السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بسبب كثرة الضغوطات التي يعيشها الانسان في حياته، أصبح معرضاً للوقوع في نوبات الغضب، وفيها يتلفظ الانسان بالفاحش من الكلام، ويحدث أن يصل ذلك إلى مرحلة سب الدين، فما حكم هذه القضية في الاسلام؟ وما حكم سـب الدين في حالة الغضب؟ وهل من سبَّ الدين يكفر؟
هل السواك يفطر ؟
حكم الحلف بغير الله
جدول المحتويات
حكم سب الدين
سب الدين بإجماع العلماء يخرج من الملة إلى الكفر، وسابُّ الدين كافر حتى يتوب.
تفصيل حكم سب الدين
بعيداً عن الغضب وضغوطات الحياة، بدأت ــ للأسف ـــ تنتشر ظاهرة سب الدين في المجتمعات الاسلامية دون الوعي بخطوة هذا الفعل.
أجمع علماء الأمة واتفقوا قولا واحداً على أن سبّ الدين يُخرج فاعله من الدين ويقذِف به إلى الكفر والعياذ بالله، فمن سب الله قد كفر وارتد عن الإسلام[1]دار الإفتاء الاردنية، نوح علي سليمان، حكم سب الدين، رقم الفتوى 2606، وذلك لقوله عز وجل: (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ و نَلْعَبُ.. قُلْ أَبِاللَّهِ و آيَاتِهِ وَ رَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ.. لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ، إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ)[2]سورة التوبة، الآية 65-66.
ومن هذه الآية يتضح جليا أن من سب الدين أو سبّ الرسول أو سخر من الذات الإلهية أو ملائكته أما يتعلق بالدين عموما، فهو مرتد وكافر.
حكم سب الدين بعد الغضب
هل يمكن أن يبرر أو يخفف الغضب من حكم سب الدين؟
يقول علماء الأمة أن الإنسان إذا كان غاضباً وصدرت منه بعض عبارات سـب الدين، فإنه يسأل عن ما إذا كان قاصداً لما قال، فإن كان سبّه للدين نابعاً من باب الجحود فهو كافر، أما إن كان من باب الغضب وغلبة الشيطان فهو آثم ووجب عليه الاستغفار ولكنه لا يصل لدرجة الكفر، والله تعالى أعلى وأعلم[3]محمد صالح العثيمين، مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين، المجلد الثاني، باب الكفر والتكفير، (بتصرف)
ما حكم تقبيل المصحف ؟
توبة من سب الدين
لكون الله أرحم الراحمين، فقد وضع أمام الإنسان مجالا للتوبة، حيث قال عز وجلّ في محكم تنزيله: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم)[4]سورة الزمر، الآية 53.
وقد وضع الإسلام شروطا لهذه التوبة [5]ابن عثيمين، سب الدين، الفتاوى، طريق الاسلام، وهي:
الإخلاص لله بالتوبة: أي أن لا يكون التائب قد تاب رياءً أو طمعا في مقابل مادي أو خوفاً من شيء ما، فلا بد أن تكون توبته خالصة لوجه الله تعالى.
الندم على ما فعل: من شروط التوبة أن يندم الإنسان على ما فعله ندماً صادقاً ويحزن لفعله.
الإقلاع عن ما فعل: يجب على التائب أن يعقد العزم على أن لا يعود أبداً لتكرار ما فعل.
التوبة في وقت القبول: لأن الإسلام قد وضع حدودا زمنية تُقبَــل فيها توبة العبد، وهي بشكل عام قبل طلوع الشمس من مغربها، لقوله عز وجل: (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً)[6]سورة الأنعام، الآية 158، وبشكل خاص قبل حلول موعد الوفاة، لقوله تعالى: (وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار)[7]سورة النساء، الآية 18.
يجوز الصيام دون نية؟
عن: دين – مرجعي:
في الحياة اليومية العامة، تعترض المسلم مجموعة من الأسئلة والتساؤلات حول بعض القضايا الشائكة التي ترتبط ارتباطا وثيقا مع دينه ومعتقده وهو الإسلام. ولا ضير أو حتى لا بد من استثمار التكنولوجيا والتقدم التقني والعلمي لنشر الدين وزيادة توعية الناس في أمور ومسائل دينهم، خصوصا مع كثيرة الأقوال والاستفسارات التي يطرحها الناس عادةً.
ومن هنا انبثقت فكرة هذا القسم (قسم دين-مرجعي) لِــ يَكون إن شاء لله تعالى المرجع الكامل والشافي لكل مسلمة ومسلم في أمور دينهم.
وبمنتهى الأمانة والاجتهاد يتم كتابة مواضيع هذا القسم. وذلك بعد البحث والتأكد ومراجعة المصادر أولاً بأول. وذلك لتفادي أي خطأ قد ينعكس سلباً على دين الشخص وطريقة عباداته.
في هذا القسم عزيزي المسلم عزيزتي المسلمة ستجد مختلف الأقوال التي ترِد في القضايا الدينية، بحيث سنحاول قدر الإمكان الاستماع لكل المذاهب في أطروحاتهم وأجوبتهم وفتاواهم، دون أي تعليقات أو تعقيبات أو اجتهادات شخصية.
وأي توفيق أناله فهو من الله وأي تقصير فهو مني، وسبحان من لا يخطئ ولا يغفو.
ونسأل الله أن يبارك هذا العمل وينفع به الأمة، ويصلح الجميع وييسّر الأمور ويرزقنا من فضله وينعم علينا بالعلم ويديم علينا نعمة الإسلام وكفى بها نعمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والحمد لله رب العالمين. (موقع مرجعي)
المصادر
↑1 | دار الإفتاء الاردنية، نوح علي سليمان، حكم سب الدين، رقم الفتوى 2606 |
---|---|
↑2 | سورة التوبة، الآية 65-66 |
↑3 | محمد صالح العثيمين، مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين، المجلد الثاني، باب الكفر والتكفير، (بتصرف) |
↑4 | سورة الزمر، الآية 53 |
↑5 | ابن عثيمين، سب الدين، الفتاوى، طريق الاسلام |
↑6 | سورة الأنعام، الآية 158 |
↑7 | سورة النساء، الآية 18 |