حقيقة مسجد آيا صوفيا السياحية

مسجد آيا صوفيا يُعد مهد الحضارة الرومانية العظيمة أثناء أفضل عصورها، حيث يقع هذا المسجد في دولة تركيا التي كانت تحت احتلال وسيطرة الرومان في يومٍ من الأيام، بالإضافة إلى أنها كانت جزء أساسي منها، بفضل وجود القسطنطينية بالقرب منها التي اتخذها الرومان مؤسسي الدولة البيزنطية مقرًا لهم، فعند الحديث عن مؤسسيه نرى أنهم كانوا يعتنقون الديانة المسيحية، فهل كان هذا المبنى مسجدًا في قديم الزمان أم كنيسة؟ هذا ما سنتعرف عليه معًا في السطور القادمة.

مسجد آيا صوفيا

يُعد مسجد آيا صوفيا من أهم وأجمل المساجد في العالم الإسلامي بأكمله وليس في مساجد تركيا فقط، حيث تم الاهتمام ببنائه من قِبل الإمبراطور الذي أمر ببنائه، فقد كان الإمبراطور جستنيان مؤسس كنيسة آيا صوفيا قبل تحويلها إلى مسجد في العصر العثماني مُحبًا للفنون الرومانية كثيرًا.

فنجد أنه ساعد في تصميم هذا المسجد وأمر بتنفيذ الكثير من الزخارف التي اختارها بنفسه، إن لم يكن هو من صممها في الأساس، فخرج لنا هذا المسجد بشكل وضخامة يُوضحا لنا الطرز المُحببة لدى الرومان، فهم يُحبون الضخامة والفخامة في جميع المباني.

بالإضافة إلى أنه يُعد أكبر مبنى داخلي في العالم حتى وقتنا الحالي، إلى جانب القبة الكروية الخاصة به التي تعتبر نموذجًا يدب بالحياة الرومانية وروعة تصميم فناني هذه الإمبراطورية العريقة التي فرضت سيطرتها على العالم بذكاء ودهاء.

تاريخ جامع آيا صوفيا

عند الحديث عن مسجد آيا صوفيا لا نتمكن من وضع وصف أو مُسمى مُحدد له، حيث نقول إنه مسجدًا أم جامعًا، أو كنيسة كاتدرائية بطريركية مسيحية أرثوذكسية يونانية، أم نقول إنها كاتدرائية خاصة بالكاثوليك الروم، فقد اختلفت الأقاويل حول ما هو أساس هذا البناء.

حتى وصل الأمر إلى إطلاق الكثير من الأشخاص عليه أن دار عبادة، لكي لا يدخلون في جدال التسمية الصحيحة له، ولكن في واقع الأمر يُمكننا تحديد أن هذا المبنى كان كنيسة في قديم الزمان، وهذا ما كان عليه في بداية إنشائه.

حيث تم تشييده على يد الإمبراطور المسيحي جستنيان الأول، الذي كان يحكم تقريبًا في عام 537 ميلادي، وكان هذا الإمبراطور مُحبًا للدين المسيحي كثيرًا، فقد كان يُحاول قدر المستطاع تشويه معالم الوثنية التي كانت منتشرة في جميع أرجاء الإمبراطورية الرومانية ببناء الكنائس.

اقرأ أيضًا: السياحة في إسطنبول وأهم المعالم السياحية بها

وصف جامع آيا صوفيا

قبل البدء في توضيح تفاصيل مسجد آيا صوفيا، نجد أنه من الواجب علينا التعريف بأسماء مصمميه، فهما المهندسان اليونانيان إيزيدوروس من ميلتوس، وأنثميوس من ترالس، مع إشراف الإمبراطور جستنيان بنفسه على البناء كما سبق القول.

أما بالنسبة للوصف الخارجي الخاص بالكنيسة فهي عبارة عن مبنى دائري تم تصميمها على هذا الشكل بفضل القبة الكروية الضخمة التي تتربع على زواياه الداخلية والخارجية، وتُظهر لنا النقلة الفنية لفناني هذا العصر.

يُحيط بالمسجد من الخارج أربعة مآذن عثمانية الطراز تأخذ شكل قلم الرصاص الذي يشتهر به هذا الطراز بالفعل، وتم إضافة هذه المآذن في العصور العثمانية بعد تحويل المبنى إلى مسجدًا، ويُمكنك رؤية هذا الجمال على الطبيعة باتباع خرائط جوجل من هنا مباشرةً.

قصة تحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد

في نهاية حديثنا حول مسجد آيا صوفيا، نجد أنه من الواجب علينا أن نوضح لكم القصة التي دارت في عقول الكثير من المسلمين والمسيحيين في جميع دول العالم في الفترة السابقة، وهي تحويل الكنيسة إلى مسجد.

ففي واقع الأمر عند الرجوع إلى المصادر التاريخية التي توضح لنا كل الحقائق المغمورة، نرى أن هذا المبنى تم بنائه على أن يكون كنيسة في الأساس، حتى يتم وضع فيها الكرسي البابوي للروم، ولكن عند فتح تركيا على يد السلطان محمد الفاتح في عام 1453م وانتهاء العصور البيزنطية والرومانية.

نجد أنه تم تحويل هذه الكنيسة إلى مسجد عثماني، وهذا ما يتضح لنا من خلال المآذن التي تم إضافتها، ومن ثم تم استعادة المبنى في عصور لاحقة ليكون كنيسة، ولكن في عام 2018م أمر الرئيس التركي أردوغان بتحويل الكنيسة إلى مسجد مرة أخرى.

يُرشح لكم مرجعي قراءة هذه المقالة أيضًا: برج غلطة السياحي وسبب تسميته بالغلطة

عند الحديث عن سبب جعل آيا صوفيا من أفضل المزارات السياحية في تركيا، نجد أن الطراز الداخلي له يزخر  بالكثير من الزخارف الجميلة التي تنطق بالعراقة وأصالة التصميمات التي تم تنفيذها في مدة تصل إلى 5 سنوات تقريبًا.