليه، ورغم أن صلاة الجنازة أضحت من المشاهد المألوفة إلا أن بعض المسلمين لا يعلمون عن حكمها شيئا، وبالتالي سيكون مقالنا لهذا اليوم مخصصا لبيان حكم صلاة الجنازة.

هل السواك يفطر ؟

حكم الحلف بغير الله

حكم صلاة الجنازة

صلاة الجنازة فرض كفاية، ولا بأس أن يجتهد المسلم في تأديتها متى حضر لها.

تفصيل حكم صلاة الجنازة 

يقول علماء الأمة في حكم صلاة الجنازة أنها فرض كفاية، أي أنه فرض يسقط بتأدية بعض الناس له دون الجماعة^[1]دار الإفتاء الاردنية،  صفة صلاة الجنازة، رقم الفتوى: 3619 .

ورغم أن صلاة الجنازة هي فقط فرض كفاية إلا أنه قد جاء في الشرع أنه يستحبّ أن يحضر جمع كبير لصلاة الجنازة لينال المصلِّي والمُصلَّى عليه أجراً عند الله، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: “ما مِن مَيِّتٍ تُصَلِّي عليه أُمَّةٌ مِنَ المُسْلِمِينَ يَبْلُغُونَ مِئةً، كُلُّهُمْ يَشْفَعُونَ له، إلَّا شُفِّعُوا فِيهِ”^[2]الراوي: مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم: 947، حكم الحديث: صحيح.

ويشمل حكم صلاة الجنازة المسلمين كافة، رجالا ونساءً رغم أنه يمنع على المرأة اتباع ركب الجنازة، امتثالا لما جاء في حديث أم عطية الأنصارية رضي الله عنها الذي قالت فيه: “نَهانا رسولُ اللَّه صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّم عن اتِّباعِ الجنائزِ”^[3]الراوي: ابن حجر العسقلاني، في هدي الساري، عن أم عطية نسيبة الأنصارية ، الصفحة أو الرقم: 284، حكم الحديث: صحيح.

وللرجال طبعا يستحب السير في الجنازات، حيث حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك إذ قال: “مَن تبعَ جنازَةَ مسلِمٍ إيمانًا و احتسابًا وكان معها حتى يُصَلَّى عليْها، ويُفْرغ من دفْنِها، فإِنَّهُ يرجِع مِنَ الأجْر بقيراطَينِ، كلُ قيراطٍ مثل أحُدٍ، ومَن صَلَّى عليْها ثُم رجَعَ قبل أنْ تُدْفَن، فإِنَه يرجِع بقيراطٍ مِنَ الأجرِ”^[4]الراوي: الألباني ، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6138، حكم الحديث: صحيح.

كيفية تأدية صلاة الجنازة

صلاة الجنازة هي^[5]ابن باز، طريقة صلاة الجنازة، الموقع الرسمي لفضيلة الإمام ابن باز أربع تكبيرات ليس فيها ركوع وليس فيها سجود. وأركانها هي النية وأربع تكبيرات القيام حيث لا يجوز فيها القعود إلا بعذر شرعي، ثم الدعاء فالتسليم بعد التكبيرة الرابعة.

وتأدية صلاة الجنازة تكون بأن يقف الإمام مستقبِلاً القبلة ويضع أمامه نعش الشخص المتوفي ويقف المصلون وراءه ويقول في سره: «نويت الصلاة على من حضر من أموات المسلمين».

ثم يكبِّر التكبيرة الأولى قائلا:

«سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك وجل ثناؤك ولا إله غيرك»، ثم يقرأ سورة الفاتحة ويكبِّر مرة ثانية ويردد الصلاة على النبي بالجزء الأخير من التشهد:

{ اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا ابراهيم وعلى آل ابراهيم في العالمين إنك حميد مجيد }

وبعد ذلك يكبِّر للمرة الثالثة ويقوم بالدعاء للميت ثم يكبِّر في المرة الرابعة ويدعو للميت ولكافة أمة المسلمين، ولا يجهر المصلي في صلاة الجنازة لا بالقراءة و لا بالدعاء.

ثم وبعد إكمال الصلاة يتم حمل المتوفي إلى مثواه الأخير.

ما حكم تقبيل المصحف ؟

ما حكم التمائم في الاسلام؟

الأدعية في صلاة الجنازة

يمكن للمسلم أن يدعو في صلاته بأي دعاء صالح يعرفه، والأهم هو النية الصالحة، غير أنه يستحب الاقتداء بهدي النبي وما علّمه لنا من أدعية.

ومن الأدعية التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم نجد مايلي:

الدعاء 1 :  جاء عن واثلة بن الأسقع الليثي رضوان الله عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قد صلى على رجلٍ مسلم فقال في دعائه: “اللَّهمَّ إنَّ فلان ابن فلانٍ في ذمَّتِك وحبلِ جوارِكَ فقِهِ فِتنة القبر وعذاب النَّارِ وأنتَ أَهْل الوفاءِ و الحقِّ فاغفِر لهُ و ارحمهُ، إنَّكَ أنتَ الغفورُ الرَّحيم” ^[6]الراوي: الألباني ، في أحكام الجنائز، عن واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة ، الصفحة أو الرقم: 158 ، إسناده صحيح

الدعاء 2 : عن عوف بن مالك الأشجعي رضوان الله عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا للميّت في الجنازة فقال: “اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له و ارحَمْهُ و عافِه و اعف عنْه، وأَكْرِمْ نُزُله، ووسِعْ مُدْخَلَهُ، و اغْسِلْه بالماء والثَّلْج والْبَردِ، ونَقِّهِ مِنَ الخطَايا كما نَقَيْتَ الثَوْب الأبْيَض مِن الدنسِ، وَأَبدلْهُ دارًا خَيْرًا مِن دَارِه، و أَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ و زَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَ أَدْخِلْهُ الجَنَّةَ و أَعِذْه مِن عَذَابِ القَبْرِ، أَوْ مِن عَذَابِ النَّارِ”^[7]الراوي: مسلم، في صحيح مسلم، عن عوف بن مالك الأشجعي، الصفحة أو الرقم: 963، صحيح.

الدعاء 3 :  عن أبي هريرة رضوان الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى جنازةً فقال: “اللَّهُمَّ اغفِر لحيِّنا و ميِّتِنا و صغيرِنا وَ كبيرِنا و ذَكَرِنا و أنثانا و شاهدِنا و غائبِنا اللَّهُمَّ مَن أحييتَه منا فأحيِه على الإيمانِ و مَن تَوفَّيتَه مِنَّا فتوفَّهُ على الإسلامِ، اللَّهُمَّ لا تحرِمنا أجرَه و لا تُضِلَّنا بعدَه”^[8]الراوي: أبو داود ، في صحيح أبي داود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3201.

حكم الإغماء في نهار رمضان  

يجوز الصيام دون نية؟ 

عن: دين – مرجعي:

في الحياة اليومية العامة، تعترض المسلم مجموعة من الأسئلة والتساؤلات حول بعض القضايا الشائكة التي ترتبط ارتباطا وثيقا مع دينه ومعتقده وهو الإسلام. ولا ضير أو حتى لا بد من استثمار التكنولوجيا والتقدم التقني والعلمي لنشر الدين وزيادة توعية الناس في أمور ومسائل دينهم، خصوصا مع كثيرة الأقوال والاستفسارات التي يطرحها الناس عادةً.

ومن هنا انبثقت فكرة هذا القسم (قسم دين-مرجعي) لِــ يَكون إن شاء لله تعالى المرجع الكامل والشافي لكل مسلمة ومسلم في أمور دينهم.

وبمنتهى الأمانة والاجتهاد يتم كتابة مواضيع هذا القسم. وذلك بعد البحث والتأكد ومراجعة المصادر أولاً بأول. وذلك لتفادي أي خطأ قد ينعكس سلباً على دين الشخص وطريقة عباداته.

في هذا القسم عزيزي المسلم عزيزتي المسلمة ستجد مختلف الأقوال التي ترِد في القضايا الدينية، بحيث سنحاول قدر الإمكان الاستماع لكل المذاهب في أطروحاتهم وأجوبتهم وفتاواهم، دون أي تعليقات أو تعقيبات أو اجتهادات شخصية.

وأي توفيق أناله فهو من الله وأي تقصير فهو مني، وسبحان من لا يخطئ ولا يغفو.

ونسأل الله أن يبارك هذا العمل وينفع به الأمة، ويصلح الجميع وييسّر الأمور ويرزقنا من فضله وينعم علينا بالعلم ويديم علينا نعمة الإسلام وكفى بها نعمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والحمد لله رب العالمين. (موقع مرجعي)