الإمام سفيان الثوري

سفيان الثوري كان عَلما من الأعلام التي أضاء نورها دربَ الاسلام، وتميز في اجتهاده وفي ما سار فيه من تديُّنٍ وعلم. فمن يكون هذا الامام؟ وكيف كانت سيرته؟

من هو سفيان الثوري 

سفيان الثوري هو شيخ الإسلام أبو عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق بن حبيب بن رافع بن عبد الله الثوري الكوفي، وهو إمام الحفاظ وكبير العلماء في عصره.

ولد سفيان الثـوري عام 97 للهجرة، وسعى لطلب العلم منذ حداثة سنه، وقد كان سليل أسرةٍ عالمة لها باع في الدين والفقه، حيث أنه ابن المحدث الصادق سعيد بن مسروق الثوري، ولا عجب أن يكون ابنه إماما وفقيها مميزا بالنظر لما كان عليه أبوه من فقه وعلم.[1]شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجزء 7، الصفحة 229

شيوخ وتلامذة سفيان الثوري

تلقى الامام سفيان الثوري علمه على يد عدد من الفقهاء والعلماء وحدَّث عنهم، وفي مقدمتهم أبوه سعيد بن مسروق الثوري، وفي المقابل سلّم مشغل علمه لكثير ممن صاروا لاحقا علماء كباراً، وحدثوا وَرَوَوا عنه.

مقال اخر: سيرة الليث بن سعد

شيوخ سفيان الثوري 

قيل أن عدد شيوخ سفيان الثوري قد بلغ ما يزيد عن ستمائة شيخ، ومن بينهم:[2]الذهبي، تذكرة الحفاظ، الجزء 1، الصفحة 204

قد يهمك أيضاً: من هو ابو حنيفة؟

المحدثون عن سفيان الثوري 

تلاميذ سفيـان الثوري كُـثُـر، حيث ذكر أبو الفرج ابن الجوزي أنهم بلغوا أكثر من عشرين ألفاً، ووافقه على هذا القول علماء آخرون، ومن بين تلاميذ الامام سفيان هناك:[3]شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجزء 7، الصفحة 234-236

ثناء العلماء على سفيان الثوري 

أثنى كبار العلماء على الشيخ سفيان الثوري وقالوا فيه خيرا وشهدوا له خير شهادةٍ.[4]الحافظ احمد بن عبد الله بن صالح العجلي بترتيب الهيثمى، تاريخ الثقات، الصفحة 190 إلى 196، (بتصرف)

قال الشيخ الخطيب:

“كان إماماً من أئمة المسلمين، وعلماً من أعلام الدين، مجمعاً علي إمامته بحيث يستغني عن تزكيته، مع الإتقان والحفظ والمعرفة والضبط والورع، والزهد”

قال فيه الذهبي:

“أجل إسناد للعراقيين: سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود”

وقال عنه ابن المبارك:

” كتبت عن ألف ومائة شيخ، ما كتبت عن أفضل من سفيان”

وقال ابن مهدي في حقه:

” ما رأت عيناي أفضل من أربعة: ما رأيت أحفظ للحديث من الثوري، ولا أشد تقشفاً من شعبة، ولا أعقل من مالك، ولا أنصح للأمة من ابن المبارك”

وقال يحيى القطان:

” ليس أحد أحب إلى من شعبة، ولا يعدله أحداً في زمانه، في الفقه والحديث والزهد و كل شيء”

وقال فيه الامام أحمد بن حنبل:

” قال لي ابن عيينة: لن ترى بعينيك مثل سفيان الثوري حتى تموت”

وقال عنه أيضاً:

” أتدرون من الإمام؟ الإمام سفيان الثورى، لا يتقدمه أحد في قلبي”

قد يهمك: من هو الامام ابن باز

اقرأ ايضا: ترجمة الامام مالك 

أقوال سفيان الثوري 

بمناسبة الحديث عن الامام سفيان الثـوري، لابد من الحديث وذكر بعض الدّرر التي نطق بها الامام، وخلدها التاريخ:

“إن أقبح الرعية من يطلب الدنيا بعمل الآخرة”.

 

“ما وضع رجل يده في قصعة رجل إلا ذَل له”.

 

“ليس الزهد بأكل الغليظ ولبس الخشن، ولكنه قصر الأمل، وارتقاب الموت”.

 

“المال داء هذه الأمة والعالم طبيب هذه الأمة، فإذا جر العالم الداء إلي نفسه، فمتى يُبرئ الناس”.

 

“احذر سخط الله في ثلاث: احذر أن تقصر فيما أمرك، واحذر أن يراك وأنت لا ترضي بما قسم لك، وأن تطلب شيئاً من الدنيا فلا تجده أن تسخط علي ربك”.

 

“أحب أن يكون صاحب العلم في كفاية، فإن الآفات إليه أسرع، والألسنة إليه أسرع”.

 

“زينوا العلم والحديث بأنفسكم ولا تتزينوا به”.

هنا: سيرة ابن سيرين وسيرته

شاهد ايضا: من هو ابن عثيمين؟

عدد الاحاديث التي رواها الثوري 

روى الامام سفيان الثوري عددا كبيراً من الأحاديثِ، وجاءت موزعة كما يلي:[5]الحافظ ابن حجر، تهذيب التهذيب، الجزء 4، الصفحة 115-116

وفاة سفيان الثوري 

توفي سفيان الثوري عام 161 للهجرة، بعد أن المّ به مرض بالبطن، وسلم الروح لخالقها في ليلة اشتد فيها عليه المرض، وعلم الناس بوفاته في نفس ذات الليلة[6]شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجزء 7، الصفحة 278-279. رحم الله الامام سفيان الثوري رحمةً واسعة، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.

قد يعجبك: الشيخ ابن شاهين وحياته 

اعرف من هو ابن تيمية 

مرجعي ــ شخصيات اسلامية

لا خير في أمة لا تكتب عن عظمائها، لا خير في أمة نست رجالاتها وكبارها.

شخصيات اسلامية ـ مرجعي

المصادر

المصادر
1 شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجزء 7، الصفحة 229
2 الذهبي، تذكرة الحفاظ، الجزء 1، الصفحة 204
3 شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجزء 7، الصفحة 234-236
4 الحافظ احمد بن عبد الله بن صالح العجلي بترتيب الهيثمى، تاريخ الثقات، الصفحة 190 إلى 196، (بتصرف)
5 الحافظ ابن حجر، تهذيب التهذيب، الجزء 4، الصفحة 115-116
6 شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجزء 7، الصفحة 278-279
Exit mobile version