رقص الرجال بين الفرح والضوابط الشرعية

رقص الرجال ـــ وحتى النساء ـــ لغة كونية تبرز جانباً طفولياً للراقص، بل أن الرقص عرفه الإنسان منذ نشأته الأولى وكان وسيلةً للتخاطب والتعبير عن الفرح بالصيد ونحوه، ولطالما كان الرقص دليلاً على السلم، لكنه بتطور السُّنون تغيَّر وتم تمييعه.

فما قول الإسلام في رقص الرجال؟

حكم رقص الرجال 

رقص الرجال مباح شرعاً، ما لم يصاحبه ما ينافي أمور الشرع كالاختلاط بين الرجال والنساء، ووجود المعازف وغيرها من المحرمات، وما لم يكن مائعاً فيه تشبهاً بالنساء والمخنثين.

تفصيل رقص الرجال

اتفق جمهور العلماء على أن رقص الرجال مباح ولا إشكال فيه إذا كان خاضعاً لضوابط الشرع.

قال الإمام النووي:

“قال الحليمي: الرقصُ الذي فيه تثَنٍّ وتكسُّرٌ يُشبِهُ أفعال المخنَّثين: حرامٌ على الرِّجالِ والنِّساءِ” ^[1]النووي، روضة الطالبين، (11/229)

وإباحة الرقص للرجال هو ما عليه فقهاء المذهب الشافعي^[2]النووي، روضة الطالبين، الجزء 11، الصفحة 229^[3]الشربيني، مغني المحتاج، الجزء 4، الصّفحة 430^[4]الرملي، نهاية المحتاج، الجزء 8، الصفحة 298، وما قال به الإمام ابن حزم وما أفتت به لجنة الإفتاء الأردنية.

قال الإمام ابنُ حزمٍ في الحديث عن حكم الرقص فرحاً في العيد:

“الغِناءُ واللَّعِبُ والزَّفنُ ــ أي الرقص ـــ في أيامِ العيدين حسَنٌ في المسجِدِ وغَيرِه” ^[5]ابن حزم، المحلى، (3/307)

وقد جاء في فتوى لجنة الإفتاء الأردنية:

“بالنسبةِ للرَّقصِ في الأعراسِ فيجوزُ بشروطٍ: عدَمُ الاختلاطِ بين الرِّجال والنِّساءِ، وعدمُ تشبُّه الرِّجالِ بالنِّساء، وعدَمُ التكَسُّرِ في الرَّقصِ، سواءٌ بين الرِّجالِ أنفُسِهم أو بين النِّساءِ أنفُسِهنَّ، وألَّا تُصاحِبَه الموسيقى المحرَّمةُ…” ^[6]دار الإفتاء الأردنية، حكم الرقص، الموقع الرسمي لدار الإفتاء بالأردن، رقم الفتوى: 1985

الأدلة في الرقص للرجال

من بين الأدلة التي يستند عليها فقهاء الإسلام في القول بإباحة رقص الرجال، هناك الحديث الذي جاء عن عائِشة أم المؤمنين رَضِيَ الله عنها، والذي قالت فيه:

(جاء حَبَشٌ يَزْفِنونَ ـــ يرقصون ـــ في يومِ عيدٍ في المسجدِ، فدعاني النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فوضَعْتُ رأسي على مَنكِبِه، فجعلتُ أنظرُ إلى لَعِبِهم حتى كنتُ أنا التي أنصرِفُ عن النَّظَرِ إليهم) ^[7]الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: مسلم، في: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 892، خلاصة حكم المحدث: صحيح

ووَجهُ الدَّلالة في هذا الحديث هو إقرارُ الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم لهم، وعدَم الإنكار عليهم؛ وهو الذي يدل على إباحة الرقص للرجال. ^[8]القاضي عياض، إكمال المعلم، الجزء 3، الصفحة 310

والدليل الآخر هو أن الرقص يبقى مجرد حركات تبعث على الفرح والسعادة، ولا ضرر فيها للمسلم أو لغيره. ^[9]الشربيني، مغني المحتاج، الجزء 4، الصفحَة 430

خلاصة القول إذن أن رقص المسلم مباح إذا ابتعد عن ما نهى عنه الشرع الحنيف من معازف وأغاني واختلاطٍ وخمور ونحو ذلك.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

شاهد كذلك: الحلف بغير الله.

ـــ ولمتابعة صفحتنا الرسمية عبر فايسبوك: اضغط هنا ــــ

دين – مرجعي: