استعمال المسبحة اصبح رمزا وإشارة مباشرة للتقوى، أي أنها مظهر من مظاهر التدين، لذلك وجب طرح سؤال مهم وهو ما حكم استعمال المسبحة؟ وهل لا إشكال فيها شرعاً؟
لنتابع قول الشرع في استعمال المسبحة.
جدول المحتويات
حكم استعمال المسبحة
استعمال المسبحة مباح باتفاق أهل العلم، إذا كان هذا الاستخدام بنية العبادة لا بنية الزينة أو نحو ذلك.
تفصيل حكم استعمال المسبحة
الأصل في الأشياء هو الإباحة حتى يثبت ما ينفي ذلك، أي حتّى ثبوت وجود دليل بكراهتها أو تحريمها.
ويتفق الفقهاء على أنّ استعمال المسبحة لا إشكال فيه، خصوصا أن دورها هو عدّ عدد التسبيحات والأذكار لكي لا ينسى العابد أو يختل له العدد ونظام أذكاره، خصوصاً أنه قد ثبت عن الصحابة رضوان الله عليهم أنهم كانوا يستعملون الحصى ونحو ذلك لغرضِ العدِّ، وبه يجوز استعمال المسبحة لهذا الغرض.[1]الحاكم أبو عبد الله، المستدرك: باب التسبيح بالحصى (1/547 [2]دائرة الإفتاء الاردنية، ما حكم استعمال “السبحة، (24-8-2009)، الموقع الرسمي لدار الإفتاء الاردنية
وقد ثبت أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعمل أصابعه لحفظ وتثبيت عدد أذكاره، وبه أجازوا استعمال أيّ وسائل تخدم نفس الغاية، والمسبحة هي إحدى هذه الوسائل.
فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أنّه قال:
“رأَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يعقِدُ التَّسبيحَ بيدِه”[3]الراوي: ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 843، أخرجه في صحيحه
أما الرأي الذي يقول أن المسبحة بدعة فهو قول باطل حيث أنه لم يثبت عن أيّ عالم من كبار العلماء أنْ قال هذا القول، بل أن الإمام الحافظ السيوطي قد ألّـفَ رسالةً في مدح المسبحة، تحت عنوان: “المنحة في السبحة”.
اقرأ أيضاً: حكم التمائم في الاسلام
المسبحة أفضل أم الأصابع؟
في الفقرة السابقة، رأينا جواز استعمال المسبحة وأنها وسيلة من وسائل ضبط عدد الأذكار، ورأينا أنّ النبي كان يستعين بأصابعه، فمَا الأفضل والأكثر أجراً؟ هل استعمال المسبحة أم استخدام أصابع اليد؟
قبل تفصيل الرد على السؤال، لابدّ من الإشارة إلى أن بعض الفقهاء نبهوا إلى أن المسبحة قد يكون استعمالها مكروها، وهذا في حالة إخراجها عن دورها الرئيسي وجعلها وسلية للزينة[4]ابن عابدين، حاشية ابن عابدين، الجزء 1، الصفحة 650.
فالمسبحة إذا استعملت لغرض الزينة فقط أو لغرض التفاخر والرياء وكمظهر من مظاهر التدين تصبح حينها مكروهة بل حراماً.[5]ابن تيمية، مجموع الفتاوي، (22/506)
أما عن جواب السؤال، فعلماء الاسلام يذهبون إلى أفضلية استعمال اليد أكثر من المسبحة[6]ابن باز، التسبيح باليد أفضل من السبحة، الموقع الرسمي لفضيلة الامام ابن باز، وذلك اقتداءً بفعل النبي، حيث ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يستعمل أصابع يده اليمنى لضبط العدد، وقد جاء عن يسيرة بنت ياسر أنها قالت:
“أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أمرَهنَّ أن يُراعينَ بالتَّكبيرِ والتَّقديسِ والتَّهليلِ وأن يعقِدنَ بالأناملِ فإنَّهنَّ مَسئولاتٌ مُستَنطَقاتٌ”[7]الراوي: الألباني، في صحيح أبي داوود، عن يسيرة بنت ياسر، الصفحة أو الرقم: 1501، حسن
ولكن وجب التذكير أنه لا إشكال على الإطلاق في استعمال المسبحة مادام أنها تحقق غرضها الأساسي وهو ذِكر الله تعالى.
اقرأ أيضاً: حكم صيام يوم الشك
حكم استعمال المسبحة الذكية
رأينا في ما سبق من أسطرٍ أنه يجوز للمسلم استعمال المسبحة في ذكر الله، وأنه لا حرج في ذلك، فماذا عن السبحة الذكية أو السبحة الإلكترونية؟
باتفاق أهل العلم، وبالقياس مع المسبحة العادية، يتفق علماء الاسلام على أنه يجوز استعمال السبحة العصرية الإلكترونية بغرضِ ذكر الله تعالى، وعلى هذا القول جاء حكم استعمال باقي الوسائل ما دامت أنها تحقق غرضها النبيل وهو العبادة، وما دامت لا تخالف شرع الله ولا تحوي رموزاً أو إشارات تتنافى مع العقيدة[8]محمد المنجد، حكم استخدام خاتم التسبيح، الاسلام سؤال جواب، السؤال 198080
والله تعالى أعلى وأعلم.
اقرأ أيضاً: الإغماء في نهار رمضان
دين – مرجعي:
المصادر
↑1 | الحاكم أبو عبد الله، المستدرك: باب التسبيح بالحصى (1/547 |
---|---|
↑2 | دائرة الإفتاء الاردنية، ما حكم استعمال “السبحة، (24-8-2009)، الموقع الرسمي لدار الإفتاء الاردنية |
↑3 | الراوي: ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 843، أخرجه في صحيحه |
↑4 | ابن عابدين، حاشية ابن عابدين، الجزء 1، الصفحة 650 |
↑5 | ابن تيمية، مجموع الفتاوي، (22/506) |
↑6 | ابن باز، التسبيح باليد أفضل من السبحة، الموقع الرسمي لفضيلة الامام ابن باز |
↑7 | الراوي: الألباني، في صحيح أبي داوود، عن يسيرة بنت ياسر، الصفحة أو الرقم: 1501، حسن |
↑8 | محمد المنجد، حكم استخدام خاتم التسبيح، الاسلام سؤال جواب، السؤال 198080 |