الصمت العقابي هو موضوع مقالة اليوم، حيث أنه مؤخرا قد طفا إلى السطح بشكل ملحوظ، ومن الداعي البحث عن تعريف مفصل لهذا الصمت، ونبرز له مجموعة من الأمور التي تختص به وتتعلق به. فما هو الصمتُ العِقابي إذن؟ وكيف التعامل معه؟
لنتابع الجواب…
جدول المحتويات
ما هو الصمت العقابي؟
قبل أن نؤصل لأي أمر وقبل أن ندخل في أي تفاصيل عبر هذه المقالة. فإننا لا بد أن نعرف ماهية الصمت العِقابي وتعريفه.
الصمت العقابي هو نمط سلوكي يقوم به الشخص بدافع العقاب غير المباشر بأن يلتزم الصمت ويتجاهل كليا وجود الطرف الآخر ويرفض التفاعل معه، ويكون بذلك الطرف المعاقب تحت تأثير ابتزاز عاطفي واضح، ويمكن أن يحضر الصمت العِقابي في كل العلاقات الإنسانية، من علاقة الآباء والأبناء إلى علاقة الأصدقاء.
فوائد الصمت العقابي
رغم أن الصمت والسكوت العقابي يعتبر ابتزاز عاطفيا لا أخلاقيا نوعا ما، إلا أنه رغم ذلك تظل له فوائد وإيجابيات، ومنها:
- توصيل الرسالة: يسعى الصمت العِقابي مبدئيا إلى تبليغ الطرف الآخر برسالة معينة ولفت الانتباه تجاه مسألة ما، وهنا تكمن فائدته الأبرز.
- صيانة الكرامة: من فوائد الصمت العقابي هناك أيضاً الحفاظ على الكرامة، إذ أن كرامة الشخص تصان إذا بادر الآخر لإرضائه.
- وسيلة تحذير: قد يكون الصمت العِقابي وسيلة من وسائل تحذير الطرف الآخر بأن الأمور لا يجب أن تسير كما هي، وأن التصعيد قد يكون قادما.
اقرأ أيضاً: كيف تمتص غضب الآخرين.
أقصى فترة الصمت العقابي من الزوجة
في العلاقة الزوجية تنشأ كثيرا بعض الخلافات والمشاكل، ولا بد من التحلي بالمسؤولية للنقاش حول هذه المشاكل في أفق بلوغ حلول لها، ولكن أحيانا تغيب هذه المسؤولية وتختفي القدرة على المواجهة.
والعلاقات الزوجية تحديدا تعتبر بيئة خصبة لممارسة الصمت العقابي من أحد طرفي العلاقة، والزوجة قد تعاقب الزوج بهذا الأسلوب، فما هي أقصى فترة الصمت العِقابي من الزوجة؟
يؤكد خبراء العلاقات الزوجية أن أقصى مدة للصمت العقابي من الزوجة تجاه الزوج تكون أسبوعا كاملاً، وإذا طالت المدة عن الأسبوع فذلك يؤكد عمق المشكلة ويتجاوز بذلك إطار السكوت العقابي.
شاهد أيضاً: فن التعامل مع الآخرين.
كيف يتصرف النرجسي بعد الصمت العقابي؟
كثيرا ما يحضر الصمتُ العقابي في العلاقات التي يكون فيها إحدى الطرفين إنسانا نرجسيا لا يرى سوى نفسه، وهذا الإنسان قد يتصرف إذا وضع في هذه الوضعية كما يلي:
- المكابرة بدايةً: بعد أن يرى الشخص النرجسي صدور الصمت العِقابي من الآخر فإنه يكابر ويرفض الاعتراف بخطئه (وهي صفة في الشخص النرجسي) وينتظر الطرف الآخر ليبادر بإعادة العلاقة إلى مسارها.
- التلميح ثانياً: بعد مدة المكابرة، فإنه في حالة استمرار الصمت العقابي يقوم الشخص النرجسي ببعض الأفعال التي يلمح بها بأنه قد ندم ويرغب في الصلح غير أن نرجسيته تمنعه.
- المبادرة أخيراً: في نهاية المطاف لا يجد الشخص النرجسي بُدّا من المبادرة إلى طلب الصلح، وذلك بعد أن يمر من المراحل السابقة.
كيف أتعامل مع الصمت العقابي؟
مسألة طرق التعامل مع الصمت العِقابي تتنوع وتتعدد، حيث أنها تختلف بالنظر إلى مجموعة من الأسس المعيارية، كطبيعة الفرد وشخصيته، وطبيعة الطرف الآخر وشخصيته، وكذا الطرف المخطئ والطرف الصامت عقابيا.
وأفضل طرق التعامل مع الصمت العقابي وأسلمها هي محاولة البعد عنه لكونه يشكل نوعا من أنواع العلاقة السامة، ويستنزف الشخص عاطفيا عبر مسألة الابتزاز.
شاهد أيضاً: طريقة اكتساب قوة الشخصية.
كيف أوقف الصمت العقابي؟
يتساءل الأشخاص عن كيفية إيقاف السكوت العقابي، وكيفية التصرف إذا وقعوا تحت ابتزاز الصمت العِقابي، وذلك يمكن أن يتم بما يلي:
- الاعتذار عند الخطأ: إذا أخطأ الشخص في حق الشريك ولجأ هذا الشريك إلى الصمت، فأنسب طريقة لتوقيف هذا الصمت هي الاعتذار ومحاولة إصلاح الخطأ.
- الدفع نحو المواجهة: غياب الجرأة للمواجهة هي أحد أسباب حدوث الصمت العقابي، لذلك يمكن إيقاف هذا الأمر بدفع الطرف الآخر للجلوس لطاولة الحديث والنقاش.
- الترك والرحيل كليا: يعتبر الصمتُ العقابي وجها من أوجه الاستنزاف العاطفي، لذلك فالإنسان يجب أن يحاول أن يحمي نفسه من هذه الأمور عبر البعد عن كل ما قد يزعجه.
طالع أيضاً: كيف تقرأ وجوه الآخرين.
إن الصمت العقابي إذن هو وسيلة يقوم بها الشخص ليلفت انتباه الآخرين لأمر معين، وذلك عبر التزامه الصمت وعدم التفاعل بأي شكل من الأشكال، وكما أن له فوائد وإيجابيات فإن له أيضاً سلبيات وأضرار نفسية عدة على الطرفين، وهي عموم النقاط التي قمنا بتوضيحها في سطور هذه المقالة.
