حكم النميمة هو موضوع مقالنا لهذا اليوم، وفيه سنرى حكم الإسلام في هذه الخصلة الذميمة، وسنرى فيه أيضاً الفرق بينها وبين الغيبة.
فلنتابع إذن حكم النّميمة في الإسلام.
حكم النميمة في الإسلام
بنص القرآن والحديث، وبإجماع أهل العلم، النّميمة حرام وهي كبيرة من الكبائر.
اقرأ أيضاً: حكم التمائم في الإسلام.
تفصيل حكم النميمة
النَّمِيمَة هي[1]ابن منظور، لسان العرب، (12/592)، ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث، (5/256) نَـقْل الكلام من أشخاص إلى أشخاص آخرين بغرض الإيقاع بينهم وبِنيّة الإفْسادِ والشَّرِّ، وقيل أنها التحريش بين النَّاس ونقل الحديث والسعي بينهم بغرض الإفساد.
وقد عرفها الغزالي بقوله أنها:
“إفشاء السرِّ، وهتك الستر عما يكره كشفه”[2]الغزالي، إحياء علوم الدين، الجزء 3، الصفحة 156
وفي حكم النميمة في الإسلام، جاء أنها محرَّمة في القرآن، والسُّنة، وبإجماع فقهاء الأمة، بل أنها تعد كبيرةً من كبائر الذنوب.
قال الله تعالى في محكم تنزيله متوعداً أصحاب النميمة:
(وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ) [3] سورة الهمزة، الآية : 1
والويل هو واد في جهنم والعياذ بالله.
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:
(لا يدخل الجنة نَمَّام) [4]الراوي: حذيفة بن اليمان، المحدث: البخاري، في: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6056، صحيح
وفي حديثه عن حكم النميمة قال الإمام ابن باز:
“هي من الكبائر ومن أسباب البغضاء والشحناء بين المسلمين، فالواجب الحذر منها” [5]فتاوى نور على الدرب لابن باز، جمع: محمد الشويعر (14/125)
وقال عنها الإمام ابن عثيمين:
“النَّمِيمَة من كبائر الذنوب، وهي سببٌ لعذاب القبر، ومن أسباب حرمان دخول الجنة”[6]مجموع فتاوى ورسائل بن عثيمين، جمع وترتيب: فهد السليمان (9/524)
الفرق بين الغيبة والنميمة
بعد أن فصلنا في حكم النميمة في الإسلام، لابد من التفريق بينها وبين الغيبة، حيث أن أغلب الناس يختلط عليهم الموضوع فلا يستطيعون التمييز بين الغيبة والنميمة ولا رصد الفروقات بينهما.
شاهد كذلك: الحلف بغير الله
فصَّل الإمام ابن حجر في الفرق بين الغيبة والنميمة، فقال:[7]ابن حجر، فتح الباري، (10/473)، بتصرف
“اختُلِفَ في الغيبة والنَّمِيمَة، هل هما متغايرتان أو متَّحدتان، والراجح التغاير، وأن بينهما عمومًا وخصوصًا وجيهًا؛ وذلك لأنَّ النَّمِيمَة نقل حال شخص لغيره على جهة الإفساد بغير رضاه، سواء كان بعلمه أم بغير علمه”
ويضيف قائلا أن:
“الغيبة ذِكر المرء في غيبته بما لا يرضيه، فامتازت النَّمِيمَة بقصد الإفساد، ولا يشترط ذلك في الغيبة. وامتازت الغيبة بكونها في غيبة المقول فيه، واشتركا في ما عدا ذلك”
ويختم شرحه وتوضيحه بالقول :
” ومن العلماء من يشترط في الغيبة أن يكون المقول فيه غائبًا، والله أعلم”
وفي موضع آخر، قال ابن حجر الهيتمي في التفريق بين الغيبة والنميمة:[8]ابن حجر الهيتمي، تطهير العيبة من دنس الغيبة، الصفحة 45
” كل نميمة غيبة، وليس كل غيبة نميمة، فإن الإنسان قد يذكر عن غيره ما يكرهه، ولا إفساد فيه بينه وبين أحد، وهذا غيبة، وقد يذكر عن غيره ما يكرهه وفيه إفساد، وهذا غيبة، ونميمة معًا”
ويمكنكم الاطلاع على تفصيل الغيبة وحكمها عبر هذا المقال: حكم الغيبة في الإسلام.
وحاصل الكلام أن القول كله في حكم النميمة التحريم، والإنسان وجب عليه تحصين لسانه، لعله ينال الأجر ويقي نفسه من سوء العقاب.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
اقرأ أيضاً: حكم صيام يوم الشك
ـــ ولمتابعة صفحتنا الرسمية عبر فايسبوك: اضغط هنا ــــ
دين – مرجعي:
المصادر
↑1 | ابن منظور، لسان العرب، (12/592)، ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث، (5/256) |
---|---|
↑2 | الغزالي، إحياء علوم الدين، الجزء 3، الصفحة 156 |
↑3 | سورة الهمزة، الآية : 1 |
↑4 | الراوي: حذيفة بن اليمان، المحدث: البخاري، في: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6056، صحيح |
↑5 | فتاوى نور على الدرب لابن باز، جمع: محمد الشويعر (14/125) |
↑6 | مجموع فتاوى ورسائل بن عثيمين، جمع وترتيب: فهد السليمان (9/524) |
↑7 | ابن حجر، فتح الباري، (10/473)، بتصرف |
↑8 | ابن حجر الهيتمي، تطهير العيبة من دنس الغيبة، الصفحة 45 |
تعليق واحد