السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أخد عنه الصحابة المشعل ليكملوا نشر الرسالة، وكانوا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم خير أنيسٍ ومُناصرٍ ومساعدٍ، فما حكم من تطاول عليهم ويقلل منهم؟ وهل يكفر من سب الصحابة الكرام؟… لنتابع…
هل السواك يفطر ؟
حكم الحلف بغير الله
جدول المحتويات
حكم سب الصحابة
لا يجوز سب الصحابة أو التطاول عليهم، فالله ونبيُّه قد أثنوا عليهم وزكَّوْهُم، ومن سبَّهم فهو كافرٌ آثِــمٌ.
تفصيل حكم سب الصحابة
لا يجوز للمسلم أن يسب الصحابة الكرام، أو ينتقص منهم أو يهينهم حيث أنهم نبراس الاسلام وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رسول ومُبلغي الاسلام ولهم مكانة سامية في ديننا الحنيف.
ويجمع العلماء على أن من سب الصحابة يعدّ كافراً مرتداً إلى أن يتوب، فمكانة الصحابة جميعهم محفوظة في الإسلام، سواء ابا بكر أو عمر أو عثمان أو بقية الصحابة الأجلاء.
يقول ابن باز في هذا الباب أن سب الصحابة كُفْر، ومَنْ سَبَّهم على العموم أو كرِههم وأبغضهم فقد كَفَر، حيث لا يبغضهم ولا يسبهم إلا كافر؛ فهم حَمَلَةُ الشريعة وحُماتها[1]ابن باز، فتاوى الدروس، حكم من سب الصحابة، الموقع الرسمي لفضيلة الإمام ابن باز.
ما حكم تقبيل المصحف ؟
تحريم سب الصحابة في القرآن
يحرم سب الصحابة أساساً لأن الله كرمهم بأن جعلهم في ذلك المقام وجاء وجوب تقديرهم في عدد من الآيات:
يقول الله تعالى: (لقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ و أَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)[2]سورة الفتح، الآية 18، ففي هذه الآية قد زكّى الله تعالى بَواطنهم وما في قلوبهم وسريرتهم، وهو ما لا يعلمه أحد سوى الله، ويقول ابن حزم رحمه الله أن من أنزل الله السكينة عليهم لا يجوز التشكيك فيهم أو التنقيص منهم[3]ابن حزم، الفصل في الملل والنحل، (148/4) .
وفي آية أخرى، يقول عز وجل: (و السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ و الْأَنْصَارِ و الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ و رَضُوا عَنْهُ و أَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)[4]سورة التوبة، الآية 100، وفي حديثه عن هذه الآية قال شيخ الإسلام ابن تيمية ان الله قد رضي عن صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم وبه لا يجوز التطاول عليهم[5]ابن تيمية، الصارم المسلول، الصفحة 572
وفي تفسير الطبري جاء أن قتادة قد قال أن الصحابة هم المقصودون في الآية الكريمة التي تقول: (و يَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ و يَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)[6]سورة سبأ، الآية 6 [7]تفسير الطبري، (22/ 44) .
تحريم سب الصحابة في السُّنة
في الفقرة السابقة، عرضنا ثناء الله تعالى على الصحابة، وهذه الفقرة سنرى ثناء النبي صلى الله عليه وسلم عليهم (على الصحابة)، ليتضح أكثر أن من سب الصحابة قد اقترف ذنبا كبيراً.
أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على الصحابة بقوله: خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم…”[8]الراوي: عبدالله بن مسعود، البخاري في صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3651، حكم المحدث: صحيح، ونهى عن سبِّهم، والطعن فيهم.
فعن ابن عباس رضوان الله عليهما، أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: “مَن سب أصحابي، فعليه لعنة الله، و الملائكة، و الناس أجمعين”[9]الراوي: عبدالله بن عباس، ابن القيسراني، ذخيرة الحفاظ، الصفحة أو الرقم : 5/2617 ، وهو حديث صريح ومباشر بحرمانية شب الصحابة.
وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “شَفَاعَتِى مُبَاحَةٌ إلا لِمَنْ سَبَّ أَصْحَابِي”[10]الراوي: عبدالرحمن بن عوف، الألباني، ضغيف الجامع، الصفحة أو الرقم : 3405.
وبيّن لنا النبي مكانة صحابته بأن قال: “إذا ذكر أصحابي فأمسكوا، و إذا ذكرت النجوم فأمسكوا، و إذا ذكر القدر فأمسكوا”[11]الراوي: عبدالله بن مسعود، السخاوي، فتح المغيث، الصفحة أو الرقم : 2/348، وأيضاً: “احفظوني في أصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم”[12]الراوي: عمر بن الخطاب، الألباني، صحيح ابن ماجة، الصفحة أو الرقم : 1927، صحيح.
يجوز الصيام دون نية؟
وبالتالي فالمسلم الحق يجب أن يحفظ صحابة النبي صلى الله عليه وسلم من لسانه ويقدرهم ويحترمهم، لأن احترامهم من احترام النبي نفسه، والتطاول عليهم تطاولٌ عليه صلى الله عليه وسلم.
فاللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيراً إلى يوم الدين.
عن: دين – مرجعي:
في الحياة اليومية العامة، تعترض المسلم مجموعة من الأسئلة والتساؤلات حول بعض القضايا الشائكة التي ترتبط ارتباطا وثيقا مع دينه ومعتقده وهو الإسلام. ولا ضير أو حتى لا بد من استثمار التكنولوجيا والتقدم التقني والعلمي لنشر الدين وزيادة توعية الناس في أمور ومسائل دينهم، خصوصا مع كثيرة الأقوال والاستفسارات التي يطرحها الناس عادةً.
ومن هنا انبثقت فكرة هذا القسم (قسم دين-مرجعي) لِــ يَكون إن شاء لله تعالى المرجع الكامل والشافي لكل مسلمة ومسلم في أمور دينهم.
وبمنتهى الأمانة والاجتهاد يتم كتابة مواضيع هذا القسم. وذلك بعد البحث والتأكد ومراجعة المصادر أولاً بأول. وذلك لتفادي أي خطأ قد ينعكس سلباً على دين الشخص وطريقة عباداته.
في هذا القسم عزيزي المسلم عزيزتي المسلمة ستجد مختلف الأقوال التي ترِد في القضايا الدينية، بحيث سنحاول قدر الإمكان الاستماع لكل المذاهب في أطروحاتهم وأجوبتهم وفتاواهم، دون أي تعليقات أو تعقيبات أو اجتهادات شخصية.
وأي توفيق أناله فهو من الله وأي تقصير فهو مني، وسبحان من لا يخطئ ولا يغفو.
ونسأل الله أن يبارك هذا العمل وينفع به الأمة، ويصلح الجميع وييسّر الأمور ويرزقنا من فضله وينعم علينا بالعلم ويديم علينا نعمة الإسلام وكفى بها نعمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والحمد لله رب العالمين. (موقع مرجعي)
المصادر
↑1 | ابن باز، فتاوى الدروس، حكم من سب الصحابة، الموقع الرسمي لفضيلة الإمام ابن باز |
---|---|
↑2 | سورة الفتح، الآية 18 |
↑3 | ابن حزم، الفصل في الملل والنحل، (148/4) |
↑4 | سورة التوبة، الآية 100 |
↑5 | ابن تيمية، الصارم المسلول، الصفحة 572 |
↑6 | سورة سبأ، الآية 6 |
↑7 | تفسير الطبري، (22/ 44) |
↑8 | الراوي: عبدالله بن مسعود، البخاري في صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3651، حكم المحدث: صحيح |
↑9 | الراوي: عبدالله بن عباس، ابن القيسراني، ذخيرة الحفاظ، الصفحة أو الرقم : 5/2617 |
↑10 | الراوي: عبدالرحمن بن عوف، الألباني، ضغيف الجامع، الصفحة أو الرقم : 3405 |
↑11 | الراوي: عبدالله بن مسعود، السخاوي، فتح المغيث، الصفحة أو الرقم : 2/348 |
↑12 | الراوي: عمر بن الخطاب، الألباني، صحيح ابن ماجة، الصفحة أو الرقم : 1927، صحيح |