السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، هل المولود يدين للأب بالعقيقة؟ وهل العقيقة واجبة أم مستحبة أم ماذا؟ فلنتابع حكم العقيقة في الإسلام.
هل السواك يفطر ؟
حكم الحلف بغير الله
جدول المحتويات
حكم العقيقة في الاسلام
في حكم العقيقة في الاسلام، أجمع العلماء على أنه يجوز القيام بالعقيقة، واتفقوا على عدم وجوبها (ليست فرضا) واختلفوا في مدى كونها مستحبة أم مباحة فقط.
تفصيل حكم العقيقة
في مسألة حكم العقيقة في الاسلام جاء قولان[1]أسماء بنت محمد آل طالب، أحكام المولود في الفقه الإسلامي، دار الصميعي، الرياض، الطبعة الأولى، الصفحة 527-535، … Continue reading: القول الأول هو الاستحباب، أي أن العقيقة مستحبة بينما القول الثاني هو الإباحة، أي أنها لا تدخل في حكم المستحب.
العقيقة في الاسلام مستحبة
“العقيقة في الاسلام مستحبة” هو قول جمهور الشافعية والمالكية، وهو المشهور أيضا عند الحنابلة، ويستدل أصحاب هذا القول بمجموعة من الأدلة من السنة النبوية الشريفة. كحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: “كلّ غلامٍ رهينةٌ بعقيقتهِ، تُذبَحُ عنهُ يومُ سابعهِ، و يُحلقُ، و يُسمّى” [2]الراوي: النووي ، في المجموع، عن سمرة بن جندب، الصفحة أو الرقم: 8/435، إسناده صحيح.
ووجه الدلالة في هذا الحديث هو أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قد ربط بينها وبين الأمر بالحلق والتسمية، فهي ليست واجبة، إنما فقط من باب الاستحباب.
وهناك حديث آخر للنبي صلى الله عليه وسلم أكثر وضوحا وهو الحديث الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام: “من وُلِدَ لهُ ولدٌ فأحبَّ أن يَنسُكَ عنهُ فلينسُكْ”[3]الراوي: الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبدالله بن عمرو ، الصفحة أو الرقم: 2842، حكم الحديث: حسن، وهذا الحديث واضح فيه باب الاختيار، وبالتالي فــ العقيقة في الاسلام ليست فرضا أو واجبا على الأب لكنها أمر يستحسن القيام به، وبه فالعقيقة مستحبة.
والله تعالى أعلى وأعلم.
حكم العقيقة: الإباحة
العقيقة في الاسلام هي من المباحات، حيث أنها ليست واجبة كما أنها ليست مستحبة، فهي مباحة، أي أن فاعلها لا يؤجر لفعلها كما لا يؤثم لتركها. وهذا القول هو قول الحنفية.
وقد استدلّ فقهاء المذهب الحنفي على هذا القول بعدد من الأحاديثِ النّبويةِ الشريفة وفي مقدمتها حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم مع فاطمة لما رُزقت بالحسن والحسين وأرادت ان تعق لهما (تقوم بالعقيقة) فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا تَعُقِّي عنه ولكنِ احلِقِي رأسَهُ ثم تَصَدَّقِي بِوَزْنِهِ منَ الوَرِقِ في سبيلِ اللهِ”[4]الراوي: الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الصفحة أو الرقم: 4-60، حكم … Continue reading.
ووجه الدلالة في هذا الباب أنّ نص الحديث يحمل نَهياً عن العقيقة، والنهي الوارد في هذا الحديث يتعارض مع الوجوب والاستحباب، وبالتالي فهو من باب الإباحة.
وفي حديث آخر، جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئِل عن العقيقة فأجاب: “لا يحبُّ اللَّهُ العقوق كأنَّهُ كرِهَ الاسمَ و قالَ من وُلِدَ لهُ ولدٌ فأحبَّ أن يَنسُكَ عنهُ فلينسُكْ عنِ الغلام شاتانِ مكافِئتانِ و عنِ الجاريةِ شاةٌ”[5]الراوي: الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 2842، حكم الحديث: حسن، ووجه الدلالة في هذا الحديث أنّ النبي لم يلزم بفعل العقيقة، إنما ترك مطلق الحرية لمن أراد، وبالتالي فهي تُحمل على وجه الإباحة.
انتهى: حكم العقيقة في الاسلام.
يجوز الصيام دون نية؟
عن: دين – مرجعي:
في الحياة اليومية العامة، تعترض المسلم مجموعة من الأسئلة والتساؤلات حول بعض القضايا الشائكة التي ترتبط ارتباطا وثيقا مع دينه ومعتقده وهو الإسلام. ولا ضير أو حتى لا بد من استثمار التكنولوجيا والتقدم التقني والعلمي لنشر الدين وزيادة توعية الناس في أمور ومسائل دينهم، خصوصا مع كثيرة الأقوال والاستفسارات التي يطرحها الناس عادةً.
ومن هنا انبثقت فكرة هذا القسم (قسم دين-مرجعي) لِــ يَكون إن شاء لله تعالى المرجع الكامل والشافي لكل مسلمة ومسلم في أمور دينهم.
وبمنتهى الأمانة والاجتهاد يتم كتابة مواضيع هذا القسم. وذلك بعد البحث والتأكد ومراجعة المصادر أولاً بأول. وذلك لتفادي أي خطأ قد ينعكس سلباً على دين الشخص وطريقة عباداته.
في هذا القسم عزيزي المسلم عزيزتي المسلمة ستجد مختلف الأقوال التي ترِد في القضايا الدينية، بحيث سنحاول قدر الإمكان الاستماع لكل المذاهب في أطروحاتهم وأجوبتهم وفتاواهم، دون أي تعليقات أو تعقيبات أو اجتهادات شخصية.
وأي توفيق أناله فهو من الله وأي تقصير فهو مني، وسبحان من لا يخطئ ولا يغفو.
ونسأل الله أن يبارك هذا العمل وينفع به الأمة، ويصلح الجميع وييسّر الأمور ويرزقنا من فضله وينعم علينا بالعلم ويديم علينا نعمة الإسلام وكفى بها نعمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والحمد لله رب العالمين. (موقع مرجعي)
المصادر
↑1 | أسماء بنت محمد آل طالب، أحكام المولود في الفقه الإسلامي، دار الصميعي، الرياض، الطبعة الأولى، الصفحة 527-535، (بتصرّف) |
---|---|
↑2 | الراوي: النووي ، في المجموع، عن سمرة بن جندب، الصفحة أو الرقم: 8/435، إسناده صحيح |
↑3 | الراوي: الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبدالله بن عمرو ، الصفحة أو الرقم: 2842، حكم الحديث: حسن |
↑4 | الراوي: الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الصفحة أو الرقم: 4-60، حكم الحديث حسن |
↑5 | الراوي: الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 2842، حكم الحديث: حسن |
تعليق واحد