الخوف من الحسد هو حالة إنسانية يكون فيها الشخص في موقف ضعف وخوف من تدخل القوى المَاوَرائية للإضرار به، والحسد آفة مذمومة مكروهة في الدين، ونفسيا هناك أثر ثقيل على الشخص الذي يخاف أو يبالغ في خوفه من الحسد، وهي القضية التي ستتم مناقشتها في هذه المقالة.
فلنتابع ذلك…
جدول المحتويات
علاج الخوف من الحسد
يجب في البداية أن يدرك الشخص الذي يخاف من الحسد أنه يقبع في منطقة مظلمة وأنه يعاني من مشكلة تستدعي البحث لها عن علاج، وهذا العلاج يكمن في الآتي:
- تعزيز الرابطة الدينية: قد يكون أول علاج في قضية التخلص من الخوف من الحَسد هو إعادة النظر في الجانب الديني للشخص، فخوف الحسد فيه نوع من عدم الثقة في الله.
- تثقيف الفكر الشخصي: إن الشخص المثقف الذي له درجة عالية من الوعي والثقافة لن تجد عنده مشكلة الخوف من الحسد، وبذلك فهو من ضمن العلاجات المقترحة.
- تكثيف تطوير الذات: بشكل عام، يتم علاج مشكلة الخوف من الحَسد عبر الاشتغال على تطوير شخصية الإنسان من مختلف زواياها.
- خلق الرفقة الصالحة: يؤثر المحيط على عموم نقاط شخصية الإنسان، وبالتالي فعلاج الخوف من الحسد يتم بخلق الرفقة الصالحة الإيجابية الطيبة.
المبالغة في الخوف من الحسد
هناك من الناس من يبالغ في خوفه من الحسد لدرجة كبيرة، وهذا الأمر له سلبيات كثيرة ومتعددة، وهذه السلبيات تتنوع بين التي لها تأثير على الشخص نفسه وعلى الأقارب المقربين منه أيضاً.
فمن يبالغ في الخوف من الحسد تجده يعيش في خوف وشك ووسواس دائم وعدم ارتياح، وهو في العادة لا تكون علاقته الاجتماعية بالآخرين صالحة ولا مستقرة.
وبذلك يجب على كل شخص يبالغ في الخوف من العين أو الحسد أن يعيد مراجعة أوراقه وعلاقته بالله وإيمانه ويتخلص من هذا المرض الخطير على قلبه لعل أموره تصلح وتتحسن.
شاهد أيضاً: أين تتجلى أهمية التواصل مع الآخرين.
أضرار الخوف من الحسد
إن الأضرار التي يحملها الخوف من الخوارق من عموم العين والسحر والحسد كثيرة، ومن الأمثلة المنتشرة عن هذه الأضرار هناك العناصر التالية:
- الشرك بالله: رغم حضور الحسد في الدين والتحذير منه، إلا أن كثرة الخوف منه يعكس عدم إحسان العبد الظن بربه، وفيه نوع من الشرك وعدم الإيمان بقوة الله.
- عدم الارتياح: يعطي كثرة الخوف الحسد شعورا للشخص بعدم الارتياح، حيث أنه يغرق في دوامة من الخوف والشك. وهو أمر غير مريح.
- سوء النية: الخائف من الحسد هو بالضرورة شخص لا يحسن الظن ولا النية بالآخرين، وبالتالي علاقاته الاجتماعية مهددة بالفشل.
- فتح الصراعات: من سلبيات الخوف من الحسد أيضاً، هناك فتح أبواب كثيرة من الصراعات والنزاعات من الخائف من الحسد ضد الآخرين.
- انطباع الجهل: تتمثل أضرار التخوف من الحسد كذلك في أنها تعطي الانطباع بالجهل والتخلف على من يؤمن بهذه الخرافات ويخاف منها.
دعاء الخوف من الحسد
إن أفضل الأمور التي بها يمكن ختم فقرات هذه المقالة هناك الدعاء، أي دعاء الخوف من الحسد، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يداوم على هذه الأدعية ويحث على الحفاظ عليها:
« اللهم احفظني يا خير حافظ من كل شر، ومن كل حسد وعين، واجعلني في ضمانك وحرزك وأمانك يا أرحم الراحمين»
« بسم الله أرقي نفسي من كلّ شيء يؤذيني، ومن شر كلّ نفس أو عين حاسد، بسم الله أرقي نفسي الله يشفيني، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلّا بالله، أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ويشفي مرضى المسلمين»
« اللهم اصرف عنّي كل مَنْ أراد بي شرّاً، وأشغلهم في نفوسهم، وكُفّ أيديهم»
« اللهم إنّي أعلم أنّه لم يصبني إلا ما كتبته علّي، وإني لا أخاف أحداً من خلقك ما دمت أنت معي، فاللهم احفظني واحرسني»
« اللهم إني وكلتك أمري، وأنت حسبي ونعم الوكيل، اللهم أخرج كل داء أصاب جسدي، وردّ كيد كل عين نظرت في رزقي، واكفني شر خلقك الحاسدين»
« اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك أن تصرف عنّي كل عين، وتعافيني من كل حسد»
« اللهم لا تجعل نفسي حاقدة حاسدة، وارقني الرضا والقناعة، ولا تجعلني أمدّ بصري إلى غيري، ورضّني بما رزقتني يا أرحم الراحمين»
اقرأ أيضاً: كيف أكون رزينة في الحياة.
خلاصة القول أن لكل شيء حدود، بحيث أنه إذا تم تجاوز هذه الحدود يصبح الأمر منقلبا إلى ضده، وهو أمر ينطبق على الخوف من الحسد الذي قد يتحول في بعض الأحيان لوسواس قهري كبير يستدعي التدخل للعلاج.
ـــ تابع حسابنا عبر فيس بوك: اضغط هنا ــــ
