حكم الأذان هو الموضوع الذي سنفصل فيه في هذا المقال، بحيث أننا بفضل الله تعالى سنوضح كافة ما يتعلق به من أمور، وكل ذلك بالاعتماد على أصح المصادر الإسلامية.
فما حكم الأذان في الإسلام إذن؟
جدول المحتويات
حكم الأذان في الإسلام
حكم الأذان في الإسلام هو أنه فرض كفاية، وهو ما عليه إجماع فقهاء الأمة.
تفصيل حكم الأذان
أجمع علماء الإسلام على أن حكم الأذان هو فرض كفاية، وهذا ما عليه المذهب الحنبلي[1]الإقناع، للحجاوي (1/75)، مطالب أولي النهى، للرحيباني (1/287) وبعض فقهاء الحنفية[2]تبيين الحقائق، للزيلعي، حاشية الشلبي، (1/90) ومذهب المالكية[3]الفواكه الدواني، للنفراوي، الجزء الأول، الصفحة 21 وقول بعض فقهاء الشافعية[4]المجموع، للنووي (3/89)، مغني المحتاج، للشربيني (1/134) .
كما اختاره عدد من علماء الإسلام أمثال:
- ابن عبد البر.
- الألباني.
- أبو الوليد الباجي.
- ابن تيمية.
- ابن باز.
- ابن عثيمين.
اقرأ أيضاً: حكم صيام يوم الشك
قال الإمام ابن عبد البر:
“والذي يصح عندي في هذه المسألة: أن الأذان واجب فرضا على الدار، أعني: المصر، أو القرية، فإذا قام فيها قائم واحد أو أكثر بالأذان، سقط فرضه عن سائرهم، ومن الفرق بين دار الكفر ودار الإسلام لمن لم يعرفها الأذان الدال على الدار، وكل قرية أو مصر لا يؤذن فيه بالصلاة، فأهله لله عز وجل عصاة، ومن صلى منهم فلا إعادة عليه؛ لأن الأذان غير الصلاة، ووجوبه على الكفاية” [5]ابن عبد البر، التمهيد، (13/280)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:
” والصحيح أنه فرض كفاية” [6]ابن تيمية، الاختيارات الفقهية، (1/405)
وقال الإمام ابن رجب:
” وهي مبنية على أن الأذان على أهل الأمصار والقرى: هل هو فرض كفاية، أو سنة مؤكدة؟ وفيه قولان: أحدهما: أنه فرض كفاية، وهو ظاهر مذهب الإمام أحمد، وقول داود، ووافقهم جماعات من أصحاب أبي حنيفة، ومالك، والشافعي” [7]ابن رجب، فتح الباري، (3/444)
وقال الإمام أبو الوليد الباجي:
” وحمل لفظ مالك على ظاهره عندي أولى، وأن الأذان واجب، وليس بشرط في صحة الصلاة، ووجوبه على الكفاية، ولو أن أهل مصر اتفقوا على ترك الأذان لأثموا بذلك، ولوجب جبرهم عليه وأخذهم به”[8]أبو الوليد الباجي، المنتقى، (1/136)
وقال الإمام ابن باز:
“الأذان فرض كفاية للصلاة، يجب على الجماعة في الحضر وفي السفر أن يؤذن واحد منهم ويقيم الأذان، هذا هو الصواب؛ أنهما فرض كفاية إذا قام به واحد من الجماعة في قرية أو في سفر، كفى عن الباقين” [9]ابن باز، مجموع فتاوى ابن باز، (6/308)
قال الإمام الألباني:
“وهو فرض كفاية؛ قال عليه الصلاة والسلام لمالك بن الحويرث: (ارجعوا إلى أهليكم، فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم، وصلوا كما رأيتموني أصلي، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم، وليؤمكم أكبركم). [10]الألباني، الثمر المستطاب، (1/116)
وقال الإمام ابن عثيمين:
” دليل كونه فرض كفاية – أي الأذان -: قول النبي صلى الله عليه وسلم لمالك بن الحويرث: (إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم)، وهذا يدل على أنه يكتفى بأذان الواحد، ولا يجب الأذان على كل واحد” [11]ابن عثيمين، الشرح الممتع، (2/43)
وجاء في فتوى اللجنة الدائمة:
“الأذان فرض كفاية في البلد، وهكذا الإقامة، وعند إرادة الصلاة يقيم قبل أن يدخل فيها، وإذا دخل في الصلاة بدون أذان ولا إقامة؛ نسيانا أو جهلا، أو لغير ذلك، فصلاته صحيحة” [12]فتاوى اللجنة الدائمة – المجموعة الأولى، (6/56)
الأدلة في الأذان في الإسلام
في الأدلة على أن حكم الأذان هو فرض كفاية، جاء عن مالك بن الحُويرث رضوان الله عليه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لهم:
(وإذا حضَرتِ الصَّلاةُ فلْيُؤذِّنْ لكم أحدُكم، ولْيؤمَّكُم أكبرُكم) [13]الراوي: مالك بن الحويرث، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 818، خلاصة حكم المحدث: صحيح
ووجه الاستدلال في هذا الحديث هو أن قول النبي صلى الله عليه وسلم جاء بصيغة الأمر، والأصل في الأمر الوجوب، و(فلْيُؤذِّنْ لكم أحدُكم) هي دليل على أنه فرض كفاية، لأن الأمر كان موجهاً لواحد منهم فقط. [14]سبل السلام، للصنعاني (1/128)، مرقاة المفاتيح، للقاري (2/574) [15]ابن عثيمين، شرح رياض الصالحين، الجزء 4، الصفحة 148
وفي حديث آخر جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه:
” أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا غزَا بِنَا قومًا لم يكن يغْزُو بنا حتى يُصْبِحَ وينظرَ؛ فإنْ سَمِعَ أذانًا كَفَّ عنهم، وإنْ لم يسمعْ أذانًا أغارَ عليهِم” [16]أخرجه البخاري (610)، واللفظ له ومسلم (382)
ووجه البرهنة في الحديث هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان علّق استحلال أهل الديار بترك الأذان، باعتباره شعار ديار الإسلام، والعلامة التي تميز بين دار الكفر ودار الإسلام، ولا يكون ذلك إلا للواجب.
والدليل الآخر على أن حكم الأذان هو فرض كفاية هو أنه شعيرة من الشعائر الإسلامية الظاهرة[17]تبيين الحقائق، للزيلعي (1/90)، مغني المحتاج، للشربيني (1/134)
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
طالع كذلك: حكم الصيام دون نية
ـــ ولمتابعة صفحتنا الرسمية عبر فايسبوك: اضغط هنا ــــ
دين – مرجعي:
المصادر
↑1 | الإقناع، للحجاوي (1/75)، مطالب أولي النهى، للرحيباني (1/287) |
---|---|
↑2 | تبيين الحقائق، للزيلعي، حاشية الشلبي، (1/90) |
↑3 | الفواكه الدواني، للنفراوي، الجزء الأول، الصفحة 21 |
↑4 | المجموع، للنووي (3/89)، مغني المحتاج، للشربيني (1/134) |
↑5 | ابن عبد البر، التمهيد، (13/280) |
↑6 | ابن تيمية، الاختيارات الفقهية، (1/405) |
↑7 | ابن رجب، فتح الباري، (3/444) |
↑8 | أبو الوليد الباجي، المنتقى، (1/136) |
↑9 | ابن باز، مجموع فتاوى ابن باز، (6/308) |
↑10 | الألباني، الثمر المستطاب، (1/116) |
↑11 | ابن عثيمين، الشرح الممتع، (2/43) |
↑12 | فتاوى اللجنة الدائمة – المجموعة الأولى، (6/56) |
↑13 | الراوي: مالك بن الحويرث، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 818، خلاصة حكم المحدث: صحيح |
↑14 | سبل السلام، للصنعاني (1/128)، مرقاة المفاتيح، للقاري (2/574) |
↑15 | ابن عثيمين، شرح رياض الصالحين، الجزء 4، الصفحة 148 |
↑16 | أخرجه البخاري (610)، واللفظ له ومسلم (382) |
↑17 | تبيين الحقائق، للزيلعي (1/90)، مغني المحتاج، للشربيني (1/134) |